نال الجنرال ديكول( زعامة فرنسا ) حين حول النصر في “فرساى”، من تحرير فرنسا إلى حرية مستعمراتها ، وكانت حرب تحرير الجزائر أصعب قراراته التاريخية.
أنجز الحر الزعيم مانديلا في جنوب افريقيا وعده ، بتحقيق “الكتلة التاريخية” للمصالحة بين أجيال، أنهكتها حروب الكراهية والتمييز.
في تركيا وفي دمشق صمد (النورسيون و المقاومون بأسوار دمشق*)مهما اختلفوا،و مهما اقتتلوا..فأنجز الثنائي (زعيم التربية اوجولان والسياسي أوردوغان) معجزة الأتراك فلقد هزم ” رافعا الأذان” كل من منع رفع الأذان وقراءة القرءان في عاصمة الخلافة الإسلامية سبعة قرون.. وخرج البعث من قبور الشام (حيا،يرزق،ويدا تصافح).
كتب المؤسسون في واشنطن دستور الولايات المتحدة الأمريكية بلا عرائض وبلا جهات ، ومن خلال تطبيق مواد هذا الدستور حكم (بلد الألوان والأحلام) ، كل شيء في “أنظمة التحكم في العالم”، من مجلس الأمن والأمم المتحدة، إلى عملة الدولار، إلى أسرار القنبلة الذرية، إلى وادي السليكون (واد صناعة عقول المستقبل).
رجل اسمه الشيخ زايد رحمه الله ( ابن صحراء) الإمارات ، صنع معجزة (ندى الخير*) في القارات الخمس ، فبصم ببصمته قلوب الملايين، وترك ذكرا خالدا كذكر الله لخلص أولياءه
(سلام على ابراهيم في الأولين…خالدة .”تتلى”
سلام على( زائد الخير)في الأخرين…لا تزال
“تتكرر وتتردد”.
داعية( المحبة)، والدعوة التى لا تقبض ثمنا من أحد، ولا تقايض نظاما من الأنظمة.
امام “الدعوة اليابسه” محمد ولد سيد يحي ، كتب له هنا في بقية “الصالحين من الشناقطة”، صفات (واو الجماعة)..جماعة (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ).
في الجمهورية الموريتانية كتب للرئيس محمد ولد عبد العزيز أن يكون وحده (من تسعة رؤساء تعاقبوا على دفة الحكم ) ، “بركة أن يكمل بأريحية”؛ مسار مأموريتان دستوريتان( انتخابا لا انتحابا*) .
رئيس تدعمه أكثرية أربعة ملايين ناخب . لا اربعين ولا ثمانين موقعا.
يأتبينا من “ظهور البيوت” لا من أبوابها،ومن أزقة جماعات الضغط ، من يحاول افساد حفل فرحة تتويج الزعيم الناريخي لموريتانيا الجديدة ، في لحظة اعطاء راية النصر له، وتوقيع جميع الموريتانيين وشركاءهم له ، على ” وثيقة النصر”، التي تخلد أنه بانى (موريتانيا الجديدة) والمحافظ على استقرار شاطئ النوق، في أرض وجغرافيا الملثمين .
لماذاالتشويش في هذا الظرف؟
ظرف يحارب فيه البلد خطاب الكراهية والعنصرية ..
هذا الرئيس المنتخب ، أكمل شروط الزعامة السياسية في موريتانيا:( استقرارا )، وفي العرب:( اتفاقا)، وفي الأفارقة (أنصارا )وعلى ضفاف المتوسط وضفاف الأطلسي( تزكية واحتراما) قمما وجوارا.
فما هو القاسم المشترك بين كل الزعامات والقيادات التي جليناها ؟
ندرك بالتأمل أن القاسم المشترك بين هؤلاء الزعماء، في دخولهم الناريخ ، لبس مجرد أدوارهم التي يقومون بانجازها مثل الدين. وتعمير الجغرافيا .. وكتابة الدساتير.. وبناء الثروات.. وتأسيس الأحزاب. و تحقيق أغلبية نواب البرامانات وبالتأكيد ليس عرائض الولاءات.. وملتمسات التوقيعات.
إن العامل المشترك بين كل هؤلاء كان عملة لا تزور.. ولا تستنسخ اسمها (الصدق).
الصدق أولا. وأخيرا..
ونتائج الصدق لا تنفد ولا تنقطع
وإليكم أكثر من مثال:
يحكم أبوطالب مكة منذ عام الفيل. قال كلمته و وواقفا واثقا من النصر مشى : أنا رب الابل وللبيت رب سيحميه.
