دخل يزيد بن عمر بن هبيرة على أبي جعفر المنصور فقال:
يا أمير المؤمنين، إنّ إمارتكم بكر و دولتكم جديدة، فأذيقوا الناس حلاوتها، و جنّبوهم مرارتها، تخفّ على قلوبهم طاعتكم، و تسرع إلى أنفسهم محبّتكم .
يعتبر الخطاب السياسي شكلا من أشكال الخطاب الموجّه من فرد أو جماعة في منصب سياسي معيّن، للجمهور المتابع؛ بهدف تقديم أنفسهم، وعرض المشاكل الخاصّة بمجتمعهم وعرض مقترحات لحلها من أجل تحقيق مصالح معيّنة، أو لكسب أصوات انتخابيّة،كما ويعتبر شكلاً من أشكال الثقافة الحديثة، تُشكّل أداة مهمّة في اكتساب السلطة، وكسب الشرعيّة من الشعب من خلال عناصره الثلاث :
-المضمون
-المصدر
-المتلقي
حين ضرب لنا غزواني مثلا بالعهد في أول ظهور سياسي له ثم تلاه بالمشوي إبان حملته الإنتخابية
كان حقا على المواطن أن يتساءل ترى ماهي العلاقة بين العهد والمشوي !! ولماذا استحدث مصطلحين جديدين في الخطاب السياسي !!
العهد أولا ولَم يختر معنا نبيلا غيره !!
والمشوي ثانيا ولَم يختر وجبة شهية غيره !!
وأختيار المعاني الراقية من شيم النبلاء
إن تقريب المسافة بين الوفاء بالعهد وتقديم المشوي للمواطنين عمل ليس بالسهولة دون تقديم من خانوا العهد وأكلوا خيرات الشعب للمحاكمة العادلة، وإرجاع ما نهبوا للخزينة العمومية وبالتالي تصحيح المفاهيم حتى يعلم المواطن أولا أن العهد لله وللمواطن أولى من العهد للصحبة أو الزمالة أو القربى أو الإنتماء الحزبي والوظيفي ، وأن ثروات الشعب ليست غنيمة للحاكم يهبها لمن يشاء وكيف ما شاء
لقد أبتلي هذا الوطن بأحكام استخفّت كريمه، و استفزّت حليمه، وأهلكت ضعيفه وأصبح للمفسدين فيه نسب يتعصبون له وحصن يتحصنون به وقد قيل النّعمة نسب بين أهلها
وللمواطن في هذا العهد رجاء وقد درج الصالحون على قول : لا تخيب رجاء من إرتجاك .
نحن نعلم أن المسؤولية جسيمة وأن معظم النخبة جزء من المشكل وليس أداة للحل لكننا متأكدون أن الإستماع إلى من عاشوا في مدح الحاكم ووصفه بالمطعم الكاسي ليس سبيلا للحل وأن الإستعانة بمن كانوا مع سلفكم ليس سبيلا للحل وهم إما :
-أغبياء
-جبناء
-مفسدون
-مشتركون في الظلم والفساد
وفي البلد من الكفاءات مايغنيكم عنهم ، وإن كنّا نعلم أنهم استطاعوا من خلال ثرواتهم وعلاقاتهم أن يجسدوا واقعا سياسيا واجتماعيًا لا مفر من التعامل معه ، لكننا أيضا نعلم أن الدولة تصنع رجالها متى وكيف ما شاءت وإذا أراد اللّه أمرا يسّره
لعل الثلاثي :
-المشوي
-العهد
-محاربة الفساد
يخاطبون فخامة الرئيس قائلين نسألك بحق المواطن عليك وبحق ماينتظره منك من محاكمة من كان المواطن بين أيديهم أذلّ منه بين يديك؛ و هم على أكل أولنا منفردين أقدر منك وعلى عدم الوفاء بثانينا أحرص منك وفِي مواجهة ثالثنا أجبن منك إلا نظرت في أمر رعيتك نظر من إذا عهد أوفى وإذا تمكن أنصف .
محمد فال طالبنا