الذكري ال 56 لرحيل السخي زين ولد العبقري / محمد يحيى العبقري

وددت لو لم أتناول هذا الموضوع فلا أُنْعَتَ بالافتخار بالأجداد والإعجاب بالذات أو النرجسية .

وبعد مراجعات عديدة خلصت إلى أن العظماء تكون أبوتُهم للجميع ويتساوي فيهم الكل ذلك أن صنيعهم وقد حاز الفخرَ يتجاوز جذوعهم وجذورهم وبنيهم ليمثلَ ثقافة عامة لا تختص بأحد بل هي للأمّة.

ولأنّ عاملَ التربية والمعاشرة يجعل الأبناء أكثر علما بخصال وعادات الوالدين فيكونون أجدرَ وأحٌّقّ بأية دراسة موضوعية تعنيهم.

ما بين رمضان 1964 ورمضان 2020 الجاري يكون مضى على وفاة زين العابدين ولد العبقري 56سنة ومع ذلك فالحديث عن خصاله يذكر ب:وما مات من أبقي ثناءً مخلدا.

هو زين بن العبقري بن البشير بن الأمين بن سيداحمد بن سيدي الهادي بن أجاك بن سيدابوبك بن القاضي يوسف بن القاضي موسي بن رمضان بن جاكن الأبر.

نشأ العبدُ الصالحُ في بيت وقارٍ ووفاء ٍحيث توفي والدُه العالمُ الورعُ:العبقري ولد الأمين ولد سيد احمد وهو لا يزال صغيرا.

ولما بلغ أشدّه و تولى قيادة قومه ظهر منه العجب مروءة ورجولةً حيث لم يمكث ما ورث من المال طويلا عنده بل وزعه علي المحتاجين ليتمثل فيه :

وكلما لقي الدينار صاحبه في ملكه افترقا من قبل يصطحبا

ويقول من عايشوه أنه كلما طُلِبَ حاجةً ردّ : حَتَ زادْ ومعناه الموافقة .

وهذا يماثل :

مالٌ كأن غرابَ البين يرقبه فكلما قيل هذا مجتد نعبا

ومعنى البيت واضحٌ.

ومواصلة مع المتنبي :

لولا المشقة ساد الناسُ كلّهم

الجودُ يفقر والإقدامُ قتال

وقال الإمام الشافعي:

تستّر بالسّخاء فكلّ عيب يغطيه-كماقيل-السّخاءُ

الشاهد فيه خصلة السّخاء .

والروايات المتعلقة بسخائه لا تكادُ تُحْصى :

كان العديدُ من رجال القبائل يأتون إلي آفطوط وبخاصة :الغبرة بحثا عن الزرع (أَزرعْ) وكان وقتها المصدرَ الوحيد الذي يعتمد عليه في البلد .

وتعوّدَ زين رحمه الله إكرام الزوار ويهديهم حاجتّهم من الحبوب وكانوا في عودتهم الي آدرار أو تقانت أو الشرق يحكون فضائله فلذا شاع الخبُر في جميع مناطق الوطن وصار المثلُ :حتّ زادْ قال زين –بقافٍ معجمةٍ مأثورا.

ومن ما يؤثر بشأن سخائه :أنه كان عند الحاكم الفرنسي بسبب عدم دفع الضرائب (الْعَشرْ)فلما جمع أهلُه المطلوب وأعطوه إياه , جاءه صاحبُ حاجة فهداه المال كلّه وهذه الرواية متواترة.

وحديثه مع الرجل الذي هلك جملُه وهو في سفر فجاء إلي زين بغرض بيع (الرّاحْلة ومتطلباتها)فأمر زين رحمه الله أن تشدَ( الراحلة )على جملٍ فما كان من الضيفِ إلا أن اسْترسَلَ في مدح الراحْلة وجودة صناعتها لكن زين بعد أن زوّده بالزاد الكافي سلّمه الجمل واعتذر عن أي نقص قد يكون حصلّ معه .

ويتعجب الناس من كونه لا يرد سائلا ويلبي حوائج الجميع مع أنه لا يُشهدً عنده مالٌ وفيرٌ ما جعلهم يعتقدون أنه عبد صالحٌ يتولي الله أموره ويسخّر له الحاجات.

الشاهد فيه أن زين رحمه الله صار مثالا للسخاء يضربُ به المثل كما كان ذا خلقٍ رفيعٍ مع قوّة الشخصية واللين:كلٌّ بمقتضى الحال .

وفى بحثي للموضوع وقفتُ على أن صاحبَ الكرم لا بد أن يكون شديد التّوكل، عظيمَ الّزهد، قويّ اليقين وأن الكرمَ مرتبطٌ بالإيمان ظاهره كرمُ اليد ودافعه كرم النفس كما أن الأحاديث بشأنه كثيرة.

كما اعتقد أن من أسباب الفتح للمرحوم ما كان يتحلى به من خصالٍ حميدة وبخاصة انه كان بارا بوالدته أمباركة والمباركة أيضا حيث كان لا يعصى لها امرا.

ولأني أعدّ دراسة عن المرحوم زين العابدين ولد العبقري فمنتهزٌ فرصة مكتويي هذا لأطلب كلّ من عنده ما يساعد في البحث :رواية -شعر –رثاء -معلومات –قصة-شواهد .أن يتواصل معي علي العنوان :

46421245أو البريد الألكتروني : abkayah@gmail.com

وذلك للمساعدة في الحصول على دراسة نافعة إن شاء الله لنفض الغبار عن حضارتنا الغنية وثقافتنا الحية وإن كان المعنيان مترادفين .

أسأله جلّ في علاه الرّحمة للسخي زين العابدين :حتّ زادْ -وللوالدين والمسلمين كافة .

أدام الله عافيته على الجميع…

بقلم: محمد يحيى العبقري

Exit mobile version