الجامعة الأمريكيّة في رأس الخيمة تعقد مؤتمر المدن الذكيّة والمستدامة

استضافت الجامعة الأمريكيّة في رأس الخيمة مؤتمراً يمتدّ على مدار يومَين تحت شعار “المدن الذكيّة والمستدامة: العمل نحو تحقيق حلول التطوير المستدامة”. وقد عُد المؤتمر بالتزامن مع ورشة العمل العالميّة للأكاديميّة العربيّة الألمانيّة للشباب الباحثين في العلوم والإنسانيّات (AGYA).

إستُهلّ المؤتمر بكلمة ترحيبية من كلّ من البروفيسور ستيفن ويلهايت، كبير المسؤولين الأكاديميّين للجامعة الأمريكيّة في رأس الخيمة ونائب الرئيس الأوّل للعلاقات الأكاديميّة ونجاح الطلاب، والدكتور أحمد صخريّة، أحد خرّيجي الأكاديميّة العربيّة الألمانيّة للشباب الباحثين في العلوم والإنسانيّات.

وعلى مدى اليومَين التاليَين، شهد المؤتمر خمس جلساتٍ مليئة بالعروض التقديميّة، قدّمها مشاركون من أوروبا والعالم العربيّ حول موضوع المدن الذكيّة والمستدامة. تتجه المدن الذكيّة إلى جمع البيانات، ثمّ تستخدم المعلومات المكتسبة للتمكن من إدارة الأصول والموارد والخدمات بفعاليّة.

تضمّنت الجلسة الأولى التي حملت عنوان “البنية التحتيّة المدنيّة: المباني والطاقة والمرافق والمرونة” عرضاً تقديمياً مثيراً للاهتمام قدمه سامي بن جعفر، الرئيس التنفيذي لـ”صندوق دبي الأخضر”. وأشار بن جعفر في كلمته بعنوان “العلاقات الذكيّة مع المستثمرين” إلى أن الكثير من الأفكار الهندسيّة الجيّدة تفشل في اجتذاب التمويل من المستثمرين لأنّ الأشخاص الذين يقفون وراءها لا يجيدون تفسير كيف سيساهم الإبتكار بتحقيق الأرباح بشكلٍ مقنع. وأكّد أنّ إقناع المستثمرين للحصول على التمويل يختلف تماماً عن الحصول عليه من الحكومة، بسبب الحاجة إلى شرح كيفيّة مساهمة أي مشروع في تحقيق الأرباح.

وقدّم الدكتور أوكان جيراي، مستشار التخطيط الإستراتيجي في “دبي الذكيّة” لمحة عن مبادرة “دبي الذكيّة”، كشف فيها أنّ دبي تخطط لتصبح أول حكومة تستغني عن إستخدام الورق في عملياتها بحلول ديسمبر 2021. وشدّد على أنّ المبادرة ستشمل تغييراً في ثقافة الأفراد، في ظلّ عدم ارتياح بعضهم إلى فكرة عدم امتلاك مستندات ورقيّة لملكيّة الأراضي والمباني على سبيل المثال.

وتمحورت المجموعة الثانية من العروض التقديمية في اليوم الأوّل من المؤتمر حول موضوع “التنقليّة الذكيّة: المواصلات والأنظمة المستقلة”. وقدم البروفيسور الدكتور مارك رينجل، عضو في “إيه جي واي إيه” من “جامعة العلوم التطبيقيّة نورتينغن-جيزلينجن، “مقارنة بين المدن الذكيّة في الدول العربيّة وألمانيا: الطاقة والتنقليّة”.

وقد ركّزت الجلسة الأخيرة من اليوم الأوّل على موضوع “التحوّل الرقمي: البيانات الضخمة والمدن الذكيّة”. وألقت البروفيسورة الدكتورة دايان أهرينز من جامعة “تكنيسكي هوكسكولي ديجيندورف” العرض التقديمي الأخير لهذا اليوم تحدثت فيه عن 10 قرى ذكيّة في بافاريا: مقاربة المختبرات الحيّة للحدّ من الانتشار الحضري.

وشهد اليوم الثاني من المؤتمر مجموعة نقاشات عن “البيئات الذكيّة: النقل والتقنيّات للمدن الذكية”. وقد تطرّق الدكتور أسامة عيادي من جامعة الأردن في مداخلته إلى موضوع “الحرم الجامعي المستدام: دور الطاقة الشمسيّة”، شرح فيها كيفيّة قيام جامعته بتجهيز الحرم الجامعي بتكنولوجيا الطاقة الشمسيّة، ما سمح لها بتوفير مبالغ كبيرة من المال في فواتير الكهرباء في بلد يستورد كامل الطاقة الكهربائيّة تقريباً.

وقال الدكتور عيادي أنّ تكاليف الطاقة الكهربائيّة كانت بمثابة الحافز الرئيسي وراء قرار اللجوء إلى الطاقة الشمسيّة في الأردن. وكشف أنّ فاتورة الكهرباء في الجامعة كانت تناهز 11 مليون دولار أمريكي سنوياً. وأضاف أن الجامعة لجأت أساساً إلى المشروع لأسباب بحثيّة وتطويريّة، وهي تملك حاليّاً ألواحاً شمسيّة موزّعة في جميع أنحاء الجامعة، على سطح سقيفة مواقف السيّارات، وسطح الردهة وسطح مباني الجامعة. وختم الدكتور عيادي أنّ مدّة إسترداد رأس المال الذي إستخدم لتأهيل البنية التحتيّة لهذا المشروع كانت عامَين فقط.

من جانبه، تحدّث توفيق أبو هنطش، الأستاذ المشارك من قسم الهندسة في الجامعة الأمريكيّة في رأس الخيمة، عن مشروع “المنزل ذو استهلاك معدوم للطاقة في رأس الخيمة”: الذي يشارك في مسابقة ديكاثلون الطاقة الشمسية العالمية، التي تتنافس فيها الجامعات لتصميم وبناء المنازل المستدامة التي تعتمد على الطاقة الشمسيّة في رأس الخيمة.

واختتمت أعمال الجلسة الأخيرة بعدد من العروض التقديمية تناولت موضوع “التخطيط الذكيّ: التحليل الحضري والنظام الحضري لنقل الركاب”.

Exit mobile version