بيرام يوجه رسالة إلى الشعبين الموريتاني والسنغالي

الحمد الله و الصلاة و السلام على رسول الله،

هذه رسالة مني أنا بيرام الداه أعبيد الى الشعبين الموريتاني و السنيغالي،وإلى رئيسي و حكومتي الدولتين الشقيقتين وكذالك إلى الرأي العام الدولي و الوطني في كلا البلدين و الله على ذلك من الشاهدين.

أنا كما تعلمون منذ نشأة “إيرا” – و تمادي السلطات الموريتانية في حظرها و كبتها لحرمانها من الوجود و منعها من العمل السلمي و النشاط الشرعي – أنا و كل الإيراويين الشجعان لم نقبل أبدا بالإنصياع لهذا الحظرغير شرعي و اللاقانوني الذي اعتمده نظام محمد ولد عبد العزيز، كما لم نخفي أبدا هذا الرفض و بقينا في الميدان حيث لازلنا فيه رغم السجون و القمع و التعذيب و الحظر وجملة الممارسات التعسفية التي تعرفونها.

صحيح بأنني فكرت – تحت هذا الظرف – أنا و رفاقي بالحركة أن نعمل على ان يكون لنا وجود شرعي خارج موريتانيا ، نعوض به قدر المستطاع عدم الشرعية في الداخل التي آثرنا بها النظام بصفة ظالمة جائرة، فإيرا الآن أصبحت منظمة مرخصة و معترف بها في مختلف دول العالم، فلدينا اليوم منظمة أمريكية،منظمة فرنسية، منظمة إيطالية ، منظمة بلجيكية،منظمة هولندية و منظمة إسبانية ككل المنظمات المدرجة في الإطار القانوني لهذه الدول، كما وأن هناك مشاريع متقدمة لترخيص “إيرا” في دول اخرى من إفريقيا و من أوروبا والنشاطات الخارجية المكثفة لحركة “إيرا” ورئيسها بيرام الداه أعبيد – والتي هي ضرورية خاصة في ظروف عدم الترخيص محليا – تلك النشاطات تعرفونها جميعا و هي متواصلة و مكثفة و ناجحة و تشكل مواجهة قوية و محرجة للنظام ، نظام ولد عبد العزيز في جميع القارات و في جميع المحافل الدولية سواء تلك التي تنظمها هيئات و منظمات غير حكومية او التي تنظمها هيئات حكومية كالأمم المتحدة، لكن تلك النشطات كلها كانت منسجمة مع القانون الدولي و سلمية منسجمة أيضا مع قوانين الدول التي تجري فيها.

وفي ذلك خير دليل على احترام العالم ل “إيرا” و تقبله لها و قبولها من جميع الحكومات فلم تشتكي منها أبدا أية حكومة و لا شرطة في أي بلد و لم يشتكي منها أبدا مواطنوا تلك البلدان التي تتواجد فيها و هذا السلوك لازال على حاله لم يطرأ علي أي تغيير و لن يتغير أبدا – بحول الله – و هذا كما تعلمون هو سر إحترام هذه المنظمة من طرف الجميع وكما تعلمون نشاطاتنا كانت موجودة في داكار منذ نشأت حركة “إيرا” بما فيها مؤتمراتنا الصحفية ، و يوجد فرع لإيرا بالسنغال إلا أنه لأسباب نعرفها نحن لم نشرع بعد في إجراءات الترخيص و من تلك الأسباب أننا لا نود إحراج الجارة السنغالية و لا نرغب في ان يكون لنا أي دور في تأزيم العلاقات الموريتانية السنغالية.

دورنا في العلاقات الموريتانية السنيغالية لابد ان يكون خدمة للسلم بين الجارتين وتعزيز التآخي و التعاطي في جميع المجالات البشرية و الاقتصادية و الديبلوماسية، لأن الشعبين أخوين فرقهما المستعمر و لم تكن بينهما حدود قبل الاستعمار و كانت حدود الإمارات و الممالك على الضفتين غير تلك التي رسمها المستعمر الفرنسي حاليا، ولذالك نحن في “إيرا” نأسف على أن نظام محمد ولد عبد العزيز بلغ درجة من العجز و الافلاس أمام جدارة نشاطات حركة “إيرا” ووجاهتها ودرجة تقبلها من طرف العالم.

