ولد أحمد عيشه أمام البرلمان الفرنسي: مجتمع البيظان دفع الثمن باهظا بسبب هويته الثقافية

‎ألقى رئيس حزب نداء الوطن دادود ولد احمد عيشة أمس خطاباً أمام البرلمان الفرنسي تناول فيه عددا من القضايا العامة والمختلفة، حيث بدأ خطابه بالإشادة بالغرفة النيابية الفرنسية و “دورها التاريخي والعريق في نشر قيم العدل والمساواة ولكونها مثلت معلماً تاريخيا من معالم الحرية والعدالة والديمقراطية”.

‎وخاطب ولد احمد عيشة النواب الفرنسيين قائلاً “أنتم أيها النواب المحترمون تجسدون إرادة شعب كسر قيود الذل والاستعباد والقهر, وقدم للعالم نموذجا رائعا لمباديء التنوير والمساواة، وميثاق حقوق الإنسان”.

‎وعرّج ولد احمد عيشه على الموضوع الأمني حسب رؤيته وذكر في هذا السياق أن “اليقظة والمساواة تمثلان أهم وسيلة لحماية المجتمعات غير أن التدابير الأمنية لاتقتصر عليهما فحسب، بل يجب أن تكون هنالك مقاربة مندمجة وشاملة، تطال الأبعاد الفكرية ، وتحقيق العدل وضمان المشاركة الاقتصادية والاجتماعية للجميع”.

‎كما نال التاريخ السياسي الموريتاني نصيبه من كلمة ولد احمد عيشة حيث قسمه إلى ثلاث مراحل (مرحلة الحزب الواحد – مرحلة الدكتاتوريات العسكرية – مرحلة التعددية الحزبية مابعد 1991)

‎وأشار إلى أن الموريتانيين يسعون الآن لاستغلال الفرصة التاريخية المواتية (التبادل السلمي للسلطة) والتي جاءت نتيجة مرحلة من الإخفاقات، وخاطب النواب الفرنسيين قائلاً “نتوسل إلى جميع أصدقائنا ليواكبوا وبالإجابية المطلوبة هذا التحول التاريخي الكبير الذي ستعرفه بلادنا بعد أيام”.

‎وتحدث ولد احمد عيشه في كلمته كذلك عن مجتمع “البيظان” بشكل خاص بوصفه أكبر مكونات المجتمع الموريتاني مذكراً بممانعة هذه الشريحة ورفضها الانسلاخ من ثقافتها ودينها إبان فترة الاستعمار ، ودورها التاريخي في الحفاظ على هويتها وخصوصيتها الثقافية، متهماً الاستعمار الفرنسي بتعمد تشتيت هذه الشريحة بين دول الساحل وتقزيمها، إبان فترة الجلاء، مُعتبراً الأوضاع التي تعيشها منطقة الساحل حاليا (القتل والإرهاب ،والهجرة غير الشرعية ،والجريمة المنظمة، وتبيض الأموال ، والاتجار بالمخدرات) نتيجة لاحقة ترتبت عن سياسة الاستعمار تجاه شريحة البيض في دول الساحل.

‎ودعا ولد احمد عيشه فرنسا بوصفها الشريك الأبرز لدول المنطقة في مجال الأمن إلى تقديم المزيد من الدعم لموريتانيا بوصفها رأس حربة في محاربة الإرهاب في دول الساحل، كما شكر ولد احمد عيشه الأمم المتحدة والمغرب على “مساعيهم الحثيثة للوصول إلى الصيغة الأفضل لضمان تقرير مصير سكان الصحراء الغربية” حسب تعبيره.

و كان من بين النواب الذين حضروا كلمة ولد أحمد عيشة البرلمانية إيميلي عن حزب الجمهورية إلى الأمام و النائب فرانسوا لونكل عن الحزب الاشتراكي الفرنسي (وزير سابق للوظيفة العمومية بفرنسا) الذي كان يرأس الجلسة.

و قد حضرت السفيرة الموريتانية عيشة بنت امحيحم. و دار حوار شارك فيه بعض الموريتانيين حول اللغة التي يجب أن يتكلم بها الموريتانيون.

