مظلمة لمعلمين..قراءة في المسار / محمد ولد محفوظ

لمّا بدأت صيف 2011م كتابة سلسلة المقالات المتعلّقة بمظلمة لمعلمين، ومنها: “فئة الصنّاع التقليديين في موريتانيا.. جزاء سينمّار”، “لمعلمين.. تحليل المشكلة، وتشكيل الحل”، “إن قسوت فلي شفيع”… كانت غايات عريضة ترتسم في الأفق أمامي، وكنت أسعى جاهدا للوصول إليها قدر المستطاع،
أو إلى البعض منها على الأقل، لعلّ أكثرها أهمية عندي أن أنتشل أبناء هذه الفئة المسالمة من الحالة الهامشية، ومن وضعية التضعضع المزمنة التي أوقعتهم فيها العقلية الاجتماعية تأسيسا على موروث من المرويات الظالمة ذات النسق الأسطوري في الغالب، ولا يكون ذلك في نظري إلاّ بوعي المعنيين أنفسهم بحقيقة معاناتهم وعملهم في حدود السلوك الواعي والنشاط الملتزم لأجل رفع الظلم الذي وقعوا ضحيته لقرون، ولو لم يقع عليهم من الظلم إلا تصنيفهم في أسفل السلّم الاجتماعي وما لحق به من العنف اللفظي والسخرية التي عشّشت في أذهان كثير من الناس ـ وما زالت ـ لكان من حقّهم الطبيعي أن يناضلوا بغية تحسين صورتهم وصيانة حقوقهم انسجاما مع القيّم والمبادئ السامية التي تنصّ عليها كلّ الشرائع والذرائع والتي تتيح للناس الدفاع عن حقوقهم المادية والمعنوية، أما وأنّ هذه ليست لوحدها هي معاناة لمعلمين، وإنّما في واقع حياتهم المختلفة من مظاهر المعاناة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ما لا تخطئه العين، فقد بات مسوّغ النضال لرفع هذه التحديات أكبر.
والغاية الثانية، وهي لا تقلّ عندي أهمية عن سابقتها، أن أقوم بوخز الضمير الوطني، والشعور الديني والإنساني لدى المنصفين من النخبة العالمة والمثقّفة في هذا البلد، لأنّي أعتبر أن كلّ مظلمة تطرح على هذه الأرض متى ما توفّر لها قدر ما يتطلبه المقام من الشرعية والموضوعية لزم أن يتبنّاها الجميع، ليس فقط حرصا على مقتضيات اللحمة الوطنية في وقت كهذا تعصف فيه رياح التمزّق بالكيانات الوطنية والقومية من حولنا بسبب الظلم والإقصاء، بل وأيضا عملا بمقتضيات ديننا الحنيف الذي يعتبر “المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضا”.
وللحقيقة التاريخية، وبما أنّني تابعت مؤخرا بعض الكتابات التي تناولت مسيرة تطور هذا الحراك بشيء من الاجتزاء والابتسار، وباعتباري من الذين شهدوا البدايات الأولى فإنّني أسجل هنا أنّ أول مجهود ثقافي معتبر اطّلعت عليه في هذا المجال كان الرسالة الجامعية التي ألّفها عام 2009م وأهداني نسخة منها الأخ الفاضل الخليفة ولد الجلاد، والتي نال من خلالها شهادة المتريز في علم الاجتماع بعنوان “لمعلمين: الدور التاريخي والمنزلة الاجتماعية”، والتي تعتبر بحق مجهودا أكاديميا له فضل الريادة وأصالة البحث والمعالجة.
وبعد نشري للمقالتين الأولى والثانية اتصل بي المناضل الجسور الشيخ ولد بيب وأخبرني أنّه كان ينشط في هذا المجال منذ بعض الوقت، وإن كنت لم أطّلع يومها ـ لسبب أو لآخر ـ على شيء من نشاطاته، وبالفعل بدأَتْ إطلالاته الإعلامية التي تتميّز بقدر من الجرأة والإيمان بالقضية وملكة الدفاع عنها تظهر في وسائل الإعلام بعد ذلك.
