مع نهاية الخمسينيات كانت منطقة لبومباشي في مايعرف بزايير قديما R D Cحديثا وهي منطقة حجرية وكانت في تلك الفترة وجهة لبعض الحجارين الموريتانيين وقد قال لي قبل سنوات المرحوم سيدي ولد الوافي جماعة أولاد سيدي (شرفاء لقلال)إنه كان في أواخر الخمسينيات في تلك المنطقة وقد حدثني عن جماعة كانت لهم به علاقات وطيدة مثل المرحوم خطري ولد ألمين جماعة أهل اباه ،، ومحمد محمود ولد سييدي بوي جماعة أهل اشفغ اوبك ،،وشامخ ولد نوح جماعة أهل نوح وغيرهم ممن لا أستحضر أسماءهم ،،وبسبب حروب أهلية كانت قائمة تلك الفترة في بعض مناطق زاير اضطرو لدخول الكونكو ابرازفيل وكانت المجموعة الأولى دخلت في أوخر الخمسينيات ومن هنا بدأت النواة الأولى تتشكل ،، وسنكتفي بما استحضرنا أوحفظت لنا الذاكرة من أسماء مشاهير تلك الفترة ولا شك أن ماضاع من ذاكرتنا مما وجدنا عند بقية الجيل المؤسس أكثر بكثير مما علق بها وعليه فسأفسح المجال لتزويدي بما ضاع علي من معلومات وفعلا لن أقبل معلومة إلا بعد تحر الصدق ونتيجة لإلمامي بتلك الحقبة فلن يخف علي شيء في ذلك مع مراعاة مشاعر الناس وحساسياتهم ،، وما أردت بهذه القصص الانفض الغبار عن تاريخ رجال أشداء نهضوا من مضاجعهم بحثا عن الكرامة وإلحاحا منهم في البحث عن اقتصاد بديل يؤمنون بيه عيشة كريمة،، وكان هذا هو القصد والله على ما أقول شهيد ،، وهذه هي أول تجربية ولايخلو أي عمل بشري من الخطأ والتقصير..
كان من مشاهير الجليل المؤسس هذه الصفوة التي وجدت منها ثلة في ابرازفيل ولم أحظ بلقاء جلهم لأن أغلبهم رحل عن دنيانا عليهم رحمة الله علينا وعلهم، وبعضهم استقر في وطنه والبعض هاجر إلى بلدان أخرى ،،أما الذين شاع صيتهم وذاع فهم الذين سأتطرق لذكرهم مع بعض مآثرهم وعلى رأس هذه المجموعة وكلهم رأس وفخر: المرحوم خطري ولد ألمين (أهل اباه) الذي عرف بالسخاء والبذل وكانت مواقفه وحكاياته مشهورة فمنها على سبيل المثال انه كان كل ليلة يبيت في المطار حتى تنتهي الرحلات خوفا أن يضايق أي موريتاني أويسفر وكثيرا ما يأتي بضيف معه بدون أن يعرف قبيلته ولاجهته فينزله في منزله ويبالغ في اكرامه ثم بعد ذلك إن كان من أصحاب الحاجات قضى حاجته وان كان من الباحثين عن العمل وفرله العمل ومآثره أكثر من أن تحص ،، وكذلك الرجل السخي فتى الفتيان محمد محمود ولد سيدي بوي (أهل اشفاغ اوبك) فهو من الذين شهد لهم الجميع بالكرم والفتوة وصار مثالا في السخاء وقصته مع حيه معروفة ،،وكذلك الشريف الكريم الفقيه المطفى ولد سيدي جعفر (اهل ديدي) فكان من المشاهير المعروفين بالعلم والحكمة والأدب وكذلك ابن أخيه مولاي أحمد ولد الزين وقد أدركت الأخير في ابرازفيل وكان غاية في الكرم وخدمة الناس وبذل المعروف في الجميع ،، والرجل الكريم الشهم صاحب المواقف الشجاعة سيدي ولد امين (إديقوب) حفظه الله فذاكرة ابرازفيل (وجماعة أهل اباه يحفظان له موقفه في قضية نقل أحد أبنائهم إلى باريس في وضعية حرجة في منتصف الثماننيات وله مواقف كثيرة وكذلك اخويه عبد سالم