قال السياسي والمفكر محمد يحظيه ولد أبريد الليل إن «مهمة السياسيين هي قراءة الأحداث غير الواضحة»، مشيراً إلى أنه «ليس من الصعب قراءة فترة محدودة، ما حدث خلالها كان واضحاً».
وقال ولد أبريد الليل: وفق صحراء ميديا «إن شبه الإجماع الوطني الذي حصل مهم، بغض النظر عن الحالات المرضية في ديمقراطيتنا، لقد وقع شبه إجماع بعد الانتخابات (الرئاسية)، وهناك أشخاص نافسوا الرئيس ودعموه بعد ذلك، ومن الضروري استنطاق هذه الحالة».
ولتفسير هذه الحالة قال ولد أبريد الليل إنها «حالة رهان على ولد الغزواني، وهي ظاهرة غير طبيعية وسريعة ونادرة»، معتبراً أنه يمكن تفسيرها على أنها «انعكاس لما يدور في قلوب الموريتانيين».
وحاول ولد أبريد الليل أن يشرح ظاهرة «الإجماع الشعبي»، مشيراً إلى أنه «في كل مرحلة تظهر حالة إجماع شعبي، فخلال حكم الرئيس المختار ولد داداه وعندما أمم شركة (ميفرما) لاقى القبول من طرف الموريتانيين بما في ذلك من يعارضونه، لأنه عبر عن إرادة المواطنين، ومعاوية ولد الطايع عندما مر بأزمة 1990، بحث عن تحقيق غاية الناس وإرادتهم، فجاء بالديمقراطية، وهو ما دفع بعض المعارضين لمساندته».
وواصل ولد أبريد الليل قائلاً: «الآن نحتاج لمعرفة ماذا يريد الشعب؟، وأنا أعتقد أن الشعب مطلبه التغيير، ومن التغيير المحاسبة، والبحث عن النزهاء والطيبين والمخلصين، ووضعهم في مراكز صنع القرار، وهذه مطالب مستعجلة».
واعتبر ولد أبريد الليل أن «الحصيلة السياسية تبقى معنوية، إلا أن هنالك مطالب لم تتحقق بعد، ومن هذه المطالب ما هو مرتبط بالتركة (تركة النظام السابق) والواقع الحالي»، مشيراً إلى أن المطالب نوعين «مطالب آنية وأخرى عل المدى البعيد».
وخلص ولد أبريد الليل إلى التأكيد على أن «التعليم لا أمل في إصلاحه، والفساد متجذر في المجتمع، والإدارة فسدت بفساد المجتمع»، معتبراً أن «الأنظمة المتعاقبة منذ الاستقلال متشابهة، وكلما برز قادة للمجتمع تقوم هذه الأنظمة بالقضاء عليهم، في حين أن الدولة لا تستقيم دون مجتمع»