أمّا الكاتب المتّزن والمناضل الوقور أحمد ولد السالم فقد قرأت له في وقت لاحق بعض المقالات المؤثّرة التي كان لها دور فاعل في تلك المرحلة الريادية، بيد أنّني لم أحظ بفرصة التعرّف عليه إلاّ في إطار الجهود التي قامت بها منظمته في ما بعد ـ وهي بالمناسبة أول منظمة محسوبة على نضال لمعلمين تنال الترخيص ـ وتدعى منظّمة إنصاف الحقوقية، وقد قامت بعدّة ندوات في إطار مساعيها الرامية إلى إيصال مظلمة لمعلمين إلى أوسع نطاق، وبمعرفتي له عرفت قلما فيّاضا وخلقا نبيلا وعقلا راجحا، شقّ معه نضال لمعلمين طريقه إلى الشهرة والفاعلية، وبواسطته تحقق جزء ولو أنّه يسير جدا من مطالب هذه الشريحة ممثّلا في وصول إطار منها أو اثنين إلى مراكز صنع القرار، وكذلك استصدار فتوى مهمّة من رئيس هيأة الفتوى والمظالم تدحض الأكاذيب التي لفّقت ضدّ هذه الفئة على مرّ السنين.
وثمّة مدون شاب وناشط حقوقي هو محمد يحيى ولد عبد الرحمن جمعني وإيّاه يومئذ لقاء للتعارف لا غير، بيد أنّ طلابي أخبروني بعد ذلك بأنّه يقوم بدور جبّار عبر صفحات التواصل الاجتماعي دفاعا عن هذه الشريحة، ولم تكن لديّ حينها صلة بالمواقع الاجتماعية، مما دفعني إلى إنشاء حساب على الفيسبوك لمتابعة تدويناته، وبالفعل وجدت ما أخبرت به في غاية الدّقة، فقد كانت تدوينات هذا الشاب وما زالت تنمّ عن وعي عميق، وإحساس مرهف وقناعة قوية بعدالة القضية، ومما أعجبني فيه التزامه وصدق مواقفه وتفانيه في النضال.
ولا يفوتني أن أثمّن الجهود الكبيرة التي اضطلع بها في هذا السياق كلّ من الأستاذين محمد فال ولد بومبيرد واحمودي ولد الصديق والمهندس أحمد سالم ولد أحمد دكله والدكتور جدو ولد البشير والصحفية سعداني بنت خيطور والكاتب الشاب عبد الله بن محمد آلويمين والمدوّنون الكبار ومنهم يسلم العالم جمال مولود والطاهر البلي وعبدو الخطاط.
ولم يكن أبناء الشريحة المغتربون بمنأى عن هذا الحراك المتنامي، بل كانت بصمتهم المميّزة حاضرة من خلال الكتاب الشهير والمثير للجدل كتاب الشيخ غالي الغربوزي “لمعلمين والاحساس ببطر الحقّ وغمط الناس” والكتابات العميقة للشيخ حمين ولد الطالب إبراهيم. لقد طبع كلّ واحد من هؤلاء جميعا مسار نضال لمعلمين بميسمه الخاص الذي تظهر فيه حنكته وبراعته في عرض حججه الدامغة تفنيدا للدعاوي المهترئة التي ألصقها المجتمع بهذه الشريحة.
ورغم تقديري لكلّ ما صدر عن هؤلاء جميعا فقد كنت وما زلت أعبّر عن تحفّظي على بعض مما ورد في ذلك الكتاب الرائد وبعض تلك الكتابات الأخرى، ذلك أنّ منها ما مال ربّما بدافع الحماسة الزائدة في تبنّي القضية، أو بفعل ارتفاع منسوب النقمة على الماضي إلى محاولة توجيه بوصلة النضال ـ بوعي أو بغير وعي ـ إلى النزعة الصدامية التي تحصر الإشكالية في تحميل فئة الزوايا بالذات مسؤولية ما حلّ بهذه الشريحة من ظلم ـ وعلى افتراض أن ذلك حصل بالفعل ـ لكنّه قد يكون أقرب إلى محاكمة الماضي منه إلى محاولة السعي الجاد للوصول إلى حلّ ناجع للمظلمة ينعكس على الحاضر والمستقبل ـ وهو الأهم في نظري ـ ثمّ إنّ تلك المحاسبة لا تمثّل بالضرورة شرطا لازما من شروط الحل الراهن، بل إنّها قد تولّد من ردّات الفعل ما يصرف المسيرة عن هدفها النبيل، والمظلمة وأصحابها في غنى عن ذلك.
