ان الواقع السيئ لا يزال يصدمنا في كل حين بحالات رديئة و نماذج حقيرة من العار .. تتكشف بشاعتها من ثنايا تخلى أجهزة الرقابة المالية عن حياديتها و مهنيتها ..فأحيانا تكون هذه الاجهزة مجرد أدوات يحركها من بيده أمرها و تدبيرها لتصفية الخصوم و لتسجيل أهداف خلال معاركه التي لا يتخلى عن خوضها .. و لا ينشغل عنها مهما علا و ارتفع و سما .. ، و أحيانا يسلك أفراد الرقابة ذات المسلك حين يترك لهم القائد الهامش الذي يسمح بذلك و يرفع عن كواهلهم رق الأوامر و التعليمات …
لا يحفل الناس كثيرا بتقارير التفتيش .. ، لان الكل على دراية كاملة بظروفه و سياقاته .. و على وعي بتفاصيل و جزئيات الواقع و بأحوال المسيرين و بوضعياتهم .. ذلك أنه لا حاجة و لا مهارة لساكنة ” الخيام ” في الطمس و الإخفاء .. لا صلة لي بها نهائيا و لا علاقة بيننا.. لكن مثل المرأة الصالحة في النساء كمثل الغراب الاعصم في الغربان … لن يفلح كاذب افاك و لا متحامل غشاش في تجريدك من قيم النزاهة و المثابرة التي شكلت أسس نجاحاتك في قلعة إعلامية عزت على الرجال ..
اللصوص معروفون و العدول الثقات معروفون .. لا سر مدفون في هذه الأرض و لا أنباء مطوية مكتومة بها .. و لا حاجة اصلا للغوص و التفتيش و لا للتحقيق و البحث و الاستقصاء عن واقع واضح و سافر مكشوف .. فالحقائق هناك مرسومة على جبين السماء .. رفعت الاقلام و جفت الصحف .. الاحوال واضحة و معلومة .. فالتائهون في دروب الفساد هناك لا تخطئهم الابصار على رؤوسهم أعلام العفن و الاعوجاج .. و تشهد عليهم ألسنتهم و ايديهم و أرجلهم بماكسبوا … و أرباب العفة و الإصلاح لن يضرهم من خالفهم لان جولة الباطل لا تتعدى ساعة … و الحق يعلوا و لا يعلى … لا ثقة في تقارير يتم إعدادها في مطابخ الغباء لتبييض الحلفاء و تسويد الاعداء .. او للتكسب السياسي و المادي بالابتزاز … فالحق ابلج و الباطل لجلج..
الشيخ التيجاني عبود