الوقت في ساعة الهاتف الثانية صباحا والنعاس لم يغش الجفن بعد والحالة هذه قادني البحث عما يسلي النفس عن التفكير في (كرونا) ويخفف القلق الناتج عنها إلى البوم أرشيف الصور، فتوقفت عند الصورة أسفله ومنها أخذني الخيال للسباحة في ذكريات أكثر من نصف العمر جنبا إلى جنب مع صاحبها العميد حمد ناصر حمد البلوشي.
هذا الرجل الشهم الكريم له دين في عنقي لا سبيل لقضائه إلا الدعاء والدعاء وحده.
أبو ناصر له الفضل الكبير فيما يربو على 90% مما تعلمت وحققت في حياتي المهنية والتي قاربت أربعة عقود من الزمن جلها تحت إمرته ومرافقته، دربني علمني منحني الثقة ورغم المجال العسكري الذي جمعنا طيلة المدة لم أسمع منه يوما صيغة أمر ولَم يجرد إسمي ولو مرة واحدة، مخاطبته لي تتم بأحب كنية إلى نفسي أبو محمد وللباقته وحسن خلقه كان لا يتبعها إلا بعبارات من قبيل لو سمحت أو لو تكرمت.
هذه الليلة وقد جال البال في ذكريات جميلة مع الأخ العزيز والصديق الوفي والمدير المتواضع المسؤول أبي ناصر، لا يسعني إلا أن أرفع الأكف والوقت سحر إلى المولى عز وجل راجيا منه أن يجازيه عني بأحسن الجزاء والدعاء هنا مستحضرا حديث أبي هُريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والذي رواه أحمد وأبو دَاوُدَ والبخاري وصححه الألباني.
” لا يشكر الله من لا يشكر الناس” وأن يديم عليه الصحة والعافية.
وأختم منشدا مع القائل :
سأشكر عمرواً إن تراخت منيتي@ أيادي لم تمنن وإن هي جلت
فتى غير محجوب الغنى عن صديقه@ولا مظهر الشكوى إذا النعل زلت
رأى زلتي من حيث يخفي مكانها@فكانت قذى عينيه حتى تجلت.
أحمدو ولد السيد/ مقيم في امريكا