و فيما يلي نص الخطاب كاملا:

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة والسلام على اشرف المرسلين.
ربِّ اشرح لي صدرى ويسر لى أمرى وأحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى.صدق الله العظيم.
السيد الرئيس،
السادة نواب الشعب الفرنسي العظيم
السادة المدعوون الكرام

أحرص بداية على أن أتقدم بجزيل شكري وعظيم امتناني لكم ،مؤكدا إعتزازي بصداقتكم ومقدرا دعوتكم لنا لمخاطبتكم ،سيادة الرئيس والسادة النواب ،من أعلى منبر هذه الغرفة العريقة ، التي ظلت على مر التاريخ معلما خالدا من معالم الحرية والعدالة والديمقراطية ،ساهم إشعاعه والى حد كبير، في نشر هذه القيم بين العديد من شعوب العالم ،وليس في ذلك ما يدعو للعجب ،فأنتم أيها النواب المحترمون تجسدون إرادة شعب كسر قيود الذل والاستعباد والقهر, وقدم للعالم نموذجا رائعا لمباديء التنوير والمساواة،وميثاق حقوق الإنسان
أيتها السيدات والسادة ،
إن الاحترام المتبادل بين الامم ،يعد سببا رئيسيا من أسباب رقي وازدهار الشعوب وولوجها الى غد أفضل ،مما جعل منه مبدأ مقدسا من المباديء التي قامت عليها الحضارة الإنسانية .
لا شك أن اليقظة والمساواة تعتبران أهم وسيلة لحماية المجتمعات، الا أنهما لا يمكن أن تقتصران على مجرد التدابير والتراتيب الأمنية،بل يجب أن تكون هنالك مقاربة مندمجة وشاملة، تطال كذلك الأبعاد الفكرية ،وتحقيق العدل وضمان المشاركة الاقتصادية والاجتماعية للجميع .
أيها السادة و السيدات
إنني لأحس بغبطة وسرور لا متناهيين ،وأنا أقف أمامكم في هذه اللحظات ذات الرمزية العالية بالنسبة لي ،لأحدثكم ،وأنقل لكم أحاسيس ومشاعر أمة ذاقت معاناة ظروف العيش في محيط طبيعي قاس ،في صحراء مترامية الأطراف تندر فيها مقومات الحياة الكريمة ،إلا أن إلانسان في بلادي الجمهورية الاسلامية المورتانية ،عرف كيف يقوض هذه الطبيعة القاسية ،ويحول نقمتها الى نعمة ،فتعلم من شح وقساوة الطبيعة فضائل وقيم الصبر والعزيمة التي لاتلين والمثابرة في العمل والاستماتة في الدفاع عن المباديء والمثل الحميدة ،فأرسى دعائم نموذج يكاد يكون فريدا بين الأمم في هذا العصر ،وهو نموذج المجتمع المتماسك في وحدته المتجانس في توجهاته ،الغيور على هويته ،المتطلع الى الارتقاء الى مصاف الدول الحديثة المتحررة من قيود التخلف والجهل ، وغياب مقومات التنمية المستدامة ،بكلمة واحدة إستطاع المورتانيون ،على مر العصور ،أن يحولوا تنوعهم العرقي الى مصدر ثراء وعامل قوة لا عامل ضعف ،وهو ما لم توفق فيه شعوب اخرى في مناطق عديدة من العالم ،ولا أفشي سرا هنا ،عندما أقول أن المحافظين من أبناء هذا المجتمع مدينون للدولة الفرنسية بعدم تدخلها في ممارستهم لمعتقداتهم الدينية ،أيام كانت البلاد مستعمرة فرنسية ،كما أن الحداثيون منهم مدينون لكم كذلك ،بأنكم أدخلتم للبلاد ثقافة الدولة الحديثة الناظمة ،التي تنصهر في بوتقة مفهومها ونظامها كل فيئات وطبقات وأعراق المجتمع ،يتفيؤون ظلال سلطانها ،بغض النظر عن انتماءاتهم الاجتماعية ،ومستوياتهم الاقتصادية ،ومشاربهم الفكرية والسياسية ،كما سنظل ممتنين لبلدكم مرة اخرى ،عندما حرص على قيام كيان مورتانيا المستقل ،رغم العقبات التي كانت تعترض سبيل هذا الاختيار في ذلك الظرف التاريخي البالغ التعقد ان ذاك .
أيها الجمع الكريم،
كم هي سعادتي كذلك ،عندما احدثكم عن مسيرة بلادي على طريق بناء مجتمع الديمقراطية ،وهي مسيرة لم يكن طريقها دائما مفروشا بالورود ،بل عرفنا في هذا السبيل ،على مدى العقود الستة الماضية ،العديد من العثرات والكبوات والهزات ،فبالرغم من النتائج الإيجابية الواعدة التي تحققت اليوم ،فلا يمكن الجزم بأننا أصبحنا محصنين ضد الرجوع ،لا قدر الله ،خطوات الى الوراء ،بحكم العديد من العوامل ،التي منها ما هو داخلي ،ومنها ما يرتبط بأجندات ومصالح لقوي إقليمية ودولية ،خاصة في أفق الاكتشافات المعدنية الكبيرة التي عرفتها البلاد اخيرا،وندرك جميعا أن توفر هذه الثروات ،ليس دائما عامل استقرار ،خاصة في بلادنا الافريقية ،