والملاحظة العامة عندي بشأن مسيرة الحراك هي أنّه يوم كانت بذرته النضالية تتخلق في وجدان وعلى ألسنة وأقلام الثلّة الأولى من المناضلين، كانت نزعة من التقارب والتفاهم تسود الجميع، لأنّ غاية الفرد يومئذ أن يجد من يساعده في حمل طرف من الرداء، ورفع جانب من الحمل الثقيل، غير أنّه ما إن بدأت وتيرة النضال ترتفع حتى كبر معها شيطان التفاصيل، وحلّ الشدّ والجذب محلّ التقارب والتفاهم، ودخلت السياسة وفي ركابها النفعية، بل والدولة العميقة أيضا على الخط، فانطلقت حملة التخوين والتخوين المضاد، واندلع التنافس الذي يصل حدّ الصراع، لكنّه للأسف صراع على ما يبدو لحصد طواحين الهواء!!، وحَشَر الذين لا يحسنون فنّ العراك وعبور دهاليز السياسة المظلمة ـ مثلي ـ أنفسهم في الركن القصي من المشهد، أو لنقل أصابتهم حالة من الإحباط فاعتزلوا الساحة وفي قلوبهم حسرة على ما آلت إليه أوضاع هذا الحراك الذي علّق عليه كثير من المنتمين إلى هذه الفئة كلّ الأمل.
واليوم وبعد مرور زهاء أربع سنوات على تلك البداية يعنّ لي أن أسجّل أهمّ ملاحظاتي بخصوص هذا المسار في النقاط التالية:
لأولئك الذين يحذّرون من إثارة الفتنة تزامنا مع تحريك هذا المظلمة أقول إنّ ثمّة فرقا جليا بين التحرّك لنيل الحقوق وبين إشعال وقود الفتنة، وفي حدود علمي أن أغلب الذين يتحرّكون في مظلمة لمعلمين يتحسّسون مواقع أقدامهم قبل كلّ فعل أو قول، وهم يدركون تمام الإدراك أنّ طلب الحقوق لا يعني بأيّ حال المساس بالوطن وأمنه واستقراره، وكذلك يعلمون قبل غيرهم أنّ هذه الأسس المهمة تكاد تكون هي ما تحقّق من المكتسبات حتّى الآن لهذا الوطن العزيز، وبديهي أنّ المحافظة عليها من أولى الأولويات، بيد أنّه من غير المقبول في الوقت نفسه أنه كلّما نادى مناد بحقوقه على هذه الأرض تتمّ مواجهته بشمّاعة المحافظة على الوحدة الوطنية، وكأن الوحدة الوطنية ـ بهذا المعنى ـ لا بقاء لها إلاّ ببقاء الظلم والتفاوت الطبقي!ّ
وعلى ذكر الوحدة الوطنية أعتقد أنّها لم تقف يوما من الأيام في هذه البلاد على أرضية صلبه، لا خلال فترة السيبة، ولا بعد قيام الدولة الوطنية، لأنّ أوثق عرى هذه الوحدة أن يعتصم الجميع بحبل الله، وأن تراعى حرمة المواطن وكرامته، وتتعزّز قيم العدل والمواطنة والاحترام المتبادل في وطن يتساوى فيه الجميع أمام ثنائية الحقوق والواجبات، ومن الواضح أنّها مطالب نبيلة لم نتمكّن بعد من تحقيقها في بلدنا، وفي انتظار ذلك لا أحد يستطيع مصادرة الأصوات الحالمة بلحظة تحقيق هذا الحلم المشروع.
أمّا لأولئك الذين يعترفون بالمظلمة لكنّهم يفضّلون ألّو كانت طرحت من غير أبناء هذه الشريحة فأقول: ليته حصل، فلعلّ الجميع يدرك ألّا أحد من لمعلمين قبل فترة وجيزة كان مستعدا لأن يصرّح بهذا الانتماء أمام الملأ لأسباب يقصر المقام عن شرحها، أحرى أن يتبنّاها ويندفع في تبنّيها، وأكاد أجزم أنّها لو وجدت في ظروف سابقة من أبناء هذا البلد المنصفين من يتبنّاها ـ من خارج الشريحة ـ لكان المعنيون في غاية الرضى، ولما سُمع لهم من صوت، فهم سكتوا ما يربو على خمسين سنة من عمر الاستقلال الوطني في انتظار أن تتأتي لحظة العدل والمساواة والإنصاف ثمّ لم تأت، بل تنامت نزعة الانكفاء إلى الوراء، وترسّخت التراتبية أكثر، وهذا بالذات ما دفع المعنيين إلى أخذ زمام المبادرة بأنفسهم.
وعليه فإنّني متأكّد من أنّه لا أحد من المنتمين لهذه الشريحة متعلّق بالشرائحية كغاية، لكنّه واقع فُرض عليهم ولم يختاروه، ولهذا وجدوا أنفسهم مرغمين أخيرا على الدفاع عن أنفسهم في وجه حملة الاستهزاء والنبذ الاجتماعي المزمنة، بل إنّ هذه الشريحة تمقت النظام الشرائحي أكثرمن أيّ شريحة أخرى، مادام نصيبها منه لم يجلب لها في الماضي غير السخرية والدونية، أمّا الحاضر والمستقبل فلا أعتقد أن عاقلا منها يعلّق عليه كبير أمل في عصر التكتّلات الكبرى التي أصبحت تتجاوز كيانات الدول وتعتبرها “كانتونات” ضيّقة لا تستجيب لمطالب عصر العولمة، غير أنّ السكوت على الظلم والنظرة الدونية وتبعاتها صعب على كلّ من تجري دماء الكرامة في عروقه، وهذا برأيي مسوّغ بارز من مسوّغات الحراك، ثمّ إنّ الشرائحية إفراز من إفرازات القبلية، والقبلية عندنا داء عضال، وهما معا كالتوأمين، بوجود أحدهما بالفعل، يوجد الآخر تلقائيا بالقوة، فما أحوجنا في هذه المرحلة بالذات إلى أن نعتبرهما جزء من الماضي الذي يعيق حركتنا نحو التقدّم.
وبهذا فإنّ الذين يعتبرون الطرح الشرائحي نقيضا للمصلحة العليا للوطن مصيبون من حيث المبدأ، لكن في الحالة التي تكون فيها الأمور طبيعية، أي حين تعمل الدولة على إذابة الشرائح في كيانها العام العادل والموحِّد، وتعطي لكلّ ذي حقّ حقّه، وتعمل على رفع الظلم عن المظلومين، فيرى الجميع ذاته في مرآة تستوعب الكلّ هي مرآة الوطن الذي يفتح حضنه الدافئ لكلّ أبنائه على حدّ سواء، ساعتها لا مكان للصوت الشرائحي أو القبلي أو العرقي، أما وأنّ الدولة ذاتها ما زالت تكرّس القبلية والشرائحية والتفاوت الطبقي، ألا يكون من المقبول ـ إن لم نقل من اللازم ـ أن ينتفض ضحايا هذه الأمراض الاجتماعية المعيقة للذود عن أنفسهم في ظل نظام اجتماعي شبيه بشريعة الغاب؟
بعد هذه النقاط السريعة أودّ أن أعرّج قليلا على الهزّات التي طبعت مسار الحراك والخلافات التي بدأت تشاهد من حين لآخر متصاعدة بين أطرافه ومكوّناته، فأؤكّد ابتداء أنّه من الطبيعي أن يحدث شيء كهذا، فاختلاف وجهات النظر كثيرا ما يكون حالة صحيّة، وتشهد الأمثلة المختلفة على ذلك، إذ لا توجد حركة مهما كانت طبيعتها سياسية أو فكرية أو اجتماعية أو غيرها إلاّ وفي سجلّها بعض هذه الهزّات والتصدّعات، غير أنّ ما ليس طبيعيا هو التلاسن والشتائم والتجريح، والطعن في مجهودات الآخرين وتبخيسها، أو محاولة التقليل من أهميّتها، فتلك كلها أخطاء كبيرة، بل هي إلى أمراض القلوب أقرب، وأنا أربأ بالمعنيين جميعا أن ينزلوا إلى هذا المستوى الذي لا يليق، ثم إنّه من المعلوم أنه ليس ثمّة طرف بعينه هو من يمتلك الحقيقة المطلقة، أو هو الذي انتدبته هذه الشريحة دون غيره للتحدّث باسمها و تبنّي همومها، وإنّما هي اجتهادات ومواقف ومبادرات قد لا تعبّر في كثير من الأحيان إلاّ عن أصحابها.
أما بشأن التهافت المحموم أخيرا على لقاء السياسيين، ومع أنّي أعرف أنّهم يتحمّلون جانبا كبيرا من المسؤولية وتاريخهم السياسي في هذا الجانب لا يشهد لهم بأيّ دور يذكر، إلا أنّني أفهم ضرورة أن يصل صوت المظلمة إلى حيث يجب أن يصل، بغضّ النظر عمّنْ يوصله، لكنّ الذي أساءني كثيرا هو التدافع و”تظاهرات الأنا” على أبواب السياسين، وكأنّ المتهافتين في سباق خاب من تخلّف عنه، وخسر من لم يظهر باعتباره الممثل “الشرعي والوحيد” لهذا الحراك، ممّا يعطي انطباعا بالغ السوء عن حقيقة ما آلت إليه أوضاع الحراك من تردٍّ.
أعتقد في الختام أنّه لا حلّ لهذه المظلمة، ولغيرها من المظالم الاجتماعية، إلاّ في إطار عقد اجتماعي شامل، وبجهود مشتركة يتبنّاها الجميع، وخصوصا حين تنخرط القوى الفاعلة في المجتمع داخل مشروع التغيير المجتمعي الإيجابي، وهو موضوع تناولته بالتفصيل في مقالة سالفة، وأخصّ بالقوى الفاعلة تلك التي تمتلك سلطة التأثير الديني والثقافي والسياسي، بيد أنّ هذا المطلب ما زال مؤجّلا على ما يبدو للأسف، ومع ذلك لا يسعني في هذه المرحلة إلاّ أن أشيد بتلك البدايات الممتازة التي اضطلع بها في الآونة الأخيرة لفيف من علمائنا الأجلاّء ومثقّفينا الكبار، أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر فضيلة الشيخ محمد المختار ولد امباله و بعض من كتّابنا المتألّقين كالولي ولد سيد هيبه وأحمد ولد الوديعة والمختار ولد نافع وباباه ولد سيد عبد الله، وفي السياق نفسه أثمّن الوثيقة المهمّة/ وثيقة الوحدة الوطنية التي أصدرها حزب تواصل، وأعتقد أن مثل هذا التوجّه حين يتّسع ويتعزّز سيكون الاتجاه الصحيح نحو الحلّ الأمثل لهذه المظلمة، لأنّني مقتنع أنّ هذه المشكلة ثقافية بالدرجة الأولى وحلّها يكون بمقارعة تلك الثقافة المشوّهة والراسخة في أذهان البعض بثقافة علمية رصينة تنصف الضحية، وتضع الأشياء في نصابها الصحيح.
وأخيرا أريد أن أبشّر جميع أصحاب المظالم في هذا الوطن الغالي بأن ساعة الحسم باتت قريبة، فقد أزفت لحظة استرجاع الحقوق المستلبة، فما عليهم إلّا التحلّي بمزيد من النضال السلمي والصبر والحكمة في الطرح والهدف والوسيلة، أقول ذلك لأنّني قرأت في كتاب التاريخ المنشور عبر الزمان والمكان أنّ ليل الباطل وإن طال فلا بدّ أن يبدّده صبح الحقيقة.

Exit mobile version