نظرا للدور المحوري للإعلام في تشكيل الوعي المجتمعي وصناعة الرأي العام، وانطلاقا من المكانة الريادية التي تحظى بها إذاعة موريتانيا في المشهد الإعلامي الوطني، تم استحداث منتدى إذاعي شهري، انطلقت نسخته الأولى فاتح يناير من العام الجاري، ويكرس هذا المنتدى الإذاعي لتناول وبحث جميع قضايا الشأن العام؛ السياسية والفكرية والثقافية والتنموية من خلال عروض ومقاربات علمية مستنيرة تقدمها صفوة من الباحثين والأكاديميين والخبراء المتخصصين بحضور جمهور من النخب السياسية والعلمية ورجال الفكر والثقافة ومختلف المكونات والفئات والأجيال، عبر نقاش مفتوح في بث مباشر وموحد عبر شبكة قنوات إذاعة موريتانيا.
وقد تم إطلاق هذا المنتدى الإذاعي في سياق إستراتيجية إعلامية مدروسة ومقاربة إنتاجية واعية تراعي مختلف الحاجات الفكرية والسوسيولوجية، وتستجيب لمتطلبات العصر وأولويات التنمية، سعيا إلى تطوير مضامين المساطر البرامجية من خلال قوالب جديدة تتيح إشراك النخب الوطنية في حوارات جادة وقادرة على مواكبة متطلبات المرحلة.
وحرصا على مواكبة مسارات التنمية الوطنية واستراتجيات العمل الحكومي تم تكريس النسخة الأولى من هذا المنتدى المنظمة فاتح يناير لتقديم قراءات موضوعية ومقاربات مهنية حول حصيلة العشرية الأخيرة تحت عنوان :
موريتانيا : مكتسبات التنمية وتنمية المكتسبات
“قراءة في حصيلة عشر سنوات من الإنجاز”
أما النسخة الثانية المنظمة فاتح فبراير فقد تم تخصيصها للبحث في “دور التعليم في تعزيز الوحدة الوطنية وكسب رهان التنمية” من خلال أربعة محاور:
– الإستراتيجية العامة لقطاع التهذيب ودورها في تعميم التعليم وتعزيز الوحدة الوطنية مع الأستاذ محمد الأمين ولد محمد عبد الله، مكلف بمهمة بوزارة التهذيب الوطني.
– رؤية قطاع التعليم العالي وأثرها في استجابة المخرجات العلمية لمتطلبات التنمية مع الدكتور محمد ولد الدوه ولد بنيوك، مدير الاستراتيجيات والبرمجة بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
– تشخيص واقع العملية التربوية من خلال المكونات الأساسية (المدرسة، الأسرة، المجتمع) مع الأستاذ المصطفى ولد سيدات، رئيس منظمة مجتمع مدني وباحث في قضايا التربية والتعليم.
– نحو مقاربة ناجعة للنهوض بالتعليم (توصيات ورؤية استشرافية ) مع الدكتور المختار ولد حنده، رئيس مركز الدراسات والأبحاث التربوية.
وتم تنظيم هذه الندوة بالتنسيق مع القطاعات الوصية على التعليم عن طريق مراسلات إدارية، انتدبت على إثرها كل من وزارتي التهذيب الوطني والتعليم العالي ثلاثين مسؤولا من أطر الوزارتين، شاركوا في إثراء وتعميق النقاش حول محاور الندوة مع نخبة من الأستاذة والمثقفين والمنتخبين وخبراء التعليم والتربية ونشطاء المجتمع المدني.
وتعتزم إذاعة موريتانيا – إن شاء الله – مواصلة هذه الندوات العلمية من أجل مواكبة مختلف المستجدات والقضايا الوطنية؛ السياسية والثقافية والاجتماعية والتنموية من خلال القراءات المهنية والمقاربات الموضوعية، وستسخر لذلك كافة طواقمها الصحفية ومعداتها التقنية ومصادرها البشرية ومواردها الذاتية، المكرسة لخدمة العمل الإنتاجي وأداء الرسالة الإعلامية المنوطة بها حتى تظل دائما صوت المواطن وذاكرة الوطن.