قراءة في الاسباب المتخذة سبيلا للازدهار والاستقرار / بونه ولد الحسن

بغض النظر عن عبقرية المكان الذي شاء الله ان يكون ملتقى حضارات،فان الحقائق البازغة تجاوزت الحسابات القديمة،فهي صادرة عن واقع عصي على التجاهل،
ان حماية التوازن الاجتماعي لينساب بوسائل سلمية ،ليست غاية كثير من العناصر المحبطة ،وأكرر المحبطة لانها تصغي بأمل لضجة إعلامية على كل المستويات تبشر بأنهار ذهب وسمك وغاز سينعكسون على الرمال الذهبية ويحولونها الى حقول خضراء دون ان يشاهدوا لذلك اثرا يتماشى وحجم الثروة المصرح بها.
ان حداثة البنيات الاجتماعية وهشاشة التركيبة السكانية المتحركة مع الرمال تفرض نوعا من اليقظة العالمة ،والتحليل الذي يمتاح كل العناصر ويستخلص عصارة فكرية تكون نموذجا للتعايش بين الأطماع والحقائق والوهم مع مراعاة حالة الغبن بكل معانيه وبذل الجهد لتذويب كل الفوارق وفق رؤية تصدر عن فكر إسلامي الجذور يضبط الصيغ وفق تدقيق العلل ومراعاة المصالح والمفاسد ،لا طبقا لتجربة تاريخية أوربية يرددها بعض الاخوة بصفة ببغاوية دون استشراف لنتائج خطابه .
لا تهدف هذه الملاحظة السريعة لمحاكمة ماض مليئ بالظلم بشتى أنواعه لانه مدان مسبقا وليس محل مناكرة .
صحيح ان البلد فقير بصفة عامة باستثناءات تعد بغير صعوبة ،ولكن التفاوت في الموجود واصل لدرجة لا تصنف في كفة العدل ،وللظلم انعكاس يجب تفاديه وضبطه في الوقت المفيد .
للغرب ومدللته “اسرائيل “خطط على كافة المستويات ولكن النار لا تشتعل في الماء او بمعنى مجاور من غير ارضية لن يجد “العدو” منفذا، والبلاد لاتدمر ولا تبنى الا باهلها .
ان لدينا انواعا من المناضلين ،في تصوري،وفقا لهذا التصنيف :مجموعة آلمتها الأوضاع مقارنة مع الثروات وهي طامحة لعدالة اجتماعية شاملة لكل سكان البلد،ومجموعة فتحت عينهاعلى اوضاع شريحة ترى انها اكثر تضررا من غيرها وارادت صرف جهدها لذلك ،وفئة ان أشركت فالبلاد في ازدهار ونمو مطرد وفِي ترشيد ثرواتها واعتمادها على النفس ما هو كفيل بإخراجها من كل الأزمات ولكن ذلك يتطلب وقتا لان بناء باريس ونيو يورك تطلب تراكمات.
ومجموعة موجهة “ايديولوجيا” تمد البصر لما جرى في السودان وبقية الدول العربية في العشرية المنصرمة ،وتراه مخرجا نتيجة فوران الجانب العاطفي وقدرة الاعلام على الوصول للقلب قبل العقل وكفاءة وقداسة العناصر التي تم حشد طاقاتها للمهمة ،واللافت للنظر هو مشاركة عقلاء في هذه الحملة التي تستهدف كيان المجتمع وتوزيعه الى اعراق بدل شعب منسجم ،قصد الحصول على ولاءات حزبية آنية،ولا يخلو فعلهم من إسهام مشهود مقصود او غير مقصود في الحملة على الدين من خلف ستار شفاف .
اما العنصر الخارجي فقد يتواجد بكثافة طاغية على بقية العناصر ورغم ان ذلك استثناء ، لا ينبغي ان نتجاهله ،ودراسة الأحداث الاخيرة في المنطقة دراسة موضوعية تجمع المعلومات وتستجمع أدوات التحليل كفيلة بإعطاء صورة عن الممكن والمطلوب في الآماد المتوسط منها والبعيد،
وبصرف النظر عن الهم الاقتصادي والسياسي والاجتماعي ،لدينا شواغل فرضتها مسارات فات علينا ان نتنبه لها في الوقت المفيد ،وهذا يفرض بذل ما في الوسع من اجتهاد يكون العمل له سندا ،لنتمكن من توجيه الطاقات الى التعاون…
وغيرذلك لا يخدم فردا ولا مجتمعا والكل فيه سواء ومخطئ من يرى مخرجا في خرق سفينة في المحيط اًو مدخلا في غير تأمل وخطط حادة لا تقرأ الاحداث قراءة انتهازية مستندة على تجاوز مرحلة،نحتاج اعادة النظر في كثير من الاسباب المتخذة سبيلا للازدهار والاستقرار.

من صفحة الاستاذ بونه ولد الحسن

Exit mobile version