يُخَيَّلُ إليّ أن العالَمَ ” يمشي على رأسه” منذ زمن و خصوصا منذ “القرار- التَّرَامْبِيِّ “القاضى بالاعتراف الأمريكي بِضَمِّ الكيان الصهيوني لهضاب الجولان السورية العربية إلى الأراضى التى اغتصبها و اغْتُصِبَتْ له من قبل ُ.
و تسخينا للذاكرة فإن الجولان أرض عربية إسلامية منذ فتحها الفاروق عمر بن الخطاب منذ 1500عاما إلى أن تعاقب على إدارتها الحكمُ العثماني و الاستعمار البريطاني ثم الفرنسي كما شكلت جزء لا يتجزأ من الدولة القطرية السورية بعد الاستعمار إلى أن احتلتها إسرائيل عام 1967.
بعد خمسة عشر عاما من الاحتلال الصهيوني و فى لحظة من لحظات “الهوان العربي”اتخذت إسرائيل عام 1981 قرارا بضم الجولان إلى ما استحوذت عليه من قبل من الأراضى الفلسطينية فانتفضت المجموعة الدولية أجمعها رفضا و تنديدا بالقرار من خلال قرار إجماعي بمجلس الأمن.
و يَتَنَزَّلُ “القرار-التَّرَامْبِيُّ” الظالم ضمن تداعيات الضياع و “التَّيْه” العربي و الإسلامي غير الجديد لكن المتفاقم منذ “زلزال الربيع العربي” الذى مهما اختلفنا على مسبباته و نِيَّاتِهِ فلا يمكن أن نختلف على أن واقع العرب و المسلمين منذ “ظهور الربيع العربي”يُرْثَى له.!!
لن يجانب الحقيقة قائل للعرب و المسلمين “لُومُوا أنفسكم”و لا تلوموا “اترامب”و إدارته فقد “أفصح لكم عن الألوان”منذ تعهد انتخابيا بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل و ما زادكم ذلك إليه إلا توددا و تقربا و لو رأى منكم عتبا و صدودا لما تجرأ على الثانية.
العتب كل العتب و اللوم كل اللوم على العرب و المسلمين حكاما و نخبا و شعوبا و قد حَصْحَصَ الأوان لمراجعات عميقة تحل “الإشكال-الأم” بالعالم العربي من خلال حسم مشاكل الحكامة السياسية فى البلدان العربية و لا أستبعد أن من بشائر الحسم المنشود “التداول السلمي المنظور على السلطة”بموريتانيا و مقدمات تداول سلمي على السلطة بالجزائر.
و مهما “مشى العالم على رأسه”و استخف “اترامب”بمشاعر العرب و المسلمين و طال “التَّيَهَانُ”العربي فإن أرض الجولان لن تتبدل غير الجولان و ستعود إلى عمقها السوري و العربي و الإسلامي،ذلك وعد من الله و لن يخلف الله وعده.
المختار ولد داهى،سفير سابق.