حول تاريخ الثورة الجزائرية / محمد المختار احمد الحسين / تندوف الجزائر

عن جابر قال: كنا جلوساً عند النبي صلى
الله عليه وسلم: فأقبل سعد بن أبي وقاص، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا خالي فليرني امرؤ خاله

كانت القافلة التي قادها الدليل *حماد ود فضل* و مكونة من ۱۵۰ ناقة تحمل السلاح و المؤن لثوار الجزائر المحاصرين وقتها في الجبال وعلي رأس هذه القافلة الخطيرة شاب هو *الشريف حسين الهندي* .. كان في استقبالها مع الحدود الليبية الجزائرية شابان هما *هواري بومدين و بوتفليقة* .. حيث استلما السلاح والجمال و التموين كاملا .. وعاد من القافلة الضخمة ناقتان فقط تحملان *حماد ود فضل* الدليل .. وشابا يافعا نحيلا هو *الشريف حسين الهندي* .. طيب الله ثراهما ..

كانت عملية كبيرة انقذت ثوار جبهة تحرير الجزائر .. *هواري و بو تفليقة* كانا يحبان السودان و شعب السودان.

*خضر حمد* الزعيم الاتحادي القوي – المشهور بخضر الديمقراطي وهو من مؤسسي مؤتمر الخريجين بود مدني – يخرج بعد الدوام من مقر عمله بالقاهرة ليفاجأ بشاب من الجزائر وقتها يعرفه بنفسه .. انا موفود من جبهة تحرير الجزائر .. اوكلوني بتوصيل رسالة خاصة لكم .. وهذه هي الرسالة .. مد يده الي داخل معطفه واعطي *خضر حمد* الرسالة وقال له : (هذه رسالة من القائد *احمد بن بيلا* لكم .. نحن محاصرين في الجبال نفتقد الي التموين و السلاح .. ارجوك سيدي *خضر* ان تحافظ علي سرية الرسالة وان لا تعلم بها السلطات المصرية والبريطانية) ..

اخذ الراحل *خضر حمد* هذه الرسالة وأخفاها في جيب معطفه فلقد كان الوقت شتاءا قارسا في القاهرة و قتها .. كانت الرسالة من *بن بيلا* تقول : *نحن محاصرين في الجبال .. نحن نجوع كل يوم و نفتقد الذخيرة .. نحن نعشم في ان تنقذونا يا ثوار السودان فمصر محاصرة و أغلق الانجليز كل منافذها .. يا اهل السودان الكرماء انقذونا و انقذوا ثورة الجزائر* .

جرت الدموع في وجه *خضر حمد* وهو يقرأ الرسالة .. مسحها علي عجل ثم قرر توصيل الرسالة للسودان *للزعيم الأزهري* و بنفس الطريقة السرية … لم يجد سوي طالبا سودانيا ميسورا من اسرة ميسورة مسافرا للسودان .. كان ذلك الطالب هو *حسين عثمان منصور* .. ذهب اليه *خضر حمد* وطرق بابه واخبره بأنه يريد التحدث اليه في امر هام .. واخبره بشأن الرسالة و فحواها .. وقال له حبنما تصل الخرطوم اريدك ان تحمل هذه الرسالة علي جناح السرعة *لأزهري* .. وخبئها وانت تعبر الحدود حتي لا تقع هذه الرسالة في اي يد مهما كان ..

حمل الطالب *حسين عثمان منصور* الرسالة وخبئها كما يجب وسافر ووصل السودان .. ثم ذهب وسلم رسالة *بن بيلا للازهري* والذي فتحها و قرأها و شكر *حسين* .. ثم انصرف ..

بعدها التقي *الازهري* بعدد من الاشخاص كان منهم والدي واخبرهم بأمر الرسالة .. كان المجتمعون في ذلك اليوم في بيت من بيوت حي العرب بامدرمان هو *بيت ناظر الكبابيش السير علي التوم* و الذي كان قد توفي يومها وخلفه ابنه *الناظر حسن علي التوم* .. كان في ذلك الاجتماع السري *مبارك زروق والازهري والناظر حسن علي التوم* ووالدي *حسن نجيلة* والذي اقترح علي *الازهري* وقتها *قبيلة الكببابيش*  لتنفيذ هذه المهمة … وبالفعل تم التخطيط لهذه المهمة بدقة .. تم بعدها ايجاد و توفير السلاح و الدقيق و الزيت و السكر و الشاي لثوار الجزائر .. وتبرع *الناظر حسن علي التوم* بمائة وخمسين ناقة .. وقال : *كلها تذهب للجزائر لا يعود منها سوي من ارسلناهم في هذه المهمة* ..

اختار *الازهري* فتا يافعا انذاك لتنفيذ المهمة كان هو *الشريف حسين الهندي* .. وبعدها بيومين تم تنفيذ العملية الكبري والتي اطلق عليها اسم *اسود الجبال* .. واعطي امر القافلة لامهر ادلة الصحراء وهو *حماد ود فضل* .. وكتب *الازهري* خطابا سريعا *لخضر حمد* في القاهرة وقال له جملتين فقط .. *القافلة تحركت فأخبر اهلها بأننا سنلاقيهم في الحدود الليبية* ..

وصلت القافلة لنقطة التلاقي بعد مسيرة شهر و اسبوعين .. وكان في استقبالها شابين من *جبهة تحرير الجزائر* .. هما *بو تفليقة* و *هواري بو مدين* ..
……كيف كنا وكيف صرنا…….

Exit mobile version