إن التاريخ السياسي المعاصر لموريتانيا،يمكن تقسيمه الى محطات كبرى ،هي محطة الحزب الواحد ،التي غابت عنها التعددية الحزبية والإعلامية والتناوب على السلطة ،ثم جاءت بعدها مرحلة الدكتاتوريات العسكرية من خلال سلسلة الانقلابات المتتالية ،لنعيش بعد ذلك مرحلة ما بعد قمة لابول والخطاب المشهور للراحل متران ،وقد كرست هذه المرحلة ،تحول طيف واسع من الحكام العسكريين في افريقيا آنذاك الى قادة دول منتخبين بعد أن خلعوا الزي العسكري واستبدلوه ،ربما مكرهين ،بزي مدني لكن بمقاسات عسكرية ،ويجب الاعتراف هنا ،بان هذه المرحلة تحقق خلالها تقدم كبير على مستوي التعددية السياسية والإعلامية .وفِي مرحلة لا حقة عرفت البلاد تحولا اخر ،مكن هذه المرة ،من وضع أسس أكثر نجاعة للبناء الديمقراطي في البلاد ،وهو ما مكن آنذاك ،من انتقال السلطة في هذه الربوع ، من رئيس لآخر ،ولأول مرة ،بواسطة غير البيان رقمً واحد ،ولم تعمر هذه التجربة طويلا،لتأتي بعد ذلك التغيرات التي أفرزت الوضع الحالي ،الذي نتهيأ اليوم بفضله لتبادل المهام وللمرة الاولى ،بين رئيس سابق منتخب ،ورئيس لاحق منتخب هو الاخر ،ونتمني من أعماق قلوبنا أن يتكلل هذا المسار بالنجاح ،وأن يشكل قطيعة نهائية مع دوامة عدم الاستقرار السياسي ، التي ظلت ،ولعقود عديدة ، تشكل المعوق الاول امام وضع البلاد على الطريق الصحيح للنمو الاقتصادي والرفاه morning الاجتماعي ،وإننا إذ ندرك جميعا ما يحف مراحل التحول الى الديمقراطية الحقة في مجتمعاتنا الافريقية من مخاطر كبيرة ،لنتوسل الى جميع أصدقائنا ،ليواكبوا ،وبالإجابية المطلوبة هذا التحول التاريخي الكبير الذي ستعرفه بلادنا بعد أيام .
إن هذا البلد الذي أفخر بإنتسابي اليه ،هو كيان يدين جميع شعبه بالدين الاسلامي الحنيف ، ويتوزع ثقافيا الى اثنيات عربية ، وزنجية ، ظلت تتعايش على مر عصور طويلة، في انسجام وتناغم تامين ،ويعد مكون البيظان الناطق باللهجة الحسانية ،المكون الأكثر عددا في البلاد، وقد ظل هذا المكون ،عبر التاريخ ،غيورا على هويته الثقافية ،وأصالته البدوية ،وموروثه الثقافي ،ولم يقبل في يوم من الايام، الانصهار في أي من الكيانات المركزية المجاورة ،شمالا وجنوبا وشرقا ،رغم المحاولات التي تقوم بها هذه الكيانات، من وقت لآخر ،للتأثير على المجتمع الحساني .وقد دفع هذا المجتمع الثمن باهظا ،بسبب حرصه على المحافظة على هويته وخصوصيته الثقافية ،حيث تم ،وبشكل متعمد تشتيته ،عند تصفية الاستعمار ،بين مختلف دول الإقليم، التي تقاسمت أراضيه ،دون الرجوع اليه، او التشاور معه ،من خلال أي صنف من أصناف الاستفتاء ،فمورس عليه الغبن ،والحيف بأبشع الأنواع ،فكانت النتيجة التي تعيشها منطقة الساحل اليوم :القتل والإرهاب ،والهجرة غير الشرعية ،والجريمة المنظمة،وتبيض الأموال ،والاتجار بالمخدرات ،وأصبح هذا الواقع يشكل هاجسا ومعضلا كبيرا لدول الإقليم ،ومعها المجتمع الدولي ،وفي طليعته اوربا ،ولا تبدو في الأفق اليوم ،حلولا ناجعة ونهائية لهذا المعضل ،وذلك لغياب التشخيص السليم لجوهر
المشكلة . وهذا ما على الأوربيين أن يعوه ويدركوه ويتعاملوا معه ،وفقا لمقاربة تعالج الأسباب الحقيقية للمشكل بدل التمترس خلف أعراضه ومظاهر ه ،فلا بد أن ينظر الى الموضوع من هذه الزاوية ،والا ستظل منطقة الصحراء والساحل برمتها ،وكذلك اجزاء كبيرة من اوربا ،تدور في حلقة انسداد مفرغة .
إن التجاوزات التاريخية التي ارتكبت في حق مجتمع البيظان الناطق بالحسانية ،ما زادته الا تشبثا بجذوره التاريخية الضاربة في الأصالة ،وما زادته كذلك ،الا تعلقا بالسلم في ما بينه ،ومع الاخر ،فتحيتهم في كل حين وآن التي يشيعونها بينهم ومع الاخر “السلام ،السلام عليكم ،وهي في آن واحد دعوة ودعاء للاخر لينعم ويتمتع بالسلام .
هكذا كان المورتانيون ولا يزالون ،يشكلون وبكل مكوناتهم مجتمعا واحدا عصيا على التجزئة،يشترك أبناؤه جنبا الى جنب في بناء وطنهم ،لتنعم أجيالهم الحاضرة والقادمة بالرفاه والسلم والرخاء .
أيها السادة والسيدات
اننا في حزب نداء الوطن ناضلنا ولا زلنا نناضل ،من اجل بناء الثقة بين شعوبنا وطي صفحات كل الحقب المظلمة من تاريخ الاستعمار الفرنسي لمنطقتنا، و التذكير بالاوقات المضيئة في هذه المرحلة و المتمثلة فيما تم خلالها من تقارب ثقافي وتبادل تجاري نفعه متبادل ،عبر العصور بين شمال المتوسط وسكان الصحراء
وفِي هذا السياق ،فإنني أدعو الى تسيير كل انواع الخلاف ،حتى ولو كانت صراعات ،وفقا لمقاربة مبنية على الحوار والتشاور والتفاوض السياسي بعيدا عن العنف والقوة،فالعنف لا يولد الا العنف ،بل انه اكثر من ذلك يمنح المتطرفين ذريعة ،تزيد من التفاف عامة الناس حولهم ،ويسهل عليهم اكتتاب ارهابيين جدد من بين الأبرياء ، بمبرر رفع الظلم عن مجتمعاتهم .
أيها السادة والسيدات
ان المسؤولية الأخلاقية تفرض علينا في موريتانيا ان نكون جزء من حل مشكلة الصحراء الغربية، وقضية ازواد المالية ،لأنها مشاكل محاذية لحدودنا،ولأن سكان هذه الفضاءات جزء من مجتمعنا،ولا نملك سيادة قانونية على حيزهم الجغرافي.

