مع ظهور أوّل حالة إيبولا هذا الأسبوع في غوما، وهي مدينة مكتظة بالسكان شرقيّ جمهوريّة الكونغو الديمقراطيّة بالقرب من مدينة جيسايني في رواندا، يرفع مزوّدو الرعاية الطبيّة ومناصري الصحة العامة من مؤسسة الرعاية الصحية لمرضى الإيدز (“إيه إتش إف”) أصواتهم – معلنين أنّ الوقت قد حان ليتّخذ المدير العام لمنظمة الصحة العالميّة (“دبليو إتش أو”)، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إجراءات فوريّة – حيث أقرّ وفقاً لتصريحه أنّ الكشف عن تلك الحالة في غوما يشكّل “نقطة تغييراً جذرياً”.
واعتباراً من 12 يوليو، تمّ الإعلان عن 2,477 حالة إصابة بالإيبولا في جمهوريّة الكونغو الديمقراطيّة أدّت إلى 1,655 حالة وفاة. بالإضافة إلى ذلك، انتشر الفيروس إلى أوغندا المجاورة، حيث تمّ الإعلان عن ثلاث حالات إصابة بالإيبولا منذ 24 يونيو. وكان الأفراد الثلاثة قد سافروا حديثاً إلى جمهوريّة الكونغو الديمقراطيّة، واستسلم ثلاثتهم للمرض.
وعلى الرغم من الخطورة والعدد الكبير من حالات الإصابة والوفيّات الناجمة عن الإيبولا – بما في ذلك الحالة التي تمّ الإعلان عنها مؤخراً في مدينة كبرى مثل غوما – لم تعلن منظمة الصحة العالميّة حتّى الآن حالة طوارئ بالنسبة للصحة العامة تثير القلق على الصعيد الدولي.
وقال مايكل وينستاين، رئيس مؤسسة الرعاية الصحية لمرضى الإيدز، في هذا السياق: “أصدرت مؤسسة الرعاية الصحية لمرضى الإيدز بياناً عاماً في 20 يونيو تدعو فيه الدكتور تيدروس إلى الاستقالة خلال 30 يوم ما لم يُقدّم خطّةً سريعةً وفعالةً لتغيير الاستجابة إلى وباء الإيبولا. ويفصلنا حاليّاً أسبوع واحد عن مهلة الثلاثين يوم، وشهد الوباء منعطفاً كارثيّاً عبر الظهور في غوما، وهي مدينة تضمّ نحو مليونَي شخص. وإذا لم نشهد على استجابة فوريّة من قبل مسؤولي منظمة الصحة العالميّة، يجب على تيدروس أن يتنحى”.
وتدير مؤسسة الرعاية الصحية لمرضى الإيدز برامج للرعاية الصحيّة في بلدَين يعانيان حاليّاً من الوباء – أوغندا ورواندا. وعلى الرغم من الدروس المكتسبة من كارثة الإيبولا في غرب أفريقيا عام 2014، لا تزال البنية التحتيّة – بما في ذلك التجهيزات والإمدادات الطبية الأساسيّة – غير كافية لمعالجة التفشي المتزايد للوباء بشكلٍ مناسب.
وصرّحت الدكتورة بينيناه أيوتانج، رئيسة مكتب “إي إتش إف” في أفريقيا، قائلة: “تبرّعنا حديثاً بما يعادل 30 ألف دولار أمريكي من الإمدادات الطبية إلى أوغندا بعد الإعلان عن حالات إيبولا للمساعدة على حماية موظفينا وبرامجنا، ولتسليط الضوء أيضاًعلى حقيقة أنّ العاملين في المجال الطبي غير مجهزين أو مستعدين لممارسة أعمالهم بسلامة. ومن غير المنطقي أن نشهد التاريخ يكرّر نفسه– حيث توفي أكثر من 11 ألف شخص نتيجة الوباء بين عامي 2014 و2016 – ونحن نقترب بسرعة من هذه الأرقام اليوم. وإذا كانت منظمة الصحة العالميّة وتيدروس لا يستطيعان التحكّم بهذا الوباء، يجب أن يتسلّم شخص آخر دفّة القيادة”.
بالإضافة إلى المطالبة بمساءلة تيدروس ومنظمة الصحة العالميّة، تدعو مؤسسة الرعاية الصحية لمرضى الإيدز أيضاً إلى الإعلان الفوري عن حالة طوارئ بالنسبة للصحة العامة تثير القلق على الصعيد الدولي، حيث حقق الوباء شرطَين اثنين – “خطر على الصحة العامة لدول أخرى من خلال الانتشار العالمي للمرض” و”ضرورة حصول استجابة عالميّة منظمة”. وتُعدّ الإيبولا مشكلة عالميّة، وليست مشكلة أفريقيّة فحسب. ويجب تخصيص اهتمام ومصادر عالميّة مناسبة للاستجابة قبل أن يخسر الآلاف حياتهم دون مبرر.
*المصدر: “ايتوس واير”