الموت يلتقط خيار الناس / الدكتور محمد سيدى محمد المهدى

الموت يلتقط خيار الناس.
ترجل الشهم الطود الشامخ سليل العروبة والمجد والشهامة الرفيق محمد يحظيه ولد ابريد الليل.
وبترجله يوم الاربعاء الموافق
13/1/2021 انهدّ ركن فى جدار العروبة والإسلام يصعب على اى احد اصلاحه.
كان المغفورله كالطودالشامخ تهوى اليه افئدة الباحثين عن الحرية والتنوير والنبل والقيم الرفيعة تأتى الوفود تترى اليه من كل حدب وصوب يتلقاها بوجه طليق وبعطف وحنان ورفق دون امتنان فيبسط جناحيه عليها ويلفها بدفئه وعطفه وحنانه باذرا فيها قيم المجد والوحدة والعروبة والرجولة والعزة والكرامة.
وعندما يداهمها الخطر يسبح بها بعيدا فوق امواج البحر حتى يستقر بها الأمان على الجودى كما استقرت سفينة نوح التى كانت تَمخُرُ البحار والمحيطات ويحتمى بها كل من على متنها من العواصف والفيضانات.
لقد ودّعنا بالأمس المناضل الشهم الجسور الذى لايلين لخصومه ولايبدل مواقف محمد المصطفى ولدبدر الدين وهانحن اليوم نودع هامة اخرى ضاربة الجذور فى اعماق تاريخ النضال العروبى القومى الذى يؤمن بارتباط مصير الأمة العربية بوحدتها وتضامنها باعتبارها امة واحدة ذات رسالة خالدة إذا اشتكى منها عضو تداعى له سائر اعضائها بالحمى والسهر.
وبرحيل هذين العملاقين ودّعت موريتانيا آخر المناضلين من جيل التأسيس وللأسف الشديد لايلوح فى الأفق القريب وجود من يستطيع سد مكانتهما فكريا ولانضاليا ولا حتى اخلاقيا ناهيك عن الثبات على المواقف ونصرة المطّهدين.
كان كل واحد من هذين الرجلين يشكل مدرسة فكرية نضالية متنقلة تضم جميع التخصصات نهل من رحيقها جم غفير من الطلاب الذين اصبحوا أساتذة فى فنّ السياسة والفكر والمواقف المبدأية التى لامساومة عليها مهما اصاب مشروعهما من تعثر ونكسات تبعا لما اصاب قيادة الامة الحية – قيادة الفكر والنضال لاقيادة الخزى والعار-من تراجع نتيجة الخيانة والعمالة والإنبطاح التى ضيعت فلسطين والعراق وسوريا وليبيا واليمن ولبان وسلخت دولة جنوب السودان وشجعت اتيوبيا على تعطيش شعبي مصر والسودان .
وسمحت بهرولة قادتنا الى الكيان.
بعد تكبيلنا بالتفاقيات الخزى والعار.
ومع صعوبة الأوضاع السياسية والإقتصادية وتصدر(الرجعيين) المشهد العربي بعدتآمرهم على القوميين فى الوطن العربى ظل هذا الأسد العملاق ثابتا فى عرينه وعلى مواقفه القومية لم يتزحزح عنها قيد انملةرغم ماتعرض له من مضايقات ونكايات من انظمة الإستبداد والقمع البائدة التى لم تسلم من تنكيلها حركة نضالية قومية او اسلامية.
وبريحل هذا الرفيق العملاق الموقر عن هذه الدنيا الفانية فقدت الأمتين العربية والإسلامية ركنا اساسيا من أساطين العروبة والإسلام كرّس حياته خدمة لوطنه ولأمته العربية والإسلامية دون كلل اوملل ودون ان يطلب شيئا لنفسه ودون ان تتلطخ يداه اوسمعته بفساد اوشبهة.
فخرج من هذه الدنيا الفانية وهو سليل العرض والجاه ابيض ناصع الوجه واليدين مرفوع الرأس والجبين طاهرا من الفساد والشبهات.
كان يؤمن رحمه الله ان القنبلة النووية الباكستانية موجهة نحو الهند لذا لم تدمرها اسرائيل ولم تحاول ذلك وأن القنبلةالنووية الإيرانية إن سمح بها الغرب ، فهى موجهة الى العالم العربى وليس اسرائيل.
وقد صدقت تنبؤاته تلك عندما صرح احد نواب البرلمان الإيرانى بأن إيران اصبحت تسيطر على اربع عواصم عربية، هي بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت.
الرحمة والغفران وجنة الرضوان للفقيدين محمد يحظيه ابريد الليل والمصطفى بدر الدين.
تغمدهما الله بواسع رحمته واسكنهما فسيح جناته .
وإنا لله وإنا اليه راجعون.
لله ما أخذ وله ما ابقى وكل شيء عنده بقدر مسمى.
تعازينا القلبية الى اسرة الفقيدين والشعب الموريتانى بصفة خاصة والى الشعبين العربي والإسلامى بصفة عامة.
كما اعزى تعزية خاصة رفاق المغفور له الأستاذ المناضل الرفيق محمد يحظيه ابريد الليل فى القطر الموريتانى وفى غيره من الأقطار العربية الأخرى.
الدكتور محمد سيدى محمد المهدى.

Exit mobile version