كنت من الداعمين للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز كما كانت تربطني به علاقات جيدة خارجة عن كونه حاكما للبلد، و أعترف للرجلبنجاحات مهمة حصلت إبان توليه مقاليد الحكم، ولكنني لست من الذين ينكرون الإخفاقات الكثيرة التي حدثت نفس الفترة خاصة فيالسنوات الاخيرة من حكمه وقد عبرت عن ذالك في وقته.
كما أنني كنت ولا زلت أعتبر نفسي من الاغلبية الداعمة للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وحزب الاتحاد من اجل الجمهورية من ضمنهذه الاغلبية مما جعلني أعلق على ما جرى من حراك داخل حزب شريك بل أكبر الشركاء(كمًا على الاقل).
إن الاجتماع الأخير الذي جري تحت رئاسة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز لا يعبر عن حس سياسي للمشاركين فيه نظرا لعدم قانونيةاللجنة وانعدام صفة الحزبية للرئيس السابق لأنه كان يشغل منصب رئيس الجمهورية قبل المؤتمر (وهذا يمنعه من الانتساب)، وغادر البلد بعدساعات من تسليمه للرئاسة.
أما بخصوص المرجعية الحزبية التي يستند عليها بعض المتلاعبين بمصلحة الوطن فلا يمكن أن تكون المرجعية إلا فكرا مؤصلا وقابلا للنقاش،ولا أظن أن الأطروحات الفكرية للرئيس السابق كانت موضوع نقاش في الاجتماع، لذلك من الأمثل أن يبقى حزب الاتحاد حزبا مخزنيايستمد شرعيته واستمراره من شرعية الحاكم الذي يحكم، والاتحاد لم يكن في يوم من الأيام إلا استمرارا لحزب الشعب وهياكل تهذيبالجماهير أو نسخة محسنة من الحزب الجمهوري في أحسن الأحوال، لذلك صار (حزب الحاكم) وليس حزبًا حاكما، والحاكم اليوم هوالرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وعلينا كأغلبية ومعارضة أن ننسى جميع الخلافات و أن نستفيد من نكسات الماضي و أن نعرف أنالديمقراطية عاصفة لا تتراجع، وأنها ملك للمجتمع وليست للسياسيين و أن تقوية الرئيس المنتخب تخدم المسار الديمقراطي، وعلى الرئيسالسابق أن يكون على راس الداعمين لهذا الخيار لأسباب سأوضحها.
١– إذا كان للعهد عند غزواني معناه، فلابد ان يكون لولد عبد العزيز من العقلانية أن يعرف أن دعمه لصديقه سيذهب سدىً إذا تظاهر بأنهمازال في المشهد السياسي.
٢– إن المعارضة اليوم تتحدث عن الكثير من الملفات التي – ان كانت صحيحة– فقد يتطلب ذلك الكثير من نشر الغسيل ولا يمكن حمايةالماضي إلا برئيس قوي وأغلبية متماسكة.
٣– إن ولد الغزواني يملك الحاضر لأنه رئيس منتخب، ويملك المستقبل لإن الدستور منحه مأمورية خمسية، وليس مسؤولا عن الماضي خاصةإذا كان الرئيس السابق يحاول إضعافه أو إظهاره بمظهر التابع أو الظل.
٤– يملك ولد الغزواني كل أوراق القوة، من إصدار المراسيم، إلى الالتفاف الشعبي الذي لم يحصل أي رئيس سابق على حجمه كما أنه يملكشرعية الانتخاب بانتخابه، وشرعية الإنجاز بالقرارات المصيرية التي اتخذها بداية حكمه، كما أنه يملك شرعية التراث لأنه كان الرجل الثانيفي الدولة أكثر من عشر سنوات مكتفيا بدور العسكري الحامي للحوزة الترابية.
٥–ولد عبد العزيز اليوم يستند إلى لجنة في حزب لا يمتلك ايديولوجية ولا فلسفة تمكنه من الصمود في وجه المتغيرات السياسية التي أفرزهاالتبادل السلمي على السلطة وفي مقدمتها التقارب الحاصل بين أطراف المشهد السياسي وتشبث النخبة بهذا المسار.
٦–هناك لاعبون جدد في الساحة مكتفون بمراقبة المشهد في الوقت الحالي ولكنهم لن يقبلوا بتهديد الاستقرار السياسي لبلد استثمروا فيهأموالًا طائلة (Bp وTotal) وهذه الشركات تملك نفوذا كبيرا على مراكز القرار العالمي.
يقولولون في التراث الشعبي “إن النصيحة في العلن خديعة” ولكنني خارج البلد و الوقت ضيق، وولد عبد العزيز حليف قديم سلم السلطةبطريقة سلمية تحسب له، و ولد الغزواني رئيس منتخب ولا يريد التصادم مع رفيق السلاح، ولكن الخيارات محصورة بين صداقة عزيزومصلحة الوطن، وفي اعتقادي أن غزواني سيختار مصلحة الوطن لذلك أطلب من ولد عبد العزيز أن لا يحرجنا، و أذكره ان الخليفة الامينوأخاه المأمون كانا ابني هارون الرشيد و أن أعمام الأمير اسويد أحمد كانوا اشقاء والده، و أن أبناء الأمير محمد لحبيب كانوا أشقاء،.. وأحذره من غضب الحليم.
——-
* رئيس حزب نداء الوطن