منعطف جديد في تاريخ التلفزة الوطنية

مرت التلفزة الوطنية الموريتانية بمراحل مختلفة صعودا وهبوطا، منذ تأسيسها قبل أكثر من ثﻻثة عقود.. وﻻ شك أن تولي الأستاذ عبد الله ولد احمد دامو ﻹدارتها في مثل هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الوطن، يمثل منعطفا جديدا في تاريخ التلفزة الوطنية، هكذا أتصوره، بحكم تجربته وخبرته اﻹدارية والقيادية في مواقع متعددة، آخرها إدارة الاذاعة الوطنية التي مثلت تحديا كبيرا في مجال الإصلاح الإداري والهيكلي لهذه المؤسسة العريقة.
لقد استطاع اﻷستاذ عبد الله في فترة وجيزة، أن يوظف الطاقات البشرية التوظيف السليم، باعتبارها اكبر ثروة يمكن الاستثمار فيها عندما تتوفر الإمكانات المادية والقدرات البشرية والقيادة الواعية التي تحسن إدارة الموارد ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب.
وقد حققت اﻹذاعة الوطنية بقيادة اﻷستاذ عبد الله ولد أحمد دامو مكاسب لا يمكن تجاهلها، بحكم هذه الميزات القيادية واﻷخﻻقية التي شهد بها في حق هذا الرجل كل من عمل معه أو عرفه، وهي استراتيجيته التي دأب عليها في مختلف المهام والمسؤوليات التي توﻻها بجدارة وعمل فيها بإخﻻص.. وهذا ما مكنه من مواكبة تحديات الإعلام المعاصر ومتطلباته وتحقيق اﻷهداف المرجوة بشكل جيد..
من هنا، ومن خلال ما يصلني من معلومات وأنا خارج البلد، فان الأستاذ عبد الله ولد احمد دامو بذل الكثير من الجهود التي تذكر فتشكر في سبيل إصلاح واعادة هيكلة الاذاعة الوطنية، وتعزيز أقسامها الفنية بالمعدات المتطورة تكنلوجيا؛ من كاميرات لقناة المحظرة وتجديد استوديوهات البث الاذاعي والمرئي، إلى جانب فتح الفرص أمام العاملين فيها؛ من معدين ومقدمين وغيرهم من اصحاب الطاقات المهنية، لإظهار قدراتهم الإبداعية في مجال الإنتاج..
لقد شكلت اﻹذاعة الوطنية، المؤسسة المهنية العريقة، بالأمس وما زالت تجسد اكبر واعرق جامعة ومعهد ومدرسة للإعلام الوطني، وهي بحق تعد المعبر الرئيسي للولوج إلى عالم الصحافة، ومن خلال أثيرها تعلم الناس في بيوتهم الكثير وأصبح لديهم دور يؤمنون به ويقدسونه..
أما اليوم فقد اصبح الإعلام من أقوى وسائل التأثير المباشر وغير المباشر، لانه هو الصناعة الناعمة والمؤثرة بقوة وسرعة البرق، حيث اتسعت ساحة التنافس في هذا المجال وأصبح اكثر شراسة وأعلى صخبا، اذ بات من الإلزامي، كما قال الأستاذ عبد الله ولد احمد دامو، “المصالحة مع الذات واحترام عقل المتلقي، وذالك لن يتم إلا اذا كنت جزءا من صناعة الحدث لا مجرد ناقل له، لأن في عدم التمكين تحريفا للحقيقة، والصحفي أصبح  بالنسبة للمشاهد هو نقطة في كوكب بين يديه، وإذا لم تكن مميزا فلن يراك المتابع.. احترم عقل المستمع والمشاهد، ناقش ببساطة وساعده بذكاء، وابتسم له بتواضع، امنحه الثقة فيك انت أولا كصحفي يقدر قيمة وجوده ضيفا على الجمهور”..
وبهذه الرؤية الواعية ﻷهمية اﻹعﻻم ودوره الحيوي في صناعة الرأي العام ومواكبته، يمثل تولي اﻷستاذ عبد الله ولد أحمد دامو ﻹدارة التلفزة الوطنية، نقلة نوعية ومنعطفا جديدا نحو التطور، خدمة لمصالح المواطنين وطموحهم وتحقيقا ﻷهداف القيادة الوطنية..
وبهذه المناسبة أبارك لكل الزميﻻت والزمﻻء في التلفزة الموريتانيه تعيين الأخ والأستاذ عبد الله ولد احمد دامو مديرا عاما لها.. كما أشيد بمستوى الثقه الممنوحة لسيادته وأتمنى له التوفيق..
بقلم أم كلثوم محمد المصطفى

Exit mobile version