وبما ان الأمن في منطقة الساحل والصحراء مرتبط
بحل القضايا الأكثر الحاحا والتي
في مقدمتها مراعاة الخصوصية الثقافية للسكان،وتقرير مصيرهم السياسي،ورفاههم الاقتصادي والاجتماعي ،وبما ان فرنسا تعتبر الشريك الأبرز لدول المنطقة ،خاصة في ملف الأمن ومحاربةالإرهاب ،والذي تعتبر موريتانيا شريكا أساسياً فيه ،بل ظلت وبدون منازع هي رأس حربته خلال السنوات الماضية ،فإننا ندعوكم الى تقديم المزيد من الدعم الاقتصادي والسياسي لمنطقتنا حتى تستطيع دولنا ايجاد حلول حقيقية لمعضلات التنمية التي تعيق تقدمها ،حيث يستحيل تجفيف منابع الاٍرهاب بمعزل عن حل مشكال التنمية المستدامة.
أيها السادة والسيدات
لا يسعنا الا ان نثمن عاليا ومن هذا المنبر ،المقاربات الأمنية التي حددتها الحكومة الموريتانية ،والاستراتيجيات التي نفذتها لمواجهة الاٍرهاب ،والتي أتت والى حد بعيد أكلها ،كما ننوه بجهود السلطات الموريتانية ،وما تقوم به من ادوار تذكر فتشكر ،في مجال تأطير وتوجيه وتحسيس و تهدئة السكان في مناطق الصراع في المنطقة ،وعزلهم عن أوساط الإرهاب والتطرف.
كما نتوجه من جهة اخرى بشكرنا الموصول ،للحكومة المغربية والأمم المتحدة على مساعيهم الحثيثة للوصول الى الصيغة الأفضل لضمان تقرير مصير سكان الصحراء الغربية.
وفي الاخير لابد ان اشكر كل أصدقائنا الفرنسيين من برلمانيين ،ووزراء ، ومثقفين ومواطنين عاديين ،والذين لولاهم لما وصلت قضايانا الى هذه القبة الموقرة،واخص بالشكر ،أعضاء فريق الصداقة الفرنسية الموريتانية ،وعلى رأسهم رئيسه الوزير(افرانسوا لونكل)والأمين العام النائب (جان لويس كوست)،ويسعدني أن أوجه لهم دعوة مفتوحة لزيارة صحرائنا ،والشكر موصول كذلك ،للامة الفرنسية وثورتها العظمى التي ألهمت الشعوب وأنارت طريقها نحو الحرية والمساواة والعدل ،
مرة اخرى أشكركم
والسلام عليكم ورحمة الله

Exit mobile version