غضب فى أوساط النخب السياسية والإعلامية الأفريقية من تصريحات قائد أركان الجيوش الفرنسية بشأن دور القوات الأوروبية ببلدان الساحل.
تصريحات أثارت موجة من الغضب عبرت عنه بعض المنابر الإعلامية بالمنطقة.
وتقود فرنسا حملة “برخان” بدعوى مكافحة المسلحين بنحو 4500 جندي في خمس دول في منطقة الساحل، هي مالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد وموريتانيا، وتركز عملها في منطقة ليبتاكو غورما شمال شرق مالي، كما يقف الرئيس إيمانويل ماكرون أيضًا وراء إنشاء القوات الأفريقية لدول الساحل الخمس ودعم أنشطتها للسيطرة على الحدود دون أن تتمكن حتى الآن من الحصول على تفويض أممي يتيح استخدام القوة.
وقال قائد أركان الجيوش الفرنسية، الجنرال فرانسوا لوكوانتر قبل أيام عبر قناة “سي نيوز” التلفزيونية الفرنسية: “لو لم نكن هنا، ولو لم نتدخل مع الأوروبيين الذين يواكبوننا في تسيير هذه الأزمة الأمنية الخطيرة، لانهارت تلك البلدان بشكل تلقائي، إذ ينمو فيها الإرهاب بشكل لا يمكن التحكم فيه؛ وقد يمتد لاحقًا ليظهر في فرنسا وأوروبا؛ وبالتالي نشهد ظواهر هجرة يستحيل ضبطها”.
وأمام صمت رسمي حيال هذه التصريحات، أعربت وسائل إعلام في موريتانيا و مالي وبوركينا فاسو ، عن احتجاجها على قائد الجيوش الفرنسية. وحملت تلك المنابر القوات الفرنسية في ليبيا مسؤولية ما يحدث في ليبيا منذ سنة 2011 في إشارة إلى التدخل العسكري الفرنسي، متسائلة عن سبب غياب موقف أو رد فعل رسمي من حكومات دول الساحل الخمس، سوى ما أوردته “أنباء انفو” حول استدعاء وزير خارجية موريتانيا لسفير فرنسا في نواكشوط للتشاور دون ان تحصل على توضيحات أكثر.
أما جريدة لوفاسو البوركينابية فشككت في حقيقة التواجد العسكري في المنطقة قائلة إنه “مع الإرهاب الذي يغذيه غموض التواجد الفرنسي من أجل استغلال الموارد الطبيعية بأفريقيا بشكل أفضل، سوف تبذل كل ما في وسعك لمحاولة إقناع الأفارقة بحضوركم الذي لا غنى عنه إلى جانبهم”.
واعتبرت جريدة “مالي أكتو”المالية تصريحات الجنرال الفرنسي بمثابة “الإبتزاز» من جانب فرنسا ضد بلدان الساحل بشكل عام ومالي على وجه الخصوص، مضيفة أن النخبة الحاكمة المتواطئة لا تملك الشجاعة للتنديد بما قاله.
وتابعت الجريدة أنه في الوقت الذي تثار فيه أصوات تشكك في وجود الجنود الفرنسيين في مالي، أو حتى في منطقة الساحل؛ من الضروري إيجاد مبررات للمرافقة من خلال عملية «برخان» أو قبلها سيرفال «الحملة العسكرية الفرنسية التي أطلقت في 2013».
ومطلع العام الجاري شنت طائرات فرنسية ضربات شمال جمهورية تشاد، لوقف تقدم 40 آلية تابعة لمجموعة مسلحة قادمة من ليبيا. وأوضحت وزارة الجيوش الفرنسية وقتها أن التدخل العسكري الفرنسي يأتي «استجابة لطلب من السلطات التشادية» لمواجهة «رتل كان يتسلل إلى عمق الأراضي التشادية».
وبعد سيطرة جماعات متمردة مرتبطة بحركات مسلحة على شمال مالي في مارس 2012 طلبت باماكو من باريس قيادة تدخل عسكري دولي أطلق في 2013، لكن لا تزال مناطق كاملة خارج سيطرة القوات الفرنسية والمالية والأممية رغم تأخر تطبيق اتفاق سلام العام 2015 كان يفترض به أن يعزل نهائيًّا الإرهابيين.
وبالعكس امتدت هجمات الإرهابيين إلى وسط مالي وجنوبها وصولا إلى دول الجوار خصوصا بوركينا فاسو والنيجر، ما يشكك في دور القوات الفرنسية في منطقة الساحل.
أنباء انفو