تشهد الساحة الوطنية هذه الأيام حراكا سياسيا واعلاميا كبيرا يعبر عن حجم التطلعات للمستقبل وإدراك الكل لأهمية المرحلة القادمة فالكل متفق على أنها تشكل تحولا حاسما في تاريخ الدولة الموريتانية لما تحمله من استثناءات على جميع الأصعدة سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية.
فما إن قطع الشك باليقين وأعلن السيد الرءيس احترامه لإرادة الأمة حتى استنفرت الساحة أقلامها وغصت وسائل الإعلام المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي بعرض أسماء مرشحيهم والدعاية لهم حتى إن البعض يكاد يقنعك أن الأمر محسوم مسبقا لصالح فلان وأنه هو الرئيس رغما عما قد تسفر عنه نتائج الاقتراع ولا يخفي ما لهذا الخطاب من التطاول على إرادتنا ومصادرة نتائج تصويتنا قبل أن ندلي بها أو حتى نحضر لها وهي جريمة قد لا تقل عن جريمة محاولات تغيير الدستور.
ورغم أني أحترم كل الخيارات المعروضة وأكن كامل الاحترام والتقدير لجميع الشخصيات التي أعلن عن أسمائها حتى الآن ومتأكد أنها جديرة بالمنصب إلا أني أدرك بالمقابل أن المرحلة حساسة وأهيب بالنخبة أن تستشعر أهميتها وتقدرها حق قدرها وتدرك أنها هي المرحلة المفصلية التي من خلالها سنأسس لترسيخ الفكر الديمقراطي الصحيح تكون السيادة فيه للقانون وتتحقق فيه العدالة وتتكافأ فيه الفرص بين مكونات الشعب ويعم الخير ويشعر فيه كل مواطن بدفء الوطن وحنوه بذلك وحده تترسخ روح المواطنة وتنموا وتتعزز الوحدة الوطنية وبذلك وحده نقضي على جميع الظواهر السلبية التي أصبحت تؤرقنا دون أن نحتاج لتسيير مسيرات ولا عقد ندوات ولا خطب أيمة جمعات…….
فعلى النخبة وخاصة السياسية أن تكون قدر المسؤولية وأن تتسامي على حساباتها الشخصية وتجعل مصلحة البلد فوق كل الاعتبارات وتربأ بنفسها عن الارتهان للحسابات الضيقة وأن لا تكون أداة لتضليل الرأي العام ووأد تطلعاتنا لننعم بنظام ديمقراطي حقيقي
وبما أننا أصبحنا نعيش أجواء الحملة والكل يعرض مرشحه حسب رؤيته وأسلوبه فإن الأسماء التي قدتم تداولها حتى الآن وإن كانت كلها شخصيات وطنية عظيمة وجديرة بتولي المنصب إلا أن هناك أمورا لا يمكن استغفالها وتجاهلها وخصوصا في هذه المرحلة بالذات وهي ضرورية يجب مراعاتها في اختيار الرئيس القادم والتي من دون توفرها لن تتحقق لنا ديمقراطية سليمة ولن نبرح “ديمقراطيتنا المشوهة”فهذه الشروط يجب أن نحرص علي توفرها وألا نساوم في أي منها فبها وحدها نكون عبرناعصر الاستبداد وتجاوزنا عقدة الاستعباد وهي:
1- ألا نقبل مهما يكن أن يتولى المنصب في هذه المرحلة أحد الشخصيات العسكرية لأن ذلك سيجعل المواطن يفقد ثقته بديمقراطيته ويشعره أن المؤسسة العسكرية لم تقتنع بعد بتسليم السلطة وأنها مازالت تستأثر لنفسها بتسيير البلاد عبر ضباطها المتقاعدين …..
ومن هنا فإننا ننتهز الفرصة لنناشد جميع ضباطنا الميامين انطلاقا من تقديرنا لمكانتهم ووفاء منا لما بذلوه في سبيل هذا الوطن الغالي وحرصا منا على الحفاظ على المكانة التي تبوؤوها في نفوس مجتمعهم فإننا نناشدهم أن لا يركنوا لوحل السياسة ويدنسوا أعراضهم النقية باوساخهاويربأوا بأنفسهم عن مستنقعاتها كما نهيب بالمؤسسة العسكرية التي هي صمام أماننا وحامية وطننا والضامن لحماية أمننا وأرضنا أن تنأى بنفسها عن الخصومات السياسية والاستقطابات الحزبية لتظل فوق الجميع ومحل ثقة الجميع وملاذ الجميع والفيصل بين الجميع.
2-أن يكون لديه مؤهل علمي عالي يجعله قادرا على إدارة الدولة ويؤهله للقيام بالمهام الموكلة إليه ويناسب منصبه الرفيع
3-أن يكون شخصية توافقية بين جميع الأطياف السياسية أو على الأقل شخصية تتمتع بثقة الجميع
4-أن تكون له تجربة في تسيير الشأن العام وأن يكون أداؤه أثناء تجربته تلك قدنال احترام الجميع
5-أن يكون معروفا لدي شركائنا في المجتمع الدولي ومحل ثقتهم
هذه الشروط الخمسة إذا توفرت في رئيس المرحلة القادمة فإن موريتانيا بحول الله ستعبر اليم وستتجاوز التحديات وتؤسس لديمقراطيتها المنشودة والتي تكون إرادة الأمة هي السلطة الأعلى والأقوى …..
وإذا كانت الأسماء المتداولة كل واحد منها يعوزه شرط من هذه الشروط على الأقل
فإن الدكتور ملاي ولد محمد الأقظف هو الأوفر حظا لإستيفائه لتلك الشروط ولثقة المواطنين به من خلال تجربته في إدارة البلاد في الأوقات الصعاب واستطاعته تجاوز تلك التحديات التي كادت أن تؤدي بالبلاد إلي المهاوي التي آلت إليها شقيقاتها في الوطن العربي فبحكمته استطاع أن يعبر بالبلد إلى بر الأمان فكانت إدارته محل ثقة الجميع ونأي بنفسه عن الصراعات فلم تدفعه إكراهات الوظيفة للتحيز فظل يحافظ على تميزه ومكانته من خلال أدائه المميز وأخلاقه النبيلة وأبهته العظيمة لم تعرف عنه الخرجات الإعلامية ولاالثرثرات الكلامية بل كان يؤثر الفعل على القول ولم يركن للتجاذبات والاصطفافات التي لم يسلم منها إلا من رحم ربك وظل الرجل يتعالي بنفسه فوقها قامة سامقة يحظى برضي الجميع وإعجاب الجميع .
فإذا كان من خيار من بين هذه الأسماء التي تم الإعلان عنها حتى الآن فإنه لاشك الدكتور ملاي ولد محمد الأقظف
فهو رجل المرحلة بجدارة المتصف بجميع الشروط المطلوبة والمجسد لتطلعات الأمة والحائز على رضي الجميع والقادر على تذليل الصعاب والضامن لتجاوز التحديات نسأل الله له التوفيق والنجاح ولموريتانيا التقدم والازدهار إنه ولي ذلك والقادر عليه.
بقلم ولد بونا ولد بلعمش ولد المختار بن بونا