مصوّر ناشيونال جيوغرافيك كيلي يويان يتحدّث عن مجال عمله بمحاضرةٍ ألقاها في الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة

قدّم كيلي يويان، المصوّر المساهم في “ناشيونال جيوغرافيك”، محاضرةً حول التصوير بعنوان “المثابرة الفعلية في التصوير (والحياة)” في الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة.

وتم تنظيم المحاضرة بالتعاون مع القنصلية العامة للولايات المتحدة الأمريكية في دبي ومؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي.

ويُعتبر السيد يويان متخصصاً في تصوير المناطق القطبية، والحياة البرية، وحياة السكان الأصليين. ونالت صوره العديد من الجوائز وعُرضت في مجلة “ناشيونال جيوغرافيك”.

واستهل يويان المحاضرة بتقديم شرحٍ حول العمل الدؤوب الذي غالباً ما تنطوي عليه الصور – وكافة الجهود الجبّارة الذي يبذلها المصوّر قبل أن يطلق العنان لمصراع الكاميرا. وكمثال على ذلك، استخدم يويان اللقطة الشهيرة لرجل يعترض طريق دبابات في ميدان تيانانمين خلال الاحتجاجات في بكين عام 1989.

وقال في هذا السياق: “عندما تشاهدون الصور المدهشة التي نراها في عالمنا اليوم وتتأملونها، يجب أن تعلموا أن الكثير منها تتطلب جهوداً جمّة لتظهر على النحو الذي هي عليه اليوم. ليس لديكم أدنى فكرة حول مدى صعوبة التقاط هذه الصور”.

وأضاف: “لا تُلتقط أفضل الصور بمجرد الضغط على مصراع الكاميرا فحسب، بل باللحظات والأوقات التي يمضيها المصوّر قبل الضغط على مصراع الكاميرا. وهنا تكمن أهمية هذا الأمر. فجميع عمليات البحث وكافة الأوقات التي تقضونها في التعرف على الأشخاص الذين كنتم بصحبتهم هناك، والأوقات التي أمضيتموها في تعلم اللغات، وفي التأقلم على المكان الذي تتواجدون فيه، وفي تعلم كيفية البقاء في هذا المكان، والوقت الذي تستغرقونه للوصول إلى هذا الموقع لالتقاط الصورة التي تريدون – هي أمورٌ تُسهم جميعها في تُشكيل تلك الصورة”.

وصرّح السيد يويان أنّ المصوّر بحاجة أن ثلاثة عناصر لالتقاط صور رائعة تشمل: المقاربة الصحيحة والممارسة والمثابرة.

وفيما يتعلق بالمقاربة، قال يويان: “إن الأفراد الذين يقومون بإنجازات عظيمة في العالم يجمعهم عامل مشترك واحد: وهو توقهم جميعاً إلى معرفة المزيد. ونرغب بالفعل بأن نصبح أكبر مما نحن عليه اليوم. ونريد أن نتطور قليلاً ونتعلم قدر الإمكان”.

وشدّد يويان أيضاّ على أهمية الممارسة. وقال: “بالإضافة إلى المهارات كافة، تُعد الممارسة أمراً مهماً. وفي بعض المجالات من قبيل التصوير أو الفنون، تُعتبر الممارسة أمراً بالغ الأهمية. والأمر مماثل حتى على صعيد المهارات المادية المباشرة التي يتطلّبها التصوير – مثل الضغط على مصراع الكاميرا، والتأكد من أن الكاميرا ثابتة لا تهتز، وفهم كيفية ضبط جميع الإعدادات والقيام بالأعمال الأخرى. لكن هذه ليست سوى البداية في مسيرة طويلة من العمل في مجال التصوير. وفي حال كنتم ترغبون في أن تصبحوا مصوّرين بارعين … فعليكم إتقان جميع الأمور الأخرى التي تحدث قبل التقاط الصورة”. وأضاف السيد يويان أن الأمر يستحق تعلّم مهارات إضافية مثل استخدام طائرة مُسيّرة أو الغوص في البحار أو تسلّق الصخور لتوسيع نطاق اللقطات التي يمكن للمصوّر التقاطها.

وتابع حديثه قائلاً: “تعتبر المثابرة أساسية أيضاً”، مضيفاً أنه في حال كنتم ستقومون بتنفيذ مشروع معيّن، فلن يكون لأي أمر آخر أهمية أكثر من ذلك المشروع. ثم قام بسرد قصّةٍ عن محرري الصور الذين يجبرونه على إعادة التقاط صور استغرقت الإعداد لالتقاطها أسبوعين من الزمن، سعياً إلى الحصول على صورٍ أفضل.

وفي ختام هذه المحاضرة، قال يويان: “في نهاية المطاف، إنّ أفضل طريقة لتقديم مشروع جيد، وقصة جيدة، وصناعة فن جيد، تكمن في العثور على مشروع يُثير اهتمامكم لدرجة لا يمكن لأي شيء أن يُعيقكم على إنجازه، ولا يُمكن لأي عذر أن يمنعكم من القيام به”.

يُشار الى أن الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة هي مؤسسة تعليمٍ عالٍ غير ربحية ومملوكة لحكومة إمارة رأس الخيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة. وتقدم الجامعة للمجتمع المحلي والإقليمي والدولي أسلوباً متكاملاً للتعليم الجامعي ومماثلاً لما هو معمول به في أمريكا الشمالية مع تركيز كبير على الثقافة المحلية الاصيلة. وهي معتمدة من قبل وزارة التربية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وحصلت على اعتماد في الولايات المتحدة من قبل هيئة الجامعات التابعة للرابطة الجنوبية للجامعات والكليات والمدارس (SACSCOC) في ديسمبر 2018. وتقدم الجامعة ما مجموعه 22 برنامجاً من برامج البكالوريوس والدراسات العليا عبر مجموعة واسعة من التخصصات.

Exit mobile version