و إزاء توغله في الأزمات المتشعبة التي خلقها هو نفسه لنظامه بسوء التدبير والتسيير و سوء النية تجاه الموريتانيين، لقد بلغ درجة من العجز حين أراد استخدام حركة “إيرا” و نشاطاتها كذريعة لتأزيم العلاقات بين الدولتين و بين الشعبين الامر الذي قد تنجر عنه أضرار جسيمة و خطيرة للرعايا الموريتانيين و السنيغاليين الذين تربطهم روابط تاريخية مهمة و التي علينا نحن كمواطنين بسطاء المحافظة عليها و تأبى ضمائرنا غيرذالك.

سيما إذا تعلق الأمر برئيس دولة هو المسؤول الأول عن الشعب، أنا أتأسف و أستنكر الجبن الذي تحلى به رئيسنا محمد ولد عبد العزيز حيث لا حظت ان كلام رئيس ايرا و نشاطاته و خطابات حركة ايرا و مواقفها التي يعرفها هو ويسمعها على الدوام و التكرار يوميا في شوارع نواكشوط و جميع أنحاء العالم في كل دولة و في كل قارة و هو على سمع و مرأى من كل ذلك قد بلغ من الجبن و عدم المسؤولية و انعدام الحكمة في تدبير العلاقات بين الشعوب و بين الدول حين اتخذ المؤتمرات الصحفية و المواقف و البيانات لدى حركة “إيرا” و رئيسها التي تنظم في أي مكان داخل و خارج موريتانيا – كما في جميع القارات – ذريعة لتوتير و تأزيم العلاقات مع السينيغال، كما آسف أن هناك بعض الناس الذين يصفون أنفسهم بالكتاب و الصحفيين قد إنجروا وراء هذه الدعايات المغرضة و أضحوا أداة لها بالتقول أن الجارة السنيغال إعتدت على موريتانيا لأنه سيعقد في عاصمتها داكار مؤتمر لرئيس “إيرا” و بمشاركة المنظمات الحقوقية السنيغالية، في حين أننا نعقد هذه المؤتمرات هنا منذ عشر سنوات و لازلنا نعقد مثل هذه المؤتمرات الصحفية في كل دولة من العالم .

هذا الإعتداء الذي شكله هذا المؤتمر الصحفي في داكار و الذي ليس الاول من نوعه لم تشكله المؤتمرات التي سبقته و لم تشكله المؤتمرات الصحفية و التصريحات في المدن الأوروبية و الأمريكية و الإفريقية الأخرى ما هو سره؟ أنا أتأسف كذالك أن رئيسنا لديه تصفية حسابات مع نظيره السنيغالي و لم يكن بمقدوره سلك الطرق الدبلوماسية كما يفعل الرؤساء الذين تفرض عليهم الجغرافيا و التاريخ و طبيعة العلاقات الدولية تسوية المشاكل و الخلافات بحكمة و مسؤولية و بدبلوماسية فهو – على مايبدوا – يريد جعل “إيرا” و نشاطاتها ذريعة لكي يصطنع أزمة خارجية حين عجز عن حل الأزمات الداخلية فكان الأ سهل عليه – هروبا للأمام – إختلاق الأزمات التي قد تحرق الأخضر واليابس، بدل تسوية المشاكل الكثيرة.

أنا منذ 30 سبتمبر يوم فهمت الإشارة المهذبة و المسؤولة من الحكومة السنيغالية بأن عقد المؤتمر الصحافى المقرر – يومذاك رغم روتينيته – وقد كنت أحد المتحدثين فيه سيسبب لها حرجا مع جارتها وشقيقتها موريتانيا و إن رئيس النظام الموريتاني سيتخذ ذلك لتصفية حسابات مع بعض المواطنين الضعفاء اخوتنا اللاجئين السنيغاليين في بلادنا و كذا أبناءنا و إخواننا الموريتانيين اللاجئين لدى السنيغال في الوقت الذي يجب أن يشعر كل على حدة انه ليس غريبا في وطنه الثاني..عندما شعرت بهذا الأمر قررت على الفور العزوف عن أي خطوة نضالية هنا قد تفضي إلى نتائج عكسية أوكارثية ، لأنني أناضل من أجل مصلحة شعبي ومن أجل السلم و مصلحة البشر أيا كان وأينما يكون، فإذا كنت سأعقد مؤتمرا صحفيا و تنتج عنه قلاقل بين موريتانيا و السنيغال و سيلحق الضرر برعايا البلدين، فذلك لن يكون أبدا و لن أسير في هكذا منحى لأنه ليست فيه المصلحة كما لن أقبل بأن أكون أبدا سببا لمفسدة مهما كان نوعها و لن يستطيع ولد عبد العزيز مهما دبّر و نظر من مكيدة هو و بطانته ان يوقعوا بي في مثل تلك الفخاخ الدنيئة حتى اصبح سببا للمشاكل لشعب موريتانيا او لشعب جار لموريتانيا او لأي فرد من الانسانية مهما يكن.

