محمد سالم أبوعبد الرحمن يجري مقابلة صحفية حول وضع الجالية بالسعودية وطموحاتها

يعود الوجود الموريتاني في بلاد الحرمين الشريفين إلى بداية القرن الخامس عشر الميلادي وتعد الجالية الموريتانية المقيمة في السعودية من أكبر الجاليات الموريتانية في الخارج ومن أكثرها ارتباطا بالوطن وهمومه ومصالحه العليا..ولتسليط الضوء على أحوال هذه الجالية وهمومها..أجرى موفدنا إلى الحج هذه السنة حبيب محمد الأمين حرمه حوارا مع رئيس المنسقية العامة للجالية الموريتانية في السعودية السيد أبو عبد الرحمن محمد سالم فكان الحوار التالي.
موفد الشارة الإخباري:ما هو الإطار القانوني الجامع لأفراد الجالية الموريتانية في السعودية؟
رئيس المنسقية العامة للجالية:في البداية أتقدم بجزيل الشكر والعرفان..لموقع الشارة إدارة وعمالا على إتاحة هذه الفرصة في نقل أحوال جاليتنا وهمومها في الحاضر والمستقبل إلى السلطات الموريتانية..وللجواب على السؤال أقول:
يعود تأسيس المنسقية العامة للجالية الموريتانية إلى سنوات خلت والهدف هو تكوين إطار جامع للجالية يهتم بشؤونها ويربطها بالوطن ويدافع عن مصالحها في الداخل والخارج ويوجه أفردها إلى احترام أسس وضوابط القانون السعودي..وللمنسقية مكتب في كل من المدينة ومكة لرعاية شؤون الجالية.
موفد الشارة الإخباري:كم عدد أفراد الجالية الموريتانية وأهم المهن التي يزاولونها في المملكة؟
رئيس المنسقية العامة للجالية:من المعلوم أن الجالية الموريتانية في السعودية من أكبر الجاليات الموريتانية في الخارج حيث يزيد عدد أفرادها عن 30 ألف شخص نسبة 65% منهم في المدينة المنورة و25% في مكة المكرمة والبقية موزعة على باقي مدن المملكة عامة..وأفرادها من خيرة الناس ومن أكثرهم عطاء ونشاطا في كافة المجالات منهم:
ـ القضاة
ـ الأطباء
ـ المدرسون
ـ المهندسون
ـ رجال المال والأعمال
ـ الطلاب”في الجامعات الإسلامية”
ـ السائقون وعمال المنازل
هذا التنوع في التخصصات يعطي الصورة لأهم الأنشطة التي يزاولونها وعلى رأسها:
ـ القضاء
ـ الصحة
ـ اتعليم
ـ التجارة
ـ الخدمات العامة
وتلعب الجالية الموريتانية في المملكة دورا كبيرا في تنشيط الاقتصاد الوطني فكل فرد مرتبط بطريقة ما بعائلة في الوطن وبالتالي فهو مصدر هام في مساعدتهم على شؤون الحياة الصعبة وهو مصدر هام للعملة الصعبة التي يرسلها عبر التحويلات المالية وعندما يزور بلده وخاصة في موسم الخريف.
موفد الشارة الإخباري:كيف تقيمون تجاوب البعثة الدبلوماسية الموريتانية في المملكة مع قضايا الجالية؟
رئيس المنسقية العامة للجالية:للقنصلية الموريتانية في جدة دور لايستهان به في خدمة الجالية حسب التوجيهات السامية لرئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز والتي كنت شاهدا عليها في إحدى اجتماعاته معنا في المملكة..وشهد دور القنصلية في خدمة شؤون الجالية تطورا كبيرا في ظل القنصل العام الحالي السيد الدمان ولد همر حيث أثمرت مهنيته العالية وتفانيه المخلص في خدمة الجالية إلى فتح مكتب للحالة المدنية في المدينة المنورة حيث أصبح بإمكان الموريتاني في السعودية أن ينهى مصلحته في مكتب الحالة المدنية في المدينة المنورة في غضون دقائق معدودة وهو ما كان صعبا في السابق لوجود المكتب الوحيد للحالة المدنية في جدة التي تبعد عن المدينة المنورة 450 كلم ..
ومن الإنجازات الكبرى التي تحسب للقنصل العام السيد الدمان ولد همر دوره البارز في تقريب الإدارة من أفراد الجالية ورعاية مصالحهم بوصفه رئيسا للجالية وتواصله في هذا الصدد مع الجهات السعودية وأذكر في هذا الباب لقاء جمعني وإياه مع أمير المدينة المنورة سمو الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز في 19 أكتوبر من 2016 حيث دار الحوار عن هموم الجالية الموريتانية في المملكة والحلول المناسبة لها وكان من ردود الأمير كلمات تكتب بماء الذهب:
الجالية الموريتانية في السعودية جزء لا يتجزء من الشعب السعودي..وهذا لا يستغرب عليه وهو من هو في أسرة جل همها خدمة المسلمين عامة والعرب خاصة فهذا الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود يقول:
يجب على المسلمين عامة و على العرب بصفة خاصة أن يتصلوا ببعضهم، و أن يتفاهموا و أن يعتصموا بحبل الله.
وهذا الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله يقول:
المملكة العربية السعودية هي واحدة من دول أمة الإسلام هي منهم و لهم، نشأت أساسا لحمل لواء الدعوة إلى الله، ثم شرفها الله بخدمة بيته و حرم نبيه فزاد بذلك حجم مسئوليتها، و تميزت سياستهاوتزايدت واجباتها، و هي إذ تنفذ تلك الواجبات على الصعيد الدولي تتمثل ما أمر الله به.
وهذا هو الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله يقول:
أبوابنا مشرعة لكل من يرى نقصا أو عيبا وأقول بكل شفافية (رحم الله من أهدى إليّ عيوبي) فكل من يرى خللا في العقيدة أو مصالح الشعب ودولتنا فنرحب به ويسعدنا ذلك .
لقد ساهم القنصل العام السيد الدمان ولد همر في إنجاح التعديلات الدستورية بالتعاون مع المنسقية حيث وصلت نسبة مشاركة الجالية في الاستفتاء إلى 90% وهي نفس النسبة التي تم بها قبول التعديلات على مستوى الجالية..وعلى الرغم من التحديات الكثيرة التي واجهتنا في التصويت في مدينة جدة التي تبعد عن المدينة المنورة ب 450 كلم وعن مكة المكرمة ب 90 كلم وعن العاصمة الرياض ب 1000 كلم إلا أن ذلك لم يمنع أفراد الجالية من المشاركة في الاستفتاء وانجاحه..وقد وفرت المنسقية في هذا اليوم ومجانا:
ـ حافلات وسيارات لنقل أفراد الجالية من المدينة المنورة ومكة المكرمة إلى جدة حيث مكتب التصويت
ـ بناء خيم مريحة في باحة القنصلية حيث مكتب التصويت لاستقبال أفراد الجالية
ـ توفير وجبة الغداء والفطور لكافة المشاركين في التصويت
موفد الشارة الإخباري:كيف تقيمون تفاعل السلطات السعودية مع مشاكل الجالية إن وجدت؟
رئيس المنسقية العامة للجالية:تنعم الجالية الموريتانية في المملكة العربية السعودية بالأمن والاستقرار والعافية والاستفادة من التنمية الشاملة ..المقدمة من السلطات السعودية ممثلة في خادم الحرممين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين محمد بن سلمان حفظهما الله للشعب السعودي الشقيق..ولقد عرف”الشنقيطي”في المملكة بالعلم والورع والصلاح والاستقامة والفضيلة كالمجيدري ولد حبيب الله و آب ولد أخطور و حبيب الله بن مايابه الجكني و ومحمد المختار بن مزيد ومحمد محمود ولد التلاميد ومحمد الأمين الشنقيطي..فحازوا على الحب والتقدير والاحترام عند أهل بلاد الحرمين..وإن كل التسهيلات للجالية من طرف السلطات السعودية موجودة والجالية تستوعب ذلك وتقدره مما يقودها إلى مزيد من الاحترام للمنظومة القانونية السعودية.
موفد الشارة الإخباري:هل من كلمة خاصة ؟
رئيس المنسقية العامة للجالية:