بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
معالي الوزير الأول
معالي رئيس المجلس الدستوري
معالي زعيم المعارضة الديموقراطية
معالي الوزراء
السادة أعضاء السلة الدبلوماسي وممثلو المنظمات الدولية
السيد الوالي
السيدة رئيسة جهة نواكشوط
السادة رؤساء الأحزاب السياسية أيها السادة والسيدات،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد مرت اليوم ستة أشهر على الخطاب الذي وجهته للشعب الموريتاني الأبي في مستهل مأموريتي، حين حددت المبادئ العامة و الخطوط العريضة للمشروع الذي تعهدت به استجابة للآمال والطموحات المشروعة لكل فرد من أفراد هذا الشعب العزيز للظفر بأسباب العيش الكريم والاطمئنان على حاضره ومستقبله.
ولقد عبرت حينها عن استشعاري جسامة المسؤولية الملقاة على عاتقي غير أن الاطلاع عن قرب على الأوضاع زادني إدراكا لحجم معاناة المواطنين خاصة المعوزين منهم الذين لا يجدون ما ينفقون ومن يكدحون لتأمين لقمة العيش لأسرهم ومن يبحثون عن مدرسة تربي أبناءهم دون تمييز لتجعل منهم مواطنين صالحين أو عن شغل يحرر طاقاتهم وينمي الإنتاج الوطني أو عن صحة جيدة في متناول الجميع.
هذا هو الواقع الذي ألزمت الحكومة بتعميق تشخيصه ووضع البرامج والخطط اللازمة لإصلاح اختلالا ته وتنسيق العمل للخروج منه في أسرع وقت خدمة للمواطن الذي هو أولا وأخيرا غاية أي تنمية ووسيلتها في نفس الوقت، وهو كذلك ما نسعى إليه من خلال برنامج الأمان الاجتماعي الفوري الذي نطلقه اليوم عبر إطلاق إحدى مكوناته وهي مشروع تشييد أربعين كلمترا من الطرق المعبدة في الأحياء النائية في مختلف مقاطعات العاصمة.
ويتكون برنامج الأمان الاجتماعي الفوري هذا من عشرين مشروعا وإجراء يغطي مجالات التعليم والتكوين المهني والصحة والبني التحتية والبيئة و التكافل الاجتماعي ودعم المواطنين الأكثر فقرا وهشاشة.
فعلى صعيد التعليم، والتكوين المهني سيتم قبل نهاية السنة إن شاء الله بناء ٤٢ مؤسسة تعليم ثانوي وإنشاء ٧٩ مدرسة مكتملة وبناء ٤٧٤ فصلا، كتوسعة لمدارس موجودة وذلك من أجل دعم القدرة الاستيعابية لنظامنا التربوي وتحضيره لاستقبال كافة تلاميذ السنة الأولى الابتدائية في العام الدراسي المقبل تمهيدا لبناء المدرسة الجمهورية المنشودة.
كما ستتم توسعة المؤسسات المهنية الموجودة وإنشاء معهد للتكوين المهني بمقاطعة الرياض بقدرة استيعابية تصل إلى ١٢٠٠ طالب، عملا على تلبية حاجيات السوق من الفنيين في مختلف المجالات وتسهيلا لانخراط أبنائنا في الحياة النشطة من خلال حصولهم على مهنة تؤمن لهم عيشا كريما.
هذا بالإضافة إلى زيادة مبلغ منح الدعم لصالح الطلاب بخمسة آلاف أوقية قديمة شهريا سيستفيد منها ثمانية آلاف طالب.
وعلى صعيد الصحة فسيتكفل البرنامج بمجانية العلاجات لذوي الدخل الضعيف و التكفل التام بمتابعة الحمل وبعلاج الأطفال المرضى ما دون الخامسة من العمر مهما كانت أمراضهم ومجانية العلاجات المستعجلة والحجز الطبي.
وهو ما ستستفيد منه سبعون ألف أسرة وتخفيض التكلفة الجزافية للحوامل بنسبة 55 بالمائة لصالح خمسين ألف امرأة وعلاج ضحايا حوادث السير موازاة مع توسيع آلية المساعدة الطبية و المراقبة الطرقية لتشمل كل المحاور الطرقية الرئيسية وتعميم مجانية نقل المرضى بين المؤسسات الصحية وكذا المساهمة في نقل أصحاب الأمراض المزمنة مثل الفشل الكلوي ومحاربة سوء التغذية لدى النساء والأطفال عبر فتح 350 مركز تغذية علاجية جديد.
أما على صعيد التكافل الاجتماعي وتحسين الظروف المعيشية ومساعدة الأسر الأكثر فقرا وهشاشة، فإن حزمة الأمان الاجتماعي الفوري تتضمن توسيع التحويلات النقدية الاجتماعية لتشمل 70 ألف أسرة بنهاية 2020 بدلا من 30400، على أن تظل قاعدة المستفيدين في اتساع مضطرد لتصل مع نهاية 2021 إلى ما يربو على مائة ألف أسرة مستفيدة وخفض سعر الكهرباء بنسبة 20 في المائة لصالح ذوي الاشتراكات الاجتماعية وهو ما يمثل نسبة ٦٠ في المائة من مجموع الاشتراكات المنزلية و التوزيع المجاني للمواد الغذائية لصالح ما يربو على مائة ألف أسرة موزعة على كافة التراب الوطني ودعم الشركة الوطنية للأسماك بحيث تؤمن للسكان سنويا أكثر من ستة عشر ألف طن من السمك بسعر خمسين أوقية قديمة للكيلوغرام الواحد بدلا من تسعة آلاف طن حاليا وإنشاء خط ائتمان بقيمة مليار أوقية قديمة لصالح الأسر في الوسط الريفي وإطلاق برنامج لدعم المقاولات النسوية ومنح قروض معتبرة للمشاريع التي يتقدم بها ذووا الاحتياجات الخاصة في المجالات الواعدة.
وعلى صعيد تحسين ظروف الحياة في الوسط الحضري فسيتم إطلاق برنامج خاص لجميع النفايات الصلبة على ثلاثين منطقة في الداخل يصاحبه إنشاء ساحات عمومية في مراكز المدن ورصف الطرق والساحات العمومية في جميع عواصم الولايات وفي الأحياء الشعبية للعاصمة .
أصحاب المعالي أيها السادة والسيدات،
يمثل هذا البرنامج الذي يربو غلافه المالي على ٤١ مليار أوقية قديمة دفعة إجراءات أولى من دفعات عديدة سيتم إطلاقها تباعا لتحقيق تغيير إيجابي ملموس للظروف المعيشية للمواطن وسيوفر تنفيذه العديد من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.
وفي الختام أعلن على بركة الله انطلاق مشروع تشييد أربعين كلمتر من الطرق المعبدة في المناطق النائية من العاصمة وفي ذات الوقت الانطلاق الفعلي لبرنامج الأمان الاجتماعي الفوري ككل.
أشكركم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.