يحكم فكر الجنرال ديكول فرنسا منذ 1945 منذ إعلانه: الجزائر حرة….الجزائر لأبنائها.
يحكم “وادي السليكون” رئيس الفيسبوك المبرمج ورجل الأعمال (مارك زوكر بيرك) منذ أواخر الثمانينات من القرن الماضى.
قال مارك هذه برمجيات (شريحتي الرقمية)، وأصبح منذ اذاك “موجه الشعوب، ومنتج الحروب؛ ومثير الثورات ،وصانع رجال الأعمال، و مقرصن الرؤساء والانتخابات “.
يحكم العقد الاجتماعي للزعيم مانديلا..عقول الأفارقة البيض والسود، منذ بث فكر المصالحة من سجون جنوب افريقيا الرهيبة.
أسس جورج واشنطن في القرن “18م” حلم استقلال الأمم الأمريكية عن امبراطورية لا تغيب عنها الشمس(ابريطانيا).. وخلد التاريخ له الإعتماد على الذات لبناء أمة تحكم الآن الكرة الأرضية ، وهي لا تزال مؤهلة لبقية هذا القرن على الأقل؟!
ان كان أحد حارب الكراهية والتمييز في موريتانيا ، في هذه الدولة الفتية…وثراءها المتنوع فهو باتفاق الجميع الإمام والداعية محمد ولد سيد يحي نضر الله وجهه.، وقيض له من الشناقطة من بوفيه حيا حقه.
العشرية الأخيرة كانت حبلى بالانتصارات والصراعات. الرئيس عزيز بدأها برئيس الفقراء..كان صادقا مع سكان الكبات و الأكواخ. . ومع القرءان. لا يمكن أن ينهيها بتلبية “مواء من شنشنات أغنياء بلا فكر ولا رؤي”
ان تصفحت الصحائف لم تجد إلا مارحم ربك .. من بينهم مناضلا اكتوى، ولا مقارعا واجه أو حتى بعض يوم انزوى..ولا واصل رحم بالمقاومة كتب ولو ليوم واحد أو صرخ بلؤلؤة.. اسمها (لا)
لدندنة رئيس الفقراء الصادق.. ولهجته وقسمه المبرور ..أحب إلينا من شنشنة
قوم قال فيهم الحسن النيسابوري مقالته..قوم عبر الحقب كثيرمنهم .. لم يدخل تاريخ النضال الوطني
قال النيسابوري(بتصرف) و واقفا مشى:
ان (العلوج) حيثما حلوا..
فلا يكن لك في أكتافهم ظل
ماذا تؤمل من قوم اذا (رغبوا)
جاروا عليك وأن أرضيتهم ملوا
فاستعذ بالله من (أحوالهم)
أبدا ان الوقوف بأبوابهم ذل
التاريخ لا يكتب الا بالصدق .
قميص يوسف هرب به بن على. وشهد به في المحكمة مبارك. تمزق تمزيقا على صدر ملك ملوك افريقيا.. وتلتل به رأس عبداللله صالح .. ولوائح الموقعين على المأموريات والملكيات بالملايين من ديار مملكة سبأ ، الى مملكة سيرت (جمالا ، وجدالا، و وفودا ، وغلالا وغلابا…).
قميص عثمان “تمندل به المعتكفون بالحلم( القطري)عندنا و من بشربون اللبن ، الذي لم يتغير طعمه .. من صحراء شط النوق..
حبل الكذب قصير، و حملة (قمصانه القصيرة الممزقة) لا تعطى “عود أراك” ولا تمنع غمضة عين من القدر.
الرئيس صادق لا يكذب ولا بخدع.
وهو زعيم قاطع ومقطع لحبال الكذب….
سواء منكم من أسر بما أخفى، أو جهر
سواء أخرجت السلحفاة رأسها من القمقم.
سواء نعق الغراب عن يسارها، أم أسمعت الحيات فحيحها عن يمينها .
مهما قام ” أبو رغال يحدو الفيل، لتحويل القبلة الى القليس!
لن تهدم الكعبة@”..
حركتم تواقيعكم حجرا. حجرا.
قالها عبد المطلب واثقا واقفا ومشى:
أنا رب الابل.. وللبيت رب حماه قدما.. وسيحميه أبدا…
بقلم: محمد الشيخ ولد سيد محمد أستاذ وكاتب صحفي.