لن أرضى بذلك و لن أفعله لأنه ليس من صفاتي و قد من الله علي من التوفيق و البصيرة بما يحول بيني و مثل هذه الأفعال و هو سبحانه وحده من سيجيرني منها.

وبناء على إشارات 30 سبتمبر، قررت أنني لن أعقد مؤتمرا صحفيا و لن أقوم بنشاط قد يحرج الحكومة و الشعب السنيغاليين و يعطي ذريعة لمحمد ولد عبد العزيز لجلب الضرر بمصالح السنيغاليين في موريتانيا و يضر مصالح الموريتانيين في السنيغال في عملية لصناعة السياسة بمفهوم ولد عبد العزيز،فلن أعطيه تلك الفرصة على حساب الطمأنينة و السكينة و التعايش و التآخي و السلم بين موريتانيا و السنيغال.

إن المنظمات السنيغالية لحقوق الإنسان تعمل على نفس المنهاج السلمي على غرار نظيراتها في موريتانيا وإفريقيا وآسيا والعالم العربي و الأوروبي وفي أمريكا ، فأدعاء ولد عبد العزيز و نظامه أن منظمات حقوق الانسان تبحث عن السلطة و تريد إبادة الشعوب و أنها مأجورة من الغرب مردود عليه، فمن مضمون ادعائه الساذج أن أمريكا و فرنسا و كندا و الصين و ألمانيا و بريطانيا و اليابان و العالم الغربي بأسره يبيتون في اجتماعات كل ليلة و لأوقات متأخرة جدا من أجل تفكيك و تدمير هذه القوة العظمى التي تدعى موريتانيا اللتي – حسب توصيفه – تمثل خطرا داهما تزعزع أمنهم و أمن الكون!

إنها بحق دعاية ساذجة ..طفولية متخلفة و رخيصة ..ساقطة ، لا أساس لها من الصحة و لا تصدقها القرينة! موريتانيا لا تشكل أي خطر لأي دولة خاصة الدول العظمى و الدول الغربية لعدة أسباب: — أولا :

أنها لا تمتلك قوة قد تكون مصدر خطر لغيرها – للأسف الشديد – فهي دولة ضعيفة محتاجة جدا والأدلة على ذالك كثيرة.

– ثانيا:

الذين يديرون الشأن العام فيها خاصة في هذه الظرفية ليست لديهم مشكلة مع أي كان سواء كان يحب أو يكره موريتانيا لأن همهم الوحيد هو التجارة و الزبونية و الصفقات المشبوهة و مشكلتهم مع الشعب الموريتاني و مع الصادقين من الشعب الموريتاني.

ولد عبد العزيز مشكلته الوحيدة مع الذين يرفضون الظلم و الإستكانة للجبروت و الهوان و الذين يناضلون من أجل مصلحة الشعب و الذود عن ثرواته و ممتلكاته و قيمه و مستقبل موريتانيا، هذه الطائفة من الشعب هي مصدرالإزعاج ولد عبد العزيز! فليست لولد عبد العزيز أي مشكلة مع اليهود كما يقول و لا الغرب ضد الاسلام، ليست له اي مشكلة مع مناهضي الاسلام و ليست له اي مشكلة مع مناهضي موريتانيا و اعداءها له مشكلة فقط مع معارضيه فحسب الذين يرفضون تماديه في الفساد و الظلم و العنصرية و تكريسه البين للعبودية.

