بما اننا دولة حديثة النشأة لا يزيد عمرها في الادارة علي عقود معدودة،لا يمكنني ان أعطي مثالا من تاريخنا لانه اكثر من معاصر بقياس الدولة وتراكماتها،لذالك سأعطي مثالا من فرنسا التي يعتبرها جل رموز ثقافتنا مثلا اعلي في الثقافة والإدارة وسير الدولة وترتيب الاولويات،
فرنساأنجبت ابليز باسكال مخترع الآلة الحاسبة وفرديناند كاريه مخترع الثلاجة وكلود شاب مخترع التلغراف وأنطوان ريدييه مخترع المنبه ورينيه لينيك مخترع السماعة الطبية هل سمعتم بهذه الأسماء؟
فرنسا أنجبت جان جاك روسو وفكتور هوغو وموليير وسارتر وايميل زولاي وأندريه مولرو والبير كامي وجاك اتالي ،وغيرهم من جهابذة العلوم الانسانية الذين اسسوا للفكر الإنساني الحديث وجعلو من المخترعين والعلماء اناسا يمكنهم التفكير ،
كما ان مبيعات كتبهم ومردودية أسمائهم علي السياحة الفرنسية اكبر بكثير من مدخول فرنسا من جميع مبيعات الاختراعات الآنفة ولو أضفنا عليها ايروسباسيال
ولولا ابو نواس وبشار بن برد واسحاق الموصلي وابوالعتاهية لما سمعنا ببغداد ولولا ابو الطيب المتنبي وأبو فراس والفرابي وابن خالويه لما عرفنا سيف الدولة
(فلا خيول بني حمدان راقصة. زهوا ولا المتنبي مالئ حلبا)
كان بإمكان نزار قباني ان يقول ولا سيف الدولة ولكنه اختار المتنبي لانه يدرك ارتباط الارض والثقافة والتاريخ
كما ندرك نحن ان ما قدمه ولد اتلاميد وأبناء ميابه وابه لد اخطور ولمجيدري ولد حبلله لسمعة هذا المنكب القصي لم تقدمه مدرسة المهندسين ولا كلية العلوم والتكنولوجيا ولا جامعة الطب.
من المهم جدا ان نوازن بين التعليم وسوق العمل ولكن بدون الهجوم علي الثقافة والعلوم الانسانية فبدونهم لا يمكن بناء الانسان وبدون الانسان يستحيل التقدم والاستمرار.
معا علي درب الكرامة والاعتزاز
داوود ولد احمد عيشه