لا لصب الزيت على النار وقيادتنا خط احمر 2/2 / د. محمد سيدى محمد المهدى

تاسعا : لم يصدق هذا المسيء الذى يكاد لايبين الا فى مسألة واحدة ، وهى قوله إن علال الفاسى رئيس حزب الإستقلال المغربى قد صرح غداة استقلا موريتانيا بأن استقلال المغرب كان ناقصا ، حيث كانت خحدوده حسب زعمه نهر السينغال الذى هو ( نهر صنهاجة ) ، لكن علال الفاسى رحمه الله قد غادر الدنيا قبل ان يشهد حدودا مغربية مع السينغال ودون ان يقدم مايدعم اقواله على ارض الواقع.
فلم تكن موريتانيا وليست ( موريطانيا ) – بعيدا عن التشنج والخطابات المفسدة للعلاقات الودية بين الأشقاء – فى يوم من الأيام تابعة للمغرب لافى ظل دولة الموحدين ولا دولة المرينيين ولا فى ظل دولة الشرفاء السعديين ومن باب اولى فى ظل دولة الشرفاء العلويين أدام الله ملك ملوكها.
ولا ادل على صحة ذلك من عدم وجود وال اوحاكم مغربي ينتمى لأى من هذه الدول يحكم باسمها هذه البلاد طيلة القرون اللاحقة لزوال دولة المرابطين وحتى تعرض البلاد لاحتلال فرنسي غاشم بغيض مطلع القرن العشرين.
فضلا عن خلو البلاد من اي حصن اواثر لقاعدة عسكرية مغربية تقع فيها سواء اكان ذلك فى الصحراء اوالمدن التاريخية القديمة او على ضفاف بحر أولاد الزناكية ( المحيط الأطلسي ) اوعلى ضفاف نهر صنهاجة ( نهر السينغال).
كما ان التاريخ لم يسجل حضورا مغربيا سياسيا وازنا ذا تأثير فى سياسة الإمارات المغفرية وتلك المتمغفرة التى كانت تحكم البلاد قبل وقوعها تحت الإحتلال الفرنسى تمكن البرهنة عليه على ارض الواقع.
إنه من السهل اطلاق التصريحات على عواهنها وادعاء تبعية موريتانيا افكا وزورا وبهتانا الى المغرب ، لكن هذا الإداء إذاتجرد من أى دليل يسنده يصبح اكثر ضررا على الأشقاء المغاربة منه على الموريتانيين لأنه يفقدهم مصداقيتهم من جهة ويوتر علاقتهم بأشقائهم من جهة اخرى.
فأى دولة تدعى تبعية اقليم صغير لها لابد ان تقدم من الادلة مايثبت حجتها ، فمابالك إذاكان الإدعاء يطال دولة ذات سيادة وحدود معترف بها دوليا وعضو كامل العضوية فى الامم المتحدة وفى جميع المنظمات الدولية المتفرعة عنها ومساحتها ضعف مساحة الدولة التى تدعى تبعيتها لها.
عاشرا : عندما تعرضت موريتانيا للإحتلال الفرنسى هب ابنؤها للدفاع عنها ودفعوا ثمنا غاليا لذلك ، حيث استشهد دفاعا عن العرض والشرف وبيضة الإسلام أميران من اعظم واشرف أمرائها وتم نفى أمراء وسجن آخرين خارج البلاد وفى الاخير تمكن المستعمر بعد لأى من المقاومة الشرسة من بسط نفوذه وسيطرته على البلاد وجوبه بأشرس مقاومة من ابناء هذا الوطن ، فأين كان الأشقاء المغاربة من ذلك كله؟
هل استشهد سلطان اوملك مغربي على هذه الأرض يدافع عنها؟ وهل ارسل وحدات عسكرية للدفاع عنها؟
وهل يوجد ضريح لسلطان اوملك مغربي فى هذه البلاد؟ أو يوجد قبر لوال أوحاكم او جندى مغربى مدفون فيها؟
وهل توجد انقاض لقصور مغربية اوقلاع اوحصون شيدت على هذه الارض الطاهرة؟
بالتأكيد إن الجواب هو بالنفي.
الحادى عشر : اننا لاننكر وجود صلات واتصالات بين اسلافنا – وبخاصة العلماء منهم والحجاج – ونظرائهم فى القطر المغربى الشقيق ، وهى صلاة نعتز بها ونفتخر وهى كذلك أساس العلاقة الخاصة التى وصفناها بأنها ظلت على مدى القرون الماضية طيبة وممتازة ، لكن ذلك لم ولن يجعل من موريتانيا ارضا مغربية لانتفاء الاسس القانونية والتاريخية والواقعية لذلك.
فلوكانت العلاقة الطيبة التى تربط بين دولتين معيارا لتبعية الأضعف منهما للاقوى لقلنا إن المملكة المغربية ذاتها تابعة لأمريكا ولغيرها من الدول الغربية بحكم علاقتها الممتازة مع الغرب.
الثانى عشر : إن ماقام به الرئيس الموريتانى هو امر طبيعي للغاية ولايستهدف من ورائه استفزاز المملكة المغربية الشقيقة لأن رئيس الجمهورية العربية الصحراوية معترف به رسميا من قبل الإتحاد الإفريقى الذى سبق للمغرب ان انسحب منه احتجاجا على هذا الإعتراف ثم عاد له بعد ان ايقن ان لافائدة ترجى من تغيير مواقف دوله
وموريتانيا بوصفها احدى الدول الإفريقية المؤسسة لهذا الإتحاد تعترف بالجمهورية العربية الصحراوية ومن ثم برئيسها وعليه فلا ضير ان قدم له رئيسها تهنئة بمناسبة عيد الفطر المبارك اسوة بما فعله بزعماء العالم الإسلامى علما بأن مايربط الشعبين الموريتانى والصحراوى من روابط تاريخية واجتماعية واخوية يفوق بكثير مايربط الشعبين المغربي والموريتانى.
وكان على هذا المسيء النكرة ان يعرف قدره وحجمه فضلا عن حجم المشاكل الجمة التى يعانيها قطره ويدرك كذلك ان من عجز عن تحرير ( سبتة وامليلة) وجبل طارق لايمكنه بأى حال من الأحوال ان يطمع فى ضم موريتانيا والجزائر وسينغال.
اما اساءته البذيئة لرئيسنا فسنضرب الصفحة عنها ونكتفى بشأنها بالقول ( إن القافلة تسير والكلاب تنبح )
فالذى سيرمى فى زبالة التاريخ هو المسيء نفسه وليس رئيسنا.
الثالث عشر : نقدم نصيحة للأشقاء المغاربة بان يتقدموا بمقاربة سياسية جادة لإخوانهم الصحراويين تكفل لهم الاستقلال وترسيم الحدود التى لن تكون بالتأكيد نهر صنهاجة ومن ثم اتحاد كونفدرالى بين دولتين معترف بهما وبحدودهما دوليا سبيلا وحيدا للتغلب على مشكل الصحراء تمهيدا لاتحادى مغاربى حقيقى يمكن من خلاله ان يطل الأشقاء المغاربة بنظرهم وليس بحدودهم على ضفاف نهر صنهاجة الفاصل بين موريتانيا وجمهورية السينغال الشقيقة.
وأخيرا ننصح الطبقة المثقفة من المغاربة بضرورة دراسة التاريخ دراسة جيدة لئلا يقعوا فى المستقبل فى اخطاء محرجة تاريخيا وقانونيا ، ذلك لأن موافقة قيادتهم على تبادل السفراء بين البلدين قد اسقط منطقيا وقانونيا اى حق لهم فى المطالبة بشبر واحد من ارض موريتانيا كما ان تقاسمها لأرض الجمهورية العربية الصحراوية مع موريتانيا عشية حرب الصحراء يثبت هو الآخر أن الصحراء ليست ارضا لهم والا لما تنازلوا لموريتانيا عن نصفها.
فالذى لايزال يجرجر ذيوله فى وحل والغام الصحراء الغربية بالإضافة الى سبتة وامليله وفى امس الحاجة لمن يخرجه من ورطته ليس من مصلحته ولا من الحكمة كذلك استفزازه للموريتانيين والتطاول على قيادتهم لأنه حينها سيتفاجأ بقوة موقفهم وبوحدتهم وصلابتهم اتجاه من يهين اويستخف بقيادتهم.
الدكتورالمحامى محمد سيدى محمد المهدى.

Exit mobile version