بعد باكستان الهند تحتفي بولي العهد السعودي (صور)

حظي ولي عهد المملكة العربية السعودية، الأمير محمد بن سلمان آل سعود؛ باستقبال رسمي وشعبي متميز في دلهي حيث يؤدي زيارة رسمية للهند ضمن جولته الحالية في آسيا، والتي بدأها من باكستان؛ وهي الجولة التي يجمع المراقبون على وصفها بأنها “اقتصادية بامتياز”، استنادا إلى حجم الاتفاقات ومذكرات التفاهم ذات الصبغة الاقتصادية التي تم توقيعها مع الحكومة الباكستانية ويجري توقيعها حاليا مع الحكومة الهندية.

وهيمنت المواضيع ذات الصِّلة بالتعاون الاقتصادي على ما سواها في مباحثات الأمير بن سلمان، سواء مع المسؤولين الباكستانيين في المحطة الأولى من جولته الآسيوية، أو مع المسؤولين الهنود في المحطة الثانية؛ ما يُحد تفسيره في كون تفوق الاقتصاد على السياسة ينبع من رؤية متزايدة لدى الدول الوازنة في الساحة الدولية؛ ومنها المملكة العربية السعودية، تابعة للاقتصاد وتتأثر به.

وتحظى جولة ولي العهد السعودي الآسيوية باهتمام بالغ ومتابعة دقيقة من قبل شبكات الأخبار ووكالات الأنباء الدولية التي ترجح أن يكون الأمير بن سلمان قد قرر أن تكون الجولة الآسيوية في مجملها محفزة لرؤية 2030 التي أطلقها قبل نحو عامين، ومن ضمنها تطلعات وآمال عريضة بتطوير الاقتصاد السعودي، وتعزيزه بحزمة من الاستثمارات والمشاريع النوعية التي تنقل السعودية إلى أعتاب مرحلة جديدة من النمو والازدهار.

وفي هذا السياق أوضحت شبكة سي إن إن الأمريكية أن “هناك أهدافًا خاصة برؤية السعودية 2030 وراء زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الهند والصين تحديدًا”، مبرزة أن “الجولة تؤسس لعلاقات اقتصادية جديدة، من خلال عقد صفقات تضمن تحقيق حلم سموه بالتحول الاقتصادي المأمول، وتنويع مصادر الدخل”.

وأوضحت الشبكة ذاتها أن “أهداف الجولة الآسيوية لبن سلمان أكبر بكثير من عقود الطاقة”، وأن الرجل “يقود جهودًا كبيرة لتنويع اقتصاد السعودية بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على النفط”. مشيرة إلى أن “السعودية بحاجة إلى الاستثمارات والخبرات الأجنبية التي يمكن أن تحصل عليها من الهند والصين، خاصة في المجالات التي تحتاج إليها رؤية 2030، مثل التأهيل والتدريب والصناعة والتقنية”.

وتهدف خطة 2030 إلى الحد من البطالة، وتنمية القطاع الخاص، وتطوير المراكز الصناعية والسياحية والترفيهية خلال العقد المقبل.

من جانبه اعتبر معهد سياسات الشرق الأوسط بواشنطن، في تقرير تضمن تحليلا قدمه مسؤول أمريكي سابق عن اعتقاده بأن جولة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان التي تشمل الهند وباكستان ستحد من طموحات إيران في تلك الدولتين الآسيويتين بعد التقارب الذي حدث في الأونة الأخيرة.

وأشار جيرالد فيرستين الذي تولى -أيضًا- منصب سفير الولايات المتحدة في اليمن، ومناصب دبلوماسية عليا في المملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى، إلى أن الجولة ستعزز مركز الأمير محمد ”كزعيم عالمي.“ وأضاف التقرير الذي نشر الثلاثاء، في واشنطن، أن :“من المؤكد أن جولة الأمير محمد الآسيوية ستدعم مركزه كزعيم عالمي وتعزز العلاقات بين السعودية والهند وباكستان وفي الوقت ذاته تحد من محاولات إيران تحقيق بعض المصالح والأهداف مع هاتين الدولتين بعد التقارب النسبي بينها”؛ مشيرا إلى اتفاقات التجارة والاستثمار التي وقعها الأمير في باكستان والتي رأى بأنها تشكل عقبة أمام تطور العلاقة بين إسلام آباد وطهران لافتًا إلى التقارب بين البلدين بعد استئنافهما المحادثات بشأن إنشاء خط أنابيب لنقل الغاز الإيراني إلى باكستان وإلى توتر في تلك العلاقات بعد الهجوم الانتحاري الأخير ضد الحرس الثوري الإيراني.

وخلص فيرستين إلى إن زيارة ولي عهد المملكة العربية السعودية لكل من باكستان والهند بالذات، عززت مركزه أيضًا كــ ”صانع سلام“ في ضوء التقارير التي تحدثت عن توسطه لتحسين العلاقات بين إسلام آباد ونيودلهي إثر تصاعد التوتر أخيرًا بعد الهجوم الدموي على القوات الهندية في ولاية كشمير والتي أودت بحياة نحو 40 جنديًّا.


Exit mobile version