داهي لحبيب يكتب عن مناقب الراحل الوالد خطري ولد احمد ولد ابراهيم

غيب الموت يوم أمس والدنا خطري بعد عمر حافل بالبذل والعطاء وكل معالي الأمور.
لقد عاش المرحوم سيدا عصاميا شق طريقه بنفسه، وعرف مسالك المجد والسيادة فاقتحمها غير هيّاب ولا متردد.
لولا المشقة ساد الناس كلهم ** الجود يفقر والإقدام قتال
كان نبيلا، محبا للخير، مقريا للضيف،وصالا للرحم، ساعيا في الصالح العام، صاحب نظرة بعيدة بشأنه، مفنيا ماله من أجله. يشهد بذلك زواره في أعوام الشدة بامبود، وضيوف بيته العامر في نواكشوط، وبالأخير تشهد القطع الأرضية المخططة بكامور، وجهود استقدام المجتمع للمدينة، وبه شهدت الاجتماعات العامة الحاسمة التي في بيته عقدت، والمشاكل المستعصية التي برأيه السديد سويت، والنوائب العظيمة التي تصدى لها فهانت، فنال بذاك السيادة وبنى على أمجاد موروثة مجدا عظيما لنفسه، وزيادة ذكر حسن لقومه.
فإن يك ذاك المجد ظل مشيدا *** فإنك قد شيدت مجدا على مجد

إنه رزء أكثر من قبيلة، ومصاب أكثر من مكان، بل هو ركن ركين من أركان بلد قد انهد، أثبتت ذلك جنازته البارحة – والجنائز لا تكذب- كما وتنوعا، وأكدته التعازي الحزينة، والشهادات الصادقة اليوم.
لعمرك ما الرزية فقد مال** ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد حر ** يموت بموته خلق كثير.
لقد مات بموت خطري خَلْق كثير، وتيتمت المروءة والنبل ومكارم الأخلاق، وفقد المسجد قلبا كان به متعلقا، وجوارح كانت في خدمته تسعى.
فما كان قيس هلكه هلك واحد *** ولكنه بنيان قوم تهدما.
إنه مصاب جلل وخطب عظيم لكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا فإنا لله وإنا إليه راجعون، وحسبنا أن خاتمته كانت كما تمنى، فكان آخر كلامه ذكر الله وحمده، وشيعته جموع غفيرة جاءت من كل حدب وصوب، فشهدت له بالخير وبكت فقده بحرقة، ودفن بين صالحين كان يحبهم ويحبون، سيشهدون له أمام الولي الصالح الشيخ أحمد بن شيخنا بأنه قد أنفذ الوصية (خطري ذا لفريك تاكل بعد مولان ألا إعليك أو هو الواعر)، وحافظ على الأمانة، فلم يخيب الظن.
فسلام عليه يوم عاش عزيزا سيدا، ورحمة الله وسلامه عليه يوم مات ذاكرا حامدا.
وأحسن الله فيه عزاء الأهل والعشيرة والوطن وكل الفضائل والمحامد.

داهي لحبيب

Exit mobile version