المنظمات الحقوقية الموريتانية و السنيغالية و الأمريكية و الأوروبية و العربية و المسلمة و غير المسلمة هدفها واحد و هو التنديد بالظلم أينما وجد و التنديد بعدم الديمقراطية حيثما وجدت و أنتم في موريتانيا أدرى بما يجري هناك اكثر من غيركم، وتعرفون جيدا أن من عارض ولد عبد العزيز مهما يكن(ولد خيمة أكبيرة واللا خيمة اصغيرة) كما تقولون و كانت معارضته مؤثرة و مزعجة فإن مصيره السجن و سيحاصره و يتهمه زورا ويحرض عليه الشرطة و القضاة وأصحاب الإفك و المطبلين والمنافقين من المجتمع، سواء كانوا صحافة أم علماء أو مطبلين وهم كثروتعرفون أنه لم يسلم أبدا قائل كلمة الحق والرافض لجبروت ولد عبد العزيزمن الانتقام، يتفق بعضكم مع ولد عبد العزيز على فكرة القضاء على ” إيرا” و لا حرج في ذلك، لكن ما ذنب الآخرين الذين ليسوا من “إيرا “؟ لم تسلم المعارضة و أنتم تعرفون ما تعانيه بشتى أطيافها! سواء المعارضة الناطحة أو تلك الناصحة كما يقول البعض…. لم تسلم أي منهما فالذين يوصفون بالليونة (المعارضة الناصحة)لم يسلموا الا كما يسلم (مُنْدْرِيشْ) كما يقال شعبيا عندنا في الجنوب، وتعرفون أيضا انه لم يسلم أبناء العمومة أيها الموريتانيون القبليون، كما تعلمون أيضا ان الذين دفعوا الأموال الطائلة لدعم ولد عبد العزيز من أجل ترسيخ إستحواذه على السلطة لم يسلموا هم أيضا، والسياسيون المنتخبون و المثال الحي الشيوخ الذين هم من مؤسسي حزب ولد عبد العزيز و هم الذين سلطهم حينئذ على ختو منت البخاري و على الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله و ابلوا بلاء حسنا (بِالْفالْ) حتى بلغ مبتغاه.

تعرفون الآن الظروف التي يعيشونها من جحيم ولد عبد العزيز، والذين منكم يستمعون إلي الآن و يظنون بأ نهم سيسلمون أقول لهم لن تسلموا و الدور سيكون عليكم شئتم أم ابيتم لأن الرجل لا مناص منه، فالأمان يكون فقط من القادة القادرين على تسيير الدول ولديهم مؤهلات الإدارة شؤون الدول و ضمائرحية ويتصفون بالصدق والنزاهة والرأفة بالضعفاء، هؤلاء فقط هم من يأمن الغير شرهم و أنتم لم يسلم منكم احد ولن تسلموا من احد!

الآن! فعلا أن المنظمات السنيغالية لحقوق الانسان قالت إنها ستنظم مؤتمرا صحفيا ، وحكومة داكار قالت إنها لم تمنع إنعقاد المؤتمر يوم 30 سبتمبر، فالسنيغال دولة ديمقراطيةرغم أن لديها ظروفا قد تستدعي في بعض الأحيان المساس ببعض الحريات والديمقراطية و لكن بأسلوب ذكي وناضج على عكس حكومتنا و نظامنا في موريتانيا الذي يرسل الشرطة لضرب الشعب، و يرسلها لتفريق الأشخاص المجتمعين في منازلهم واخراجهم من الفنادق بالعنف.

وليست حكومتهم كحكومتنا التي تصدر قرارات حظر الأحزاب و المنظمات و المؤتمرات او المسيرات حسب مزاجها، المؤتمر المذكور إذا.. و نظرا لحجم الضغوط التي مورست على السلطات في داكار من لدن نظام ولد عبد العزيز، إرتأت الحكومة السنيغالية تلافي الصدام مع ولد عبد العزيز جزاها الله خيرا و انا أشكرها على ذلك و عليكم أيها الموريتانيون ان تشكروها كذلك و انا مسرور بهذه الخطوة التي قامت بها ، و لو كنت على علم مسبق لما وصلت الأمور إلى هذا المستوى و لأعلنت انسحابي مبكرا .