وامين ابنا امين ،،ومن مشاهير الجيل المؤسس محمد ولد الامام (أهل أحمد نشفاغ )كان رحمه الله رجل دولة، حكمة ،وشجاعة ،وكرما ،ونبلا ،وقد أصبح في مابعد عضوا في مجلش الشيوخ في عهد ولد الطايع ،، وكذلك الرجل الكريم الخلوق صاحب المكارم محمد الأمين ولد ازخيمي (أهل محمد ولد بكار)وابن عمه الرجل الورع صاحب الإستقامة والأخلاق الرفيعة الناجي ولد اج (أهل سيدي احمد ولد بكار) ،،والرجل السخي الشجاع الصديق ولد الشيخ (جماعة أهل الامام ولد آبه اديبسات) والرجل الفتى ظاهرة زمانه المرحوم محمد الأمين ولد المصطفى (أهل بلبات) والرجل الخلوق الكريم سيدي محمد ولد أعمر جدو(أهل المصطف) ،، والفقيه العابد الكريم محمد عبد الرحمن و لد عبدالله (أهل الطالب أحمد الامام) وأعتقد أنه التحق بالجيل الأول في مطلع الثماننيات وقد وجدته أمامي في ابرازفيل وكان يحظى بتقدير الجميع ،،وكان من أشهر المشاهير الرجل الفاضل الذي كان بيته قبلة للجميع المرحوم امود ولد محمد المختار ولد السالم (أهل الحاج) وكذلك ابن عمه السخي فتى الفتيان أحمد السالم ولد حمد،، ومن بين مشاهير الجالية المرحوم سيدات ولد بدة (اهل بده) ،، والمرحوم محمد ولد الناجي( أهل تنده) والرجل الشهم الذي كان رئيسا للجالية في اواخر التسعينيات محمد عبد الله ولد دها (اهل احمد مزيد ) وأبناء عمارو يحي ،ومحمد فال فقد عرف منزلهم بدار اشفقات وكان وجهة للجميع (أولاد ببعدي) والرجل الكريم الشهم المرحوم محمدالسالم ولد بوكه وزير العدل في مابعد في بداية حكم ولد الطايع (جماعة أهل سيد الوافي) ،، ومن الذين وجدتهم من بقية الجيل الاول اشريف الخلوق الحسن ولد سيدي (جماعة لكلاكمة)،، وكان من مشاهير جاليتنا كذلك المرحوم يربه ولد محم سيدي (جماعة اولاد الحاج)،،والرجل الكريم الخلوق بتار ولد الميليد (جماعة أهل باب)
والخاتمة مع الداعية سيدي محمد ولد عبد القادر ولد الحيداد(اهل اباه) سخر هذا الرجل وقته وماله في دعوة أهل الكتاب في الكونكو إلى كلمة سواء بيننا وبينهم، فقد استطاع هذا الرجل بإرادته بناء مسجد في مدينة اتومبي النائية وقد أسلم على يده خلق كثير أصبح يعرف ب(اتلاميد ولد الحيداد)واليوم تعتبر مدينة اتومبي مدينة مسلمة تقام فيها شعائر الدين وقد أسس فيها جامعا ومحظرة وأبناء المدينة هم من يقومون بأنفسهم على الجامع والصرح العلمي ،،فقد تعلم أبناء الكونكو العربية وتعاليم الدين في الجامعات الاسلامية بفضل الله ثم بفضل هذا السفير الاسلامي الذي يعمل ليلا ونهارا في الدعوة الى الله منذو مايزيد على 36سنة وقد ابتعد عن الشهرة والأضواء وأخلص عمله لله ،فجزاه الله عنا وعن الاسلام خيرا ،،ولله الامر من قبل ومن بعد وهذا ما توصلنا إليه إنصافا لهذا الجيل الكريم الذي كان هو النواة الأولى لجالياتنا في وسط افريقيا وجنوبها وآخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والأخرين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الحلقة الأخيرة رقم (28)بتاريخ 18/08/2020.
حلقات من اعداد سيدي محمد ولد دباد