سيدي وزير الداخلية محمد سالم ولد مرزوك، لقد نقلتَ لساكنة “تَفيْريتْ” قبل فترة وجيزة أن رئيس الجمهورية أمرَ بغلق مكبّ النفايات الخطير على الساكنة، وبالفعل فقد توقفَ شحنُ القمامات إلى المكب.
فرحنا جميعاً ساعتها، وتعاقبنا على منبر الخطابة في الخيام المنصوبة في “تفيريت” نُثمنُ جهودكم، وننشد الأشعار عرفاناً بجميل ولد الغزواني.. ربما تعلمُ أنّ القوم أهل شعرٍ وفصاحة وتقدير للجميل، ثمّ إنهم قبلَ هذا وذاك رحبوا بالعهد الجديد، وقد ذكرتُ هذا الأمرَ على سبيل أهميته، فمناصرة أهل تفيريت لنهج مُعيّن هيّ دعمُ نوعي وتزكية ساسية بالأساس.. ليسَ لأن مهنة أغلبَ أهل القرية هي التعليم الابتدائي والثانوي والجامعي والمحظري فقط، بل لأنها تتنفسُ السياسة منذ أيام المناضل “سميدع”..
معالي الوزير، ذكرتُ لك “سميدع” فقط، لأني أعلمُ أنك تُقدره حقّ قدره، وسأزيدك بالمناضل أحمد ولد الحباب.. والقائمة تطول..
ما الجديد معالي الوزير؟ آ الرئيس أمركم من جديد بتوجيه النفايات إلى المكب مرة أخرى؟ أم أنه لم ينهكُم في الأولى ولم يأمركم في الثانية؟ هل تعلمون أنكم أسأتم إلى الرئيس حين قلتُم إنه أمرَ بإغلاق المكب؟
معالي الوزير، شبابُ تفيريت أخذو اليوم قسطهم من عنف الدرك الوطني، وسيقوا إلى المعتقل في واد الناكه كالعادة.. ربما هم محظوطون لأن الشيوخ والمرضى والنساء بقوا في الميدان، وسيبقون فيه إلى أن يقضيّ الله أمراً كان مفعولاً.
طلباتي معالي الوزير الآن ليس من بينها إغلاق المكب، إن لم يكن بأمر حقيقي من الرئيس ولد الغزواني، فأنا، مثل أهل تفيريت، نثق في صدق الرئيس، وفي صرامة أوامره، وفي إنصافه للمظلومين..
طلباتي الآن:
أولاً: إعطاء تعليمات للجهات الأمنية بأن تنقص كم مُسيّلات الدموع التي تقذفها على ساكنة تفيريت، لأن تفاعلها مع الروائح الكريهة القادمة من المكب غير محمود العواقب الصحية على عناصر الدرك أنفسهم.
ثانياً: أن يكتفي الدرك بعدد مُعين من الضرب لكل شخص “نصيب معلوم” وليكن على الظهر، فليس من المنطقي أن يضربَ الدركيُ أي منطقة من جسم إنسانٍ، وليس من الشرع أن تتساوى المرأة والرجل في الحصص.. على الأقل للذكر مثلُ حظ الأنثيين..ستبقى المشكلة نصيب الأطفال من الضرب، ولكن لا عليك.. الأطفال سيتمرنون على تحمل الضرب، فهم جيلُ المستقبل..
ثالثا: ومن أجل سلامة عناصر الدرك ولكي لا ينقلوا فيروس كورونا إلى الجينرال سُلطان حفظه الله، أطلبُ منكم أن توّجهوا نداء عاجلاً لمعالي الوزير نذيرو ولد حامد لإرسال عدد كافٍ من الكمامات لعناصر الدرك، خاصة أنهم يقتربون من الأهالي كثيراً في أوقاتِ السحل وفي أوقاتِ الضرب..
عبد الله اتفغ المختار – كاتب صحفي