عودة سيدي عال ولد بلعمش.. عودة رجل بلا مال.. لكن بضمير أمة

عاد قبل أيام لأرض الوطن المناضل الكبير سيدي عال ولد بلعمش بعد قرابة العقد من الزمن من المنفى في السينغال بسبب مقارعة قوية للرئيس السابق أو زعيم أشرار محمد ولد عبد العزيز ،الذي كان قد حاول اختطافه مع مجموعة من المعارضين من بينها جماعة أولاد لبلاد الموسيقية والصحفي اللامع حنفي ولد دهاه، الذين اختاروا معارضته الشرسة من داكار ، وقد أحبطت محاولة الإختطاف التي حاولها الأمن الموريتاني بالتنسيق مباشرة مع الرئاسة عن طريق مستشار الأعمال الشخصية والخاصة لولد عبد العزيز حينها ،لكن ولد عبد العزيز عاد مرة أخرى ليطلب من ماكي صال تسليمهم له ،الأمر الذي رفضه وماكي صال بشدة معتبرا أنها مسألة شرف وسيادة له شخصيا وللدولة السينغالية ،الأمر لم يغفره له ولد عبد العزيز إلى أن غادر السلطة، والغى بظلال من التوتر على العلاقة الشخصية بين الرجلين ،لكن ماكي صال للتخفيف من جو الضغط العالي مع ولد عبد العزيز وحفاظا على سلامتهم حاول البحث لهم عن مكان للجوء خاصة في أحدى الدول الغربية ،وقد حصل على موافقة من كندا ، لكن سيدي عالي رفض الذهاب إلى هناك لكي يبقى قريبا من البلد معرضا حياته للخطر وراضيا بأن يستمر بالعيش في ظروف مزرية في السينغال متحملا مسؤولية الدفاع عن وطنه، الأمر الذي لم يقدره أحد من هذا الشعب ،حينما مرت عودته للبلد الذي تحمل من أجله مل تلك الأوضاع القاسية ،وظروف المتابعة،دون أن تلفت نظر أحد، فقط لإن لا مال لديه، حتى ولو كان ضميره يزن ثروة ولد بوعماتو ألف مرة ،الأمر الموجع الذي جعل الكثير من المعارضين الصادقين الأقحاح يدركون في نهاية المطاف وبعد فترة طويلة من المآسي أن هذا الشعب ونخبته لا يستحقون التضحية . وهكذا كان بل ما زال يتعين على المعارضة التي تبنت خيارها على أساس وطني أن لاتترك عودة ولد بلعمش تمر دون أي فعل منها ،يثمن المواقف الشريفة والتضحية من أجل الوطن خاصة من طرف الأفراد أصحاب القناعات ،كما يتعين على ولد الغزواني الذي أتحف بلقائه الكثيرين من الذين أقل تضحية من ولدبلعمش أن يلتقي ولد بلعمش ،الجندي الوطني الذي حمل قلمه وضميره إلى المنفى للدفاع عن هذا الشعب وتحمل في سبيل ذلك ما تحمّل .

العلم

Exit mobile version