علينا الدفاع عن هذا النظام وأن نكون واقعيين / محمد سالم أبو عبد الرحمن

لا تنتظر مني أن أتوقف لحظة عن الدفاع عن هذا النظام ما دمت أراه يعمل بجد من أجل بناء هذا البلد ، و أنا المدرك تماما و الواعي لحجم إرث الفساد الإجتماعي و الإقتصادي الذي ورثه.
قد يكون بَعضُنَا أكثر واقعية و عقلانية و إنصافا من البعض ، و هذه سنة الحياة.

أنا مثلك أتمنى أن يكون بلدي أول قوة اقتصادية في العالم و لكن أمنياتي تلك لا تحجب فرحي بتقدم بلدي على ٢٥ بلدا خلال أربعة أعوام و إن احتلت المرتبة ١٤٠ من أصل ١٩٠ بلدا .

أنا مثلك أريد أن تكون جامعاتنا الأولى عالميا و أن تكون مراكزنا البحثية الأولى عالميا و لكن حجم أمنياتي ذلك لا يحجب عني الفرح بمنجزات على الواقع : مشاهدة طبيب يتخرج و مهندس مِن كلية وطنية .

أنا مثلك أتمنى رؤية مترو أنفاق في العاصمة و أبراج و ناطحات سحاب و جسور معلقة و لكن تلك الأمنيات لا تمنعني الفرح بمشاهدة أعمال الصيانة لأحد الطرق أو إضافة إشارات المرور أو تبليط أحد الشوارع .

أنا ببساطة شخص واقعي ، أقاسمك الأحلام ، و لكني أنظر بواقعية مجردة ، أدرك أننا لسنا بلدا نفطيا كبلدان الخليج، و ليست لدينا تلك الثروات و الإمكانيات المالية الهائلة، و أن المستعمر غادرنا ولم يترك غير الرمال و الخشب و الحجر.

محمد سالم أبو عبد الرحمن

Exit mobile version