وصل الرئيس محمد ولد عبد العزيز صباح اليوم الجمعة إلى مدينة تيشيت على متن طائرته العسكرية الخاصة، حيث حطت به على مدرج أقيم بالمدينة وكان في استقباله عدد من الوزراء والمنتخبين كان من بينهم نائب عن حزب تواصل المعارض لوحظ وهو يتوشح بالعلم الجديد بانتظار مصافحة ولد عبد العزيز .
ولوح ولد عبد العزيز لمستقبليه وهو يعبر من مكان المدرج باتجاه المنصة التي أقيمت لاستضافة الوفد الرسمي.
وتم تنظيم استقبال للرئيس من قبل مجموعة من الجمالة وجمع من المواطنين قبيل عبور الوفد الرئاسي نحو المخيم المقام لاحتضان حفل انطلاق مهرجان المدن القديمة في نسخته السنوية السابعة.
وأعلن رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز لدى إطلاقه من تيشيت لفعاليات النسخة السابعة من مهرجان المدن القديمة، مدينة تيشيت العريقة عاصمة للثقافة الوطنية ومصدر إلهام للعبقرية الموريتانية لهذا العام.
النص الكامل لخطاب رئيس الجمهورية بهذه المناسبة:
“بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سكان مدينة تيشيت التاريخية،
ضيوفنا الكرام،
أيها السادة والسيدات،
يطيب لي أن أتوجه بخالص الشكر إلى سكان مدينة تيشيت التاريخية وإلى كل المواطنين الذين قدموا من مختلف مناطق الوطن، على الاستقبال الحار الذي خصصوه لنا اليوم، كما أرحب بضيوفنا الكرام الذين قطعوا المسافات الطويلة للمشاركة في فعاليات مهرجان المدن القديمة في نسخته السابعة.
ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أتقدم بأخلص التهاني لكل الموريتانيين والموريتانيات، بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف أعاده الله علينا وعلى الأمة الاسلامية والعالم أجمع بالخير واليمن والبركات.
أيها السادة والسيدات،
لقد قررنا منذ ثماني سنوات، تنظيم مهرجان المدن القديمة كل سنة في إحدى مدننا التاريخية ليكون نشاطا متميزا ضمن الفعاليات المعبرة عن ابتهاجنا واحتفائنا بمولد خاتم النبيين والرحمة المهداة للعالمين محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فهذه المدن مثلت عبر التاريخ، مناطق جذب للعلماء والطلاب ومراكز إشعاع للعلوم الاسلامية والمعارف الانسانية التي حملها علماؤنا الأجلاء جنوب الصحراء وشمالها وعرفت ساكنتها على مر العصور بالتمسك بتعاليم ديننا الحنيف، دين الوسطية والاعتدال.
أيها السادة والسيدات،
لقد أصبح مهرجان المدن القديمة معلمة ثقافية أصيلة ومشروعا اجتماعيا متميزا يحيي تراثنا العربي الافريقي المجيد ويعزز لحمتنا الوطنية ويبرز الاسهام الثقافي الموريتاني في تنوعه وثرائه الفريد ويحفز السياحة وينشط التنمية المحلية، كما أنه فرصة لإعادة الاعتبار لموروثنا المادي والروحي من خلال إحياء الالعاب الثقافية التقليدية واللقاءات الفكرية والمسابقات العلمية. وهو فرصة كذلك لإبراز عبقرية الانسان الموريتاني وقدرته على التكيف مع محيطه واستثماره الأمثل لمقدراته.
كما أنه مناسبة لترسيخ قيم التضامن والتكافل في اطار الوحدة الوطنية والإخوة الإسلامية.
إن الواجب الوطني يفرض علينا الاهتمام بمدننا التاريخية وتنمية مواردها وتطوير بناها التحتية وفك العزلة عنها، فهي شاهد حي على حقبة ازدهار عرفتها بلادنا ينبغي علينا جميعا أن نفخر بها كما يجب علينا الحفاظ على هذه المدن والدفع بالتنمية فيها وأن نجعل منها أقطاب جذب للباحثين والمهتمين بتاريخنا وعاداتنا.
أيها السادة والسيدات،
إن إطلاق مهرجان المدن القديمة من مدينة تيشيت، التي ظلت مصدر إشعاع حضاري ومنارة علمية سامقة والمعبرة في عمرانها وثقافتها عن أصالتنا، يجعل هذه المدينة العريقة عاصمة للثقافة الوطنية لهذا العام ومصدر إلهام للعبقرية الموريتانية…
وفي الختام أجدد الشكر لسكان مدينة تيشيت التاريخية ولكل الذين سهروا على إنجاح هذه التظاهرة الهامة، معلنا على بركة الله انطلاق فعاليات مهرجان المدن القديمة في نسخته السابعة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.