ثمن رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز ونظيره التركي الزائر السيد رجب طيب أردوغان في تصريحات صحفية مساء اليوم الأربعاء بالجناح الرئاسي بمطار انواكشوط الدولي أم التونسي في ختام زيارة الرئيس التركي لموريتانيا، الروابط الوثيقة القائمة بين موريتانيا والمشتركات الكثيرة بين البلدين التي تؤسس لقيام تعاون وثيق بين الدولتين.
وقال رئيس الجمهورية:
“بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
فخامة الرئيس
أيها السادة والسيدات،
يسعدني أن أتقدم بالشكر والامتنان لصاحب الفخامة السيد رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا الشقيقة على هذه الزيارة السعيدة لبلادنا وأهنئه على النتائج الإيجابية التي تمخضت عنها، حيث توصلنا إلى عدة اتفاقيات إيجابية ، ستفتح آفاقا لتطوير التعاون بين البلدين الشقيقين في مجالات استراتيجية كالزراعة والمعادن والتجارة والسياحة علما بأن حجم التبادل التجاري بين البلدين عرف زيادة نوعية تجاوزت 20 في المائة ما بين 2015 و2017.
وقد شكلت هذه الزيارة فرصة ثمينة لتبادل الرؤى حول كبريات قضايا الساعة وخاصة التطورات الأخيرة للقضية الفلسطينية وضرورة إيجاد حل سلمي وعادل ودائم لهذه القضية على أسس القرارات الدولية ذات الصلة والتي تؤكد حق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وكما تعلمون فإننا نواجه في منطقة الساحل، خطر الإرهاب والتطرف والتهريب وتجارة المخدرات ونثمن بهذا الخصوص وقوف فخامة الرئيس السيد رجب طيب أردوغان إلى جانب مجموعة الخمس في الساحل في جهودها للتصدي لهذه المخاطر.
أشكركم”.
وبدوره قال الرئيس التركي:
“بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز،
السادة الوزراء
أيها السادة والسيدات،
أيها الإعلاميون المحترمون،
أحييكم بكل تحية ومحبة باسمي وباسم الوفد المرافق لي.
إنني لسعيد جدا بزيارة موريتانيا بلد المليون شاعر، موريتانيا بلد السلام، موريتانيا بلد المحاظر والعلماء، موريتانيا التي هي دار العلماء وحفاظ القرآن.
وقد علمت بأن نصف سكان هذا البلد يحفظون القرآن كاملا وأنا أهنئكم من صميم قلبي على هذه العادة المهمة التي ورثناها من حضارتنا، كما أنني سعيد بأنني حظيت بزيارة هذا البلد كأول رئيس للجمهورية التركية يزوره، رغم أن هذه الزيارة قد جاءت متأخرة.
وإنني أتقدم أمامكم بجزيل الشكر إلى أخي العزيز السيد محمد ولد عبد العزيز لما حظينا به من حسن استقبال أنا والوفد المرافق لي ونحن سنؤسس مع موريتانيا وحدة تقوم على أساس الربح المتبادل كما أننا نشجع القطاع الاستثماري الخاص في تركيا من أجل الاستثمار في موريتانيا.
لقد قام وزير الاقتصاد رفقة عدد من رجال الأعمال بزيارة لموريتانيا في شهر ديسمبر الماضي، واليوم كذلك قد حضر معي في هذه الزيارة عدد كبير من رجال الأعمال والتقوا برجال الأعمال الموريتانيين للبحث عن فرص للاستثمار والعلاقات بينهما.
نحن نعلم أهمية التعاون بين البلدين خصوصا في مجال الصيد البحري حيث تعمل أكثر من 40 سفينة صيد تركية في مجال الصيد البحري في موريتانيا كما نعلم أن لموريتانيا طاقات كبيرة في مجال التعدين ونحن في تركيا لدينا تجارب مهمة في هذا المجال.
نحن نود أن نسخر كافة هذه التجارب في خدمة إخوتنا الموريتانيين وسنعقد الاجتماع الأول للجنة الاقتصادية المشتركة خلال المرحلة القادمة.
لقد قمنا اليوم بإبرام العديد من الاتفاقيات والبروتوكولات بين البلدين في مجالات الزراعة والسياحة والتعليم وغيرها..
لاشك أن هذه الاتفاقيات من شأنها أن تعطي دفعا جديدا لعلاقاتنا الثنائية.
ومما يبرز حيوية علاقاتنا، الرحلات المتكررة للخطوط التركية إلى نواكشوط ونحن سعداء جدا لاستقبال إخوتنا الموريتانيين في تركيا كما أننا نود خاصة أن نتقاسم تجاربنا في مجال الصناعات الدفاعية مع إخوتنا في موريتانيا وتعلمون أن تركيا قد حققت تقدما كبيرا في هذا المجال.
إن تركيا من أكثر الدول التي تفهم المخاطر التي تواجهها دول الساحل الخمس جراء الإرهاب، وقد تعهدنا خلال اجتماع ابروكسيل الأخير، بتقديم خمسة ملايين دولار لدعم القوة المشتركة لمجموعة الخمس في الساحل التي بادر السيد الرئيس بتأسيسها.
السادة الإعلاميون الكرام،
كما تعلمون فإن بلادنا قد تعرضت في 15 يوليو 2016 لمحاولة انقلابية غاشمة من قبل منظمة غولن الإرهابية. لقد كان ذلك اليوم وتلك الليلة مهمين بالنسبة لتركيا لتعرف أصدقاءها الحقيقيين، ونشكر فخامة الرئيس على وقوفه إلى جانبنا في تلك المحنة، كما أنني أشكر السلطات الموريتانية لدعمها لنا في محاربة مجموعة غولن الإرهابية وقد أسسنا في هذا الخصوص ، وقف المعارف، الذي يجري اتصالات واتفاقيات مع الدول التي ينشط فيها تنظيم غولن، هذه المنظمة الإرهابية.
لقد تم نقل المدارس التابعة لهذه المنظمة الإرهابية إلى وقف المعارف في موريتانيا أيضا، وأنا واثق من أن الوقف سيقدم خدمات نوعية للتعليم في موريتانيا كما أننا سنستمر في دعمنا لإنجاز مشاريع حيوية مهمة في موريتانيا عن طريق وكالة التعاون والتنسيق التركية، سواء في مجال الصحة أو الزراعة أو التعليم أو المساعدة الإنسانية.
لقد قدمنا فرصة تعليم لـ 135 من الطلاب الموريتانيين من خلال منح دراسية، كما أن عديد المنظمات الأهلية مثل الأوقاف والجمعيات والمؤسسات المتطوعة تحتضن عددا من الطلاب الموريتانيين.
السادة الإعلاميون،
أنا الآن أتوقف وأعبر بكلمات معبرة تماما إزاء موريتانيا بشكل خاص ونحن نود أن نسير جنبا إلى جنب مع إفريقيا في خضم تأسيس نظام عالمي جديد.
لقد كانت الخطوة التي قمنا بها بصفتنا رئيس الدورة الأخيرة لقمة التعاون الإسلامي، عقد قمة حول القدس في 13 ديسمبر الماضي، وكانت هذه الخطوة الأولى في هذا الاتجاه.
كما تعلمون فإن مدينة القدس تكتسي أهمية خاصة بالنسبة إلينا كما أن لها أهمية بالنسبة للعالم المسيحي. وإن إعلان الولايات المتحدة القدس عاصمة لإسرائيل لا يلزمنا.
نحن عندنا مثل شعبي يقول: الذي يطبل بنفسه ويغني بنفسه. وقد رأينا ذلك في الأمم المتحدة عندما صوتت 128 دولة ضد أمريكا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبقيت الولايات المتحدة مع ثماني دويلات صغيرة لا يمكن أن نسميها دولا. فامتلاك القوة، لا يعطي للظالمين الأحقية فالحق هو القوي وهذا ما رأيناه.
نؤكد مرة أخرى أهمية تعزيز التعاون بين بلدينا على أساس القواسم الكثيرة بينهما والفرص المتعددة التي يتوفر عليها كل منهما.