إن تطاولك على الزعيم بيرام ووصفك له بالتاجر يضرك كثيرا ولا ينفعك
لأن الإساءة إلى الرئيس بيرام أصبحت هي عنوان الراغبين في تسويق أنفسهم وعرضها بالمزاد العلني في سوق بيع الضمير
وقد كنا نربأ بك عن ذلك
وعليك أن تدرك أيضا أنك لم تسئ إلى بيرام وحسب بل أسأت إلى كل الموريتانيين الذين يمثلهم هذا الرجل بمن فيهم عامة المعتدلين من شريحة البيظان .
واسمحلي أن أقول لك إن أفضل مشترك في ذائقة الضمير الجمعي للأمة الموريتانية هو أنهم باتو لا يكرهون شيئا مثل كراهيتهم للتطاول على المثقفين من شريحة لحراطين لمجرد أنهم من هذه الشريحة فقط
وأنت بهذا التطاول لم تضف جديدا غير تأكيدك على تجذر العنصرية في شريحة معية تجاه شريحة أخرى
وبذلك تكون قد أعدت نفسك إلى المربع الأول وألصقت بها تهمة العنصرية لأنه يفترض في شخص مثلك – بحكم المهنة على الأقل – أن يكون قد تخلص من هذه العقد منذ زمن بعيد ولكن يبدو أن العنصرية في البعض طبع والنضال مجرد تطبع والطبع أملك .
وإذا ما أردنا أن نتناقش بإنصاف فإنه لا يخفى عليك أن إدانة المجتمع أو تبرئته ككل أمر غير متاح ولا مباح
وهكذا الحال بالنسبة للعناوين الجامعة كالجهة والقبيلة فالتعميم منطق غير سليم
ولكن إذا ما توجهنا إلى الفئات الفكرية وبدأنا بفئة الفقهاء باعتبارهم هم المرجعية في كل الأمور الدينية فسوف نجد أن كل أنظامهم وطررهم وهوامشهم وكنانيشهم .. ترسخ العبودية وتنظر إلى بعض الفآت نظرة الدونية، خلافا لما جاء في الشريعة الإسلامية المتمثلة في هذا القرآن الذي حجبوه عن الناس بهذه الترهات التي استغنوا بها عنه واستغنوا بها عن عقولهم أيضا حتى أصبحو يقلدون الميت الغير معصوم في المستجدات التي لم تخطر للناس على بال قبل اليوم
ولو تأملو لعلمو أن آراء الرجال غير المعصومين محكومة بزمانهم ومكانهم والقرآن وحده هو الذي يصلح لكل زمان ومكان.
طبعا أعلم أن بعض الأشخاص ربما لم يتحصلو على الزاد المعرفي الذي يسمح له بإدراك هذه الحقيقة الجلية
ولكن لا ينغي أن يخفى علينا جميعا أن أي كتاب أريد له أن يقدم على القرآن ويصبح بديلا عنه بحيث يستغنى به عن هذا القرآن فالواجب أن يحرق ويضرب به عرض الحائط .
وأما إدانتك لتبرئة ولد امخيطير التي ذكرتها تستجدي بها مشاعر الناس فكان من الواجب عليك أن توجهها للقضاء الموريتاني الذي برأ ساحة ولد امخيطير وليس إلى الرئيس بيرام الذي طالب باحترام القضاء !
فأنت الآن تطالب بعدم احترام القضاء الموريتاني إذا كنت فعلا لا توافق على ما قاله الرئيس بيرام !
ثم إن استشهادك ببعض الفتاوى التي بدأ المتشددون يتبرئون منها فهو تأخر شديد في مواكبة ما كتب في الموضوع
وأما إصرار البعض على غلق باب التوبة وتقديم أنفسهم كمتحدثين عن الله ورسوله فهو منكر من القول وزور
بل إن كل الفقهاء الذين يطالبون بغلق باب التوبة يكذبون على الناس لأنهم يدركون أن كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون .
ولو صارحو أنفسهم لعلمو أن غلق باب التوبة ليس في مصلحة أي أحد .
وفي الحقيقة لا يسعني إلا أن أصارحك أن كل من لقيتهم ممن دعاهم الفضول إلى قراة رسالتك
يقولون إنها ما كانت إلا من أجل تسويق نفسك من أجل يبيعها في وظيفة في السلطة العليا للصحافة
ولكن سبقك بها عكاشة .
“وربما ضر بعض الناس حزمهم *
وكان خيرا لهم لو أنهم عجلو”
………… . . .
بل إنهم يقولون إن تصديك للرسالة التي وجهها الرئيس بيرام إلى الرئيس الفرنسي أمر مضحك جدا لأنه لا يعنيك لا من قريب ولا من بعيد
أما محاولتك لتقمصك دور الفقيه فهي أكبر من أختها فالمتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور
ولا أحتاج – يا ولد الصوفي – أن أقول لك إن استنطاقك للنصوص يدل على أنك لست فقيها لا بالخبرة ولا بالملكة …
وأما إذا كانت نفسك تسول لك عناد الزعيم بيرام فانتظر قليلا حتى تستيقظ لتعرف أنك لست عزيز الذي هو رئيس الدولة وإنما أنت عزيز ولد الصوفي فقط
ولا تقل إنك قد كسبت المعركة لأن الرئيس بيرام لم يرد عليك
فماذاك إلا لكونك أصغر من المستوى الذي يسمح له بالرد عليك
وإذا أردت توضيحا أكثر، فالعنقاء أضغر من أن يصطادها الصقر كما قال المعري :
” أرى العنقاء تكبر أن تصادا
* فعاند من تطيق له عنادا “.
ولهذا تحاوزك ولم يرد عليك واسمح لي أنا أيضا أن أتجاوزك لأقول للإعلامين إن تجاهلهم لصوت المواطن الطامح إلى حقه المشروع في الحرية والمساواة –
والذي يمثله التيار الانعتاقي بمختلف أجنحته المعروفة :
في الحر بقيادة الرئيس الساموري ولد بي
وفي نجدة العبيد برئاسة ببكر ولد مسعود
وفي ميثاق لحراطين بجناحيه الذين يمثلهما القائدان :
محمد فال ولد هنضيه
والمحامي الشاب العيد ولد محمدن .. – فتجاهل بعض المواقع لهذا التيار لا يفيد إلا تأكيدهم على تشبعهم بالعبودية والعنصرية ودعوى الجاهلية ..
أما تجاهل بعض الإعلاميين لنشاطات الجناح السياسي لحركة إيرا – بقيادة الزعيم بيرام وشراكته مع حزب الصواب – فهو جهل بأول خطوة جدية في مجال الشراكة المشرفة اداعمة لواجب الوحدة الوطنية .
وأتمنى ان يتغلب الإعلاميون الشرفاء على هذا الخطإ المهني ويعطو لكل ذي حق حقه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم أحمدو حبيب الله الملقب المهدي
رقم الهاتف :
0022233333337