لماذا القلق، وما هو الحل الآن؟

نحن نعيش عالما خطرا، وجغرافيا إفريقيا أخطر من هذا العالم وبلدنا القليل في موارده، وسكانه، لا يحتمل صراعا على سلطة القرار، ولا يتسع لبرلمان ضعيف ، وشعبنا في غالبيته طلاب عدالة وتنمية، ولم تكبله أهواء حب السلطة واستيراد الأزمات.
ومعضلتنا أن نخبنا المؤدلجة والمنعمة، لا تؤجج الأزمات إلا لصالح جيوبها، ولا تدخل الصراعات إلا لجني ثمارها من تحت الطاولة لا من فوقها.
وقد ابتليت الأنظمة المتعاقبة بأحزاب خاوية على عروشها، تقودها نخب نؤومة أكولة ، تكره الكفاءات، وتبعد أصحاب المبادرات، وتنشئ زبونيات خربتها وأبادتها.
من أجل ذلك فنحن قلقون من تحالفات تعيد البلاد إلى عهود الطغاة والجباة.
لا نريد إعادة تجربة الحزب الجمهوري حيث تلاعبت نخبة سياسية بالسلطة والثروة، لا نريد إعادة تجربة حزب الشعب حيث آل الأمر إلى كادح يندمج، أو صائح بالحرب، لا نريد إعادة تجربة حزب عادل حيث تلاعبت العواطف وفوضى الترشيحات بمسار بناء مشروع تغيير تطلع إليه الموريتانيون بأمل.
لا نريد من سياسيين يتغنون بالوطنية والقومية، أن يقودهم الخلاف مع النظام أو بعض أجنحته، إلى رمي بيضهم في سلة دعاة الكراهية وتدمير المنجزات.
في فرنسا خرج الرئيس الفرنسي عن الحياد عندما رأى اليمين المتطرف يروج، ورأى تشتت الكتلة الانتخابية الأكبر قد بلغ مداه، فالجمهورية والديمقراطية والتنمية مكاسب لا يفرط فيها
وفي ألمانيا لم تذعن المستشارة لضغوطات اليمين وتمسكت بسياسة أخلاقية مع الإصرار على قوة النظام.، في وجه مروجي الكراهية في الشارع.
نريد كتلة انتخابية قوية ومتماسكة تحافظ على نظام حقق لموريتانيا الأمن في عشرية غرقت فيها شعوب المدر والوبر في مستنقع خراب الأوطان، وتحويل البشر إلى الخرفان والصلبان
ذبحا وقصفا ، وتهجيرا وملاجئ.
لقد استغل دعاة الكراهية الوسائط الاجتماعية في هذه الحملة لنشر سمومهم على أوسع نطاق، وبعض من المساهمين فى ذلك للأسف مغاضبون من مختلف التيارات وأصحاب المصالح المتضررة.
هل من مصلحة الموريتانيين في الوضع الدولي الراهن، وبعد أن أصبح النظام الموريتاني لاعبا دوليا، وعربيا ، وإقليميا،منافسا للقوى المحركة للسياسات الدولية، أن يصوت الناخبون لدعاة الرحيل الغاضبين، أو لمروجي خطابات الكراهية، والعنصرية، والشرائحية، والقبلية، وحتى الأنانية، وأن تشتت الكتلة الانتخابية الأكبر بين متحف أثري من المجسمات والرسوم الهلامية.
مهما كان تضررنا من أخطاء الحسابات، وما حاق بنا من ظلم ذوي القربى هل نفرط ساعة في استقرار بلد الفسيفساء والتنوع الثري هذا، ولمصلحة من ؟.
خيرا فعل الرئيس حين وقف بنفسه على مكامن الخلل، متجولا هو وطاقمه في القمرة في مختلف ولايات الوطن، وحين حسم الخيار، بأن الأولوية الآن أن يصوت جنوده وأنصار برنامجه الانتخابي ومأموريتيه، ومن يريد موريتانيا قوية لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية حصريا، ودون انتقاء.
هذا الحزب الذي تؤكد كل المؤشرات التي سبقت هذه الاستحقاقات على التوجه الفوري نحو إعادة تأسيسه وبنائه على أسس غير أسس الأحزاب الآفلة.
نحن جنود الرئيس وأبناء مشروعه سوف نلبي نداء الرئيس هذا، ليسمع ذلك من يأكلون الزاد، ويقطعون الإمداد، ويرون أنهم الأنداد والأعداد.
سيدي الرئيس…إن خانوك هذه المرة، فلا يغضبوك..فسلاحهم بعد كل جولة فشلت فيها تخرصاتهم، الخضوع بالرقاب تمويها، واللين مع الأعداء تأكيدا، والشدة على أنصارك تهديدا ووعيدا..، والسعي لإغضابك تعسيرا وتنفيرا.
أما سلاحنا فهو الصبر،، وأن لا نثق فيهم أبدا، فقد خبرناهم أفرادا ووردا، ولم تر لهم بين ظهرانيهم ودا ولا حبا ولا وفدا.
يقولون إن الانتخابات تحدد الحجم الحقيقي للأحزاب،وحزب قوي خارج بكتلة انتخابية أكبر ، خير من حزب مليوني الأرقام، مشتت الوجهات والقلوب والأعلام.
نرى بشائر التغيير ونؤمن بمزاياه.، و نأمل خيرا في ما سبق وما لحق.، فالله قد أحاط علما ، وأحصى كل شيء عددا.

بقلم: محمد الشيخ ولد سيد محمد/ أستاذ وكاتب صحفي

Exit mobile version