أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد سيدي ولد سالم على حاجة التعليم العالي إلى مزيد من البناء و التطوير.
وأضاف في كلمة له بمناسبة افتتاح العام الجامعي إلى أن هذا البناء والتطوير يتطلب تضافر جهود الجميع، واعتماد التشاور والحوار منهجا داخل أسرة التعليم العالي بكل مكوناتها.
وفيما يلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
السادة المدرسون الباحثون الأفاضل
أبنائي الطلاب
الإخوة الإداريون والتقنيون بمؤسسات التعليم العالي
أيها السّيدات والسادة
نستقبل، بحمد الله، يوم غد الاثنين 02 أكتوبر 2017 الافتتاح الجامعي 2017 – 2018 وهي مناسبة أنتهزها لأقدم أحر تهانئي وأصدق تمنياتي لمختلف مكونات أسرة التعليم العالي والبحث العلمي، آملا أن يكون هذا العام الجديد عام بذل وعطاء حتى يكون قطاعنا في مستوى التطلعات والآمال المرجوة منه ، في عالم تزداد وتيرة التطور والتنافس فيه يوما بعد يوم، وتستلزم بصورة متنامية امتلاك ناصية العلم والتشبث بالخصوصيات الذاتية لبناء الإنسان الأصيل المتجذر في قيم العصر.
وإن رفع هذا التحدي هوما يفسر بكل وضوح المكانة الرفيعة التي يحتلها التعليم والتكوين في سلم الأولويات لدى فخامة رئيس الجمهورية السّيد/ محمد ولد عبد العزيز.
فبتوجيهاته السّامية عملت حكومة معالي الوزير الأول السّيد/ يحي ولد حدّمين على تحقيق نقلة نوعية في مجال التعليم العالي والبحث العلمي تمثلت في استكمال الإصلاحات الكبرى القائمة على مبادئ تحسين الجودة، وتوسيع عروض التكوين وتنويعها، والمواءمة بينها وبين الحاجات التنموية لبلادنا.
وفي هذا السياق باشرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الخطوات العملية لإعادة هيكلة منظومة التعليم العالي: بدمج جامعة نواكشوط و جامعة العلوم و التكنولوجيا و الطب في جامعة واحدة هي جامعة نواكشوط العصرية،وإعادة هيكلة مدارس المهندسين بدمجها في مؤسسة هي : المدرسة العليا متعددة التقنيات، وإنشاء الفصول التحضيرية لولوج المدارس الكبرى للمهندسين وذلك بمواصفات ومعايير دولية .
وهي التجربة التي حققت هذا العام، بتوفيق من الله تعالى، نجاحا باهرا، من خلال النتائج المشرفة لطلبتها بتفوق (36) منهم – دفعة واحدة – في المسابقات الدّولية لدخول مختلف المدارس الكبرى للمهندسين في كل من تونس والمغرب وفرنسا.
و في مجال البحث العلمي فقد تم إنشاء المجلس الأعلى للبحث العلمي و الابتكار. الذي ستكون الوكالة الوطنية للبحث العلمي و الابتكارـ التي ستنشأ قريبا ـ أداته التنفيذية في توجيه و تنسيق وتنفيذ سّياسة وطنية لبحث علمي يخدم الأولويات في مجال التنمية.
وفي نفس السياق تم إنشاء السّلطة الموريتانية لضمان الجودة في التعليم العالي.
أيها السيدات والسادة؛
إن تحقيق مثل هذه الطموحات على الوجه الأكمل يتطلب من بين أمور أخرى وجود آلية صارمة للتقويم والمتابعة والإنجاز كما يتطلب الانطلاق من قاعدة معطيات دقيقة، تمكن من التخطيط العلمي للمشروعات لذا عمل القطاع ولا يزال على إعداد و تحيين قاعدة بياناته الإحصائية الشاملة للتعليم العالي طبقا للطرائق والمعايير المعمول بها على المستوى الدولي. بالاعتماد على مصفوفة مؤشرات للتعليم العالي والبحث العلمي ستمكنه من قياس مختلف مستويات الأداء به. وقد ساهمت هذه الإجراءات في تسهيل تقييم المؤسسات التعليمية العليا، ومكّنت من تحسين شروط تسجيل وتسيير ومتابعة الطّلاب في الداخل والخارج.
أما على مستوى البنية التحتية فقد تم استلام وتجهيز سكن للطلاب والطالبات بسعة 2540 سريرا، ولا يزال العمل متواصلا في باقي مكونات المركب الجامعي كما يجري العمل لتشييد منشآت أخرى كتوسعة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ومقر المعهد المهني العالي للغات والترجمة بنواذيبو و مقر المعهد العالي لمهن البناء، و الأشغال العمومية و العمران بألاك.
وعلى مستوى المصّادر البشرية يجري العمل بشكل دائم على التحسين من ظروف منتسبي التعليم العالي أساتذة و طلابا وعمالا، لتمكينهم من الاضطلاع بالمهام الموكلة إليهم، وفي هذا الإطار تم مؤخرا تعزيز القدرات البشرية للقطاع باكتتاب (75) أستاذ تعليم عالي من أصل (137) اعتماد في مختلف التخصصات وفق الحاجات المعبر عنها بالشعب و الاقسام بمختلف مؤسسات التعليم العالي. وهو الاكتتاب الأكبر و الاشمل في تاريخ التعليم العالي ببلادنا مما سيمكن من سد النقص الملاحظ كما و نوعا في مختلف مؤسسات التعليم العالي في بلادنا.
أيها السيدات والسادة؛
أود التأكيد مجددا قبل ختام هذه الكلمة على أن ما تم تحقيقه من إنجازات على مختلف الأصعدة و المستويات التي ذكرنا، لا يعني أن تعليمنا العالي ليس بحاجة إلى مزيد من البناء و التطوير، و لكن في سبيل الاعداد لذلك لا بد من تضافر جهود الجميع، واعتماد التشاور والحوار منهجا داخل أسرة التعليم العالي بكل مكوناتها، بعيدا عن التجاذبات التي قد يستغلها البعض للتأثير سلبا على الرسالة السامية التي أنشئت من أجلها مؤسسة التعليم العالي.
والله أسأل أن يسدد خطانا جميعا للمزيد من البذل والعطاء في سبيل الرقي بمجتمعنا وأن يوفقنا لصالح الأقوال و الاعمال.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.