سحقاً للمتهتك العربيد / الشيخ التيجاني عبود

لا تخلوا الحياة في اي زمان و مكان من الإساءة و الأذى ، فقد تجاسر الافاكون على الأنبياء و المرسلين .. و تحامل الخائبون على الصالحين المقسطين .. و بغى المخفقون على كل موفق منتصر .. ، هكذا يحكي التاريخ و تتوارد الروايات من نشأة الحياة و الى اليوم ..و يقضي منطق الاشياء بأن يظل الأمر كذلك إلى ينتهي الوجود .. ، لن تنطفئ شرارة الخيبة و لن تنكسر سيوف الخسران .. ، و سيظل المهزوم راتعا في مسالك الزور و البهتان .. ينهش الأعراض المصونة .. و يصارع كل مجد و ثناء .. لكن هيهات أن ينال منها و لن يكون إلا :
كَناطِحٍ صَخْرَةً يَوْماً ليِوُهِنَها *** فَلَمْ يَضِرّْها وأوْهى قَرْنَه الوعِلُ

مهلا معالي الوزيرة الناها .. فالعجب يبطل و يتهاوى أمام اتضاح الأسباب و بروز الدوافع .. لقد كان بامكانك أن تكوني مثلهن مجرد ام و ربة بيت .. أو أن تكوني كأغلب ساستنا يعتريك الإخفاق و الانكسار فلا يكون فوز و لا نهوض ..، أو أن تكوني سيدة مقهورة بين ركام التقاليد .. أو متحررة تجوبين العالم بلا قيود .. ، لكن اندفاعك بجرأة و بسالة صوب عالم التميز و النجاح .. و انت تجمعين بين روح محافظة اصيلة تصغي لإملاءات التقاليد و سيدة عصرية تزاحم بثقافتها و موروثها لكسب القيادة و التميز .. ، كل ذلك أغرى السفلة و أغوى المعتوهين لدحر هذه البراعة و هزيمتها .

لقد حققت نجاحات باهرة في مجالات الحكم و السياسة و الاقتصاد .. و نلت بسببها اوفر نصيب من الاساءات و الأذى ..تستحقين في ظلها أن يخلدك كتاب العلامة و المؤرخ السوري شاكر مصطفى ( المظلومين في التاريخ ) انها ضريبة التفوق و النجاح .. و لن تجد لسنة الله تبديلا ، لن تصمت عنك اصوات الحقد و الكراهية .. و ستغل تلهب حماس الغوغاء لتأليف الشائعات و ترديد الأكاذيب .. لكن حصون الثقة بك اقوى من أن يدكها الوهن أو تهزها اساطير المبطلين .. اعملي ما شئت من الصور … و اتصلي بمن شئت … و ناقشي متى شئت .. و مع من تشائين .. فأنت أمل وطن و مشروع أمة .. و أسمى و اكبر من هذه التفاهات التي تستوطن نفوس الحمقى و الغوغائيين .. و لا وجود لها خارج أسوار نفوسهم المريضة .. و لله در نزار قباني حين تساءل :
وهل من أُمَّـةٍ في الأرضِ ……- إلا نحنُ – تغتالُ القصيدة ؟ 

الشيخ التيجاني عبود

Exit mobile version