مواصلة للتدوينة السابقة المتعلقة بمجموعة أفكار مقترحة للمرحلة القادمة من عمر المنتبذ القصي ، وبعد تعبير الرئيس المنتخب في خطابه ، بمناسبة تنصيبه ، عن إعطاء الأولوية للفئات المحرومة والأقل حظا ( والذي مافتئ يكرره إبان حملته الإنتخابية ) فحري بنا إضافة أنه لا يمكن لأي كان أن يطلب من هؤلاء الصدق في القول والعمل إتجاه وطن لم يحتضنهم ولم يوفر لهم مايحلمون به ، أو على الأقل ما يتطلعون اليه .
إن الإحساس بالإنتماء لابد أن تسبقه مراحل تدعم كل ذالك وبالتالي تنمية ذالك الشعور الطفولي بحب الأرض التي عليها نشأوا وبين حاراتها تربو لينضج ذالك الشعور مع الزمن وينمو بنضج أصحابه .
ولذالك كان لابد من توفر تلك الخدمة والإحتضان المشترك ( الوطن لمواطنه والمواطن لوطنه ) حيث يخدم المواطن وطنه بكل صدق وتفان وإتقان في ما يقوم به ليتلقى هو بدوره الثمار بصورة سخية من وطنه في شكل خدمات أساسية وصحة وتعليم وحقوق له ولأبنائه .
أما الشعور بالحرمان ، وإتساع الفارق والهوة بين مختلف طبقات المجتمع وبين الجار وجاره وأصدقاء الدراسة المشتركة وتفاوت الفرص في وطن كالذي ننتمي اليه ، تتربصه الدوائر وتختلف فيه الولاءات وينقصه الشعور بالإنتماء ، إن هذا الشعور المتنامي سيظل عقبة تلقي بكاهلها على العمل التنموي اليومي وعلى بنية الوطن الأساسية ووحدته .
إذا كان الأوان قد حان ، في ظل كل هذه الآمال المعقودة على القيادة الجديدة للوطن ، لعملية بناء مجتمعية وتنموية هدفها الإنسان فإن حجم المسؤولية يقع على عاتق الجميع ( أصحاب قرار ومواطنين ) ليتجلى ذالك الأمل واقعا معاشا ننعم فيه جميعا بالطمأنينة وشرف الإنتماء وحب المكان وكبرياء الإسم .
حفظ الله الوطن
سيد أحمد حمادي
رئيس حزب الغد سابقا