تلقيت ببالغ الحسرة نبأ انتقال الرئيس الأسبق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله إلى الرفيق الأعلى، مخلّفاً بعده فراغاً كبيراً في الأخلاق السياسية و صدق النية و صفاء المقصد و الكفاءة المهنية و النزاهة في التسيير، و في التسامح و نقاء السريرة.
لقد عرفت الرجل في مراحل مختلفة من مسيرته الثرية بالعطاء و الكفاح، فكان صديقاً و أخاً كبيراً و حليفاً سياسيا، ربطتني و إياه وشائج و عُرى صداقة صادقة قبل أن يكون رئيساً، فدعمته و آزرته عند ترشحه، و وقفت بكل ما أوتيت من قوة ضد الانقلاب عليه، و أبقيت معه على حبل من الود و الاحترام لا ينفصم، إلى أن ترجل مأسوفا عليه عن جواده، محموداً غير مذموم و منقوشا اسمه طغراء في سجل الخالدين.
لقد ترك المرحوم سيدي ولد الشيخ عبد الله أثراً كبيرا في نفوس الموريتانيين بأخلاقه و تسامحه و وطنيته و تغليبه المصلحة العامة على المصلحة الشخصية، فاستحق بذلك احترامهم و إكبارهم، فجزاه الله عن موريتانيا و شعبها خيراً.
و بقلب مكلوم و خاطر مصدوم أعزي فيه الوطن الذي فقد فيه إبنا باراً و إطاراً كفؤاً، كما أعزي أسرته الكريمة، فإن في الله خلفاً من كل سلف و عوضاً من كل تلف و عزاءً في كل مصاب.
رحم الله عبده الصالح سيدي ولد الشيخ عبد الله و أدخله فسيح جنانه، و ألهمنا بعده الصبر و السلوان، إنه ولي ذلك و القادر عليه.
إنا لله و إنا إليه راجعون”.