من إيحاءات بوح الخواطر / حماد ولد أحمد

من إيحاءات بوح الخواطر لمشاهد وذكريات أنوي تدوينها ونسجها في مذكرات تبقى للتاريخ، تلك أحداث فترة زمنية جمعتني في (إمارة الشارقة) أواخر القرن المنصرم مع إخوة أعزاء، من نخب وأفلاذ كبد شنقيط ألا وهم سعادة السفير محمد الأمين ولد الشيخ والأستاذ محمد الأمين الشاه، والأديب سيدي ولد أمجاد، وكان محمد الأمين ولد الشيخ الفقيه والمحدث حين ندلف إلى قضايا الفقه المعاصر أصولا وفروعا فيسبر آراء علماء الأمة حولها سبرا، كما كان بيته رحبا لالتئام جمعنا، فيما كان الأستاذ الشاه يقدم قصصه الصادرة حديثا باعتبارها إضافة نوعية للأدب القصصي لدى المتلقي الموريتاني… أما الأستاذ سيدي ولد أمجاد، فيسعى على نحو دؤوب إلى ربط جسور تواصل قوية بين أدباء البلد وأعضاء اتحاد الأدباء الإماراتيين .. وإثر ذلك تلقيت دعوات كريمة منه، فشهدت بعض تلك الاجتماعات التنسيقية، رغم بعدي في ذلك الظرف الزمني عن الحقل الثقافي باستثناء ماهو ذاتي لم يُنسج للتصدير وإنما هو نفثات واجم تمثلت في كتابة وتحرير زاوية (في الصميم) في إحدى الدوريات الأمنية .. ومما يحلو ذكره من أحاديث الشجون في تلك الفترة تواصلي مع العميد عبد الله سالم ولد المعلى وما اكتنف ذلك من إفادة وإمتاع، وأذكر أنه شرفني ذات سانحة فأفاض علما وأدبا، واسترسل في الحديث عن يومياته في تجربته ذات الصبغتين؛ العلمية والعملية لدى التعامل مع مستفتيه حيث يعمل في دار الإفتاء بدبي آنذاك .. حديثه ذاك كان مكتنزا بأبعاده المختلفة فلم يهمل البلد والرؤى حول مستجداته ، أما حديثه عن “آتكور ولعقل” فغني عن القول إنه حديث من أحاديث الجوى التي تعكس فلسفة جدلية انتماء الوطن للذات أو الذات للوطن، فلله ما أبهاها من أيام مرت سراعا، حفظ الله ذلك الجمع ورحم الله تلك الأيام الخالدة في الذاكرة.

حماد ولد أحمد

Exit mobile version