فلما أرادت السنيغال الحيلولة دون وقوع المؤتمر اكتفت فقط بإتصال وزير داخليتها بمالك الفندق و طلب منه أن يحاول قدر المستطاع عدم إستضافة المؤتمرين، أما باقي الوزراء و رئاسة الجمهورية أجروا بعض الاتصالات بشخصيات حقوقية وازنة وشريكة في المؤتمر و عبروا لهم عن رغبتهم في عدم إجراء المؤتمر المقرر لدرء مفسدة قد تترتب عن وقوعه وهي ردة فعل محمد ولد عبد العزيز، لكننا لا نملك أي دليل و المنظمات الحقوقية السنغالية ليست لديها وسائل إثبات اذا ما أرادت مساءلة الحكومة السنيغالية أمام هيئات الأمم المتحدة خاصة أن وزراء السنيغال تبرأوا لاحقا من كل هذه الأمور.

قررت المنظمات السنيغالية عقد مؤتمر صحفي جديد غدا الخميس 5أكتوبر بعد ان تعثر إنعقاد الأول الذي كان مقررا في 30 سبتمبر و طلبوا مني ان أكون من ضمن المؤتمرين و أصدروا بذلك بيانا، و بيانات المنظمات الحقوقية هنا وهيئات المجتمع المدني و الأحزاب المعارضة لا يمكن للمؤسسات الإعلامية الرسمية كذا الصحافة المستقلة تجاهل بياناتها و هي ملزمة بنشرها و بثها …لأن هناك هيئة عليا للصحافة والسمعيات البصرية مستقلة و الصحافة مستقلة كانت سواء أو اللتي تحت نفقة الدولة وتحت وصايتها كالهيئات الرسمية الوكالة السنغالية للأنباء والإذاعة والتلفزيون الرسميين ، لكن ذلك لا ينقص من حريتها وإستقلاليتها في نشرالأخبارالتي لا علاقة لها بنشاط الرئيس أو الحكومة، واللتي عادة ما تكون على شكل بيانات أو مراسيم، وهذا أيضا التباس عندكم في موريتانيا حيث تظنون ان كل إذاعة رسمية او تلفزيون رسمية وكل هيئة أنباء رسمية يجب ان تكون على غرار إذاعاتكم و تلفزيوناتكم ذات الطابع الرسمي الخاص والشاذ، الشيء الذي أفضى الى فضيحة مشينة للحكومة الموريتانية و الوزير الناطق بإسمها العام الماضي حين أستضافتني التلفزة الرسمية ببوركينافاسو، حينها قال لكم ذالك الوزير إن الرئيس البوركيني سيقيل تلك الصحفية مقدمة النشرة و قلت لكم انا وقتها أنه امر مستحيل بحكم أنه ليس الرئيس من عين تلك الصحفية و بحكم أن إذاعة و تلفزيون بركينافاسو حرتين في إدارة برامجهما و نشرات الأخبار رغم الطابع الرسمي… و لا وصاية من الوزير ولا الرئيس ، الحكومة تأتي فقط اذا أرادت الحديث عن نشاط او أمر حكومي عن طريق وزير أو مدير أو مستشار،هذا ما جرى و الصحفية لازالت في عملها و طلبت منكم حينها ان تشاهدوا التلفزيون البوركينابي لتتأكدوا بانفسكم من زيف عنتريات الناطق الرسمي.

أنتم في موريتانيا تطلقون الصحافة الحرة على تلك اللتي لا تعمل في الإذاعة و التلفزة الرسميتين في حين أن العالم الآخر يعتبر كل الصحافة حرة و ليست لديه صحافة حرة و أخرى (خَادِمْ) هذين الصنفين من الصحافة لا يوجدان إلا عندكم في موريتانيا.

ونظرا لِكُلِّ هذا وذاك والوضعية الراهنة و هذا الشحن و التأزيم المقام به حاليا في الأوساط الإعلامية و المخابراتية الموريتانية فقد قررت أنا بيرام الداه اعبيد عدم حضور ذلك للقاء الذي تنظمه المنظمات الحقوقية السنيغالية يوم غد، ولا يسعني هنا إلا أن أشكرها جزيل الشكرو الامتنان على مؤازرتها، لكن اطلب منها العدول عن هذا المؤتمر لمصلحة الشعبين و لدرء المفسدة و لسد الطريق امام دعاة الصدام و البلبلة بين الشعبين الشقيقين التي لاشك لن تحمد عقباها، وبدون شك أن المتورطين فيها عن وعي سوف يكونوا قد ارتكبوا جرما كبيرا في حق المسلمين و في حق الشعبين و في حق البشرية و في حق الدولتين… و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

Exit mobile version