نتائج إيجابية لاختبار لقاح «صيني» ضد «كوفيد-19» على 108 متطوع

خضع 108 متطوع لاختبار لقاح جديد ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وأظهرت الاختبار لأول مرة نتائج واعدة على جميع المشاركين، بينما عانى 9 فقط منهم أعراضا متقدمة.

وكشفت دراسة جديدة نشرها موقع Live Science، وهو موقع إخباري موثوق للعلوم تديره مجموعة بيورش الأمريكية، أن لقاحًا محتملًا ضد الفيروس التاجي تم تطويره في الصين بدا آمنًا وقادرًا على توليد استجابة مناعية بعد تجربة مبكرة على نحو 108 متطوع.

اللقاح المسمى Ad5-nCoV تم تطويره من قبل شركة «كانسينو بايولوجيز» الصينية، وكان أحد أول لقاحات الفيروسات التاجية التي دخلت التجارب البشرية المبكرة منذ مارس الماضي، والآن هناك أكثر من 100 لقاح فيروس تاجي مختلف قيد التطوير في جميع أنحاء العالم، 8 منها بالفعل قيد التجارب البشرية.

نسخة ضعيفة من فيروس تقليدي
ويستخدم اللقاح الجديد نسخة ضعيفة من فيروس نزلات البرد الشائع، المعروف باسم adenovirus الذي يصيب الخلايا البشرية ولكنه لا يسبب المرض، بهدف تقديم جزء من المواد الوراثية من «سارس كوف-2»، الفيروس المسبب لـ «طوفيد-19»، وتوفر هذه المادة الوراثية تحفيزًا لصنع «بروتين سبايك» على سطح الفيروس المستهدف، إذ تكمن الفكرة في أن الجهاز المناعي للشخص سوف يخلق أجسامًا مضادة لبروتين سبايك، مما سيساعد على محاربة الفيروس التاجي إذا تعرض له لاحقًا، وتمنعه من إصابة خلايا الرئة أو التكاثر فيها.
اقرأ أيضا: اختبار جديد للأجسام المضادة لفيروس كورونا «كوفيد-19» يستغرق ساعة واحدة
وفي الدراسة الجديدة التي نشرت الجمعة في دورية The Lancet العلمية البريطانية، اختبر الباحثون Ad5-nCoV على 108 أشخاص أصحاء تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا ولم يكن لديهم إصابة بـ كوفيد-19، إذ تلقى المشاركون إما جرعة منخفضة أو متوسطة أو عالية من اللقاح.
نتائج فعَّالة وآثار جانبية محدودة
بعد أسبوعين من التطعيم، أظهر المشاركون في المجموعات الثلاث مستوى من الاستجابة المناعية للفيروس، وبحلول 28 يومًا، طور جميع المشاركين تقريبًا أجسامًا مضادة مرتبطة بـ SARS-CoV-2 لكنها لا تهاجم بالضرورة الفيروس، ونحو نصف المشاركين في مجموعات الجرعات المنخفضة والمتوسطة وثلاثة أرباع المشاركين في مجموعة الجرعات العالية طورت «أجساما مضادة محايدة» ترتبط بالفيروس وتعطله لمنعه من إصابة الخلايا.

وأشارت الدراسة إلى أن الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً كانت الآلام الخفيفة في مكان الحقن والحمى الخفيفة والتعب والصداع وآلام العضلات.

ومع ذلك، أصيب 9 مشاركين (2 في مجموعة الجرعات المنخفضة، و2 في مجموعة الجرعة المتوسطة و5 في مجموعة الجرعات العالية) بحمى تزيد عن درجة 38.5 مئوية، وتطورت مع مشارك واحد في مجموعة الجرعات العالية حمى شديدة مع الإرهاق وضيق التنفس وألم العضلات، ومع ذلك استمرت هذه الآثار لمدة لا تزيد عن 48 ساعة.

كان المشاركون على علم بالجرعة التي تلقوها، والتي قد أثرت على تصوراتهم للآثار الجانبية، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.

ونقل Live Science عن «وي تشن»، كبير مؤلفي الدراسة من معهد بكين للتكنولوجيا الحيوية في بكين الصينية، قوله في بيان إن «هذه النتائج تمثل معلما مُهما»، ولكن يجب تفسير هذه النتائج بحذر، فالتحديات في تطوير لقاح كوفيد-19 غير مسبوقة، والقدرة على تحفيز هذه الاستجابات المناعية لا تشير بالضرورة إلى أن اللقاح سيحمي البشر من الفيروس المرعب.
مرحلة جديد من الاختبار.. ومتطوعون أكثر
وبدأ الباحثون الآن دراسة أكبر من المرحلة الثانية للقاح تشمل 500 مشارك سيتم إعطاؤهم جرعة منخفضة أو متوسطة من اللقاح أو دواء وهمي، ستشمل هذه الدراسة أيضًا المشاركين الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، وستنظر في الآثار الجانبية حتى ستة أشهر بعد التطعيم.

وأفادت مؤسسات علمية أخرى معنية بتطوير لقاحات ضد الفيروس التاجي، بتطورات واعدة هذا الأسبوع، إذ أعلنت شركة «موديرنا» الأمريكية للتكنولوجيا الحيوية، يوم الإثنين 18 مايو، أن 45 متطوعًا حصلوا على جرعات من لقاح آخر مرشح يُسمىmRNA-1273، طوروا أجسامًا مضادة في غضون 15 يومًا، وأن مستوى الأجسام المضادة التي شوهدت في دمائهم يمكن مقارنتها بالمستوى الذي يتم رصده داخل أجسام من تعافوا من كوفيد-19، بحسب ما ذكرهLive Science سابقًا.

بالإضافة إلى ذلك، أعلن باحثون في جامعة أكسفورد، بحسب موقع NBS News الأمريكي، أنه سيتم اختبار لقاح آخر مرشح يسمى ChAdOx1-nCov19، في التجارب السريرية المتقدمة التي تشمل أكثر من 10000 شخص، ويمكن أن تكون الجرعات متاحة في وقت مبكر من شهر سبتمبر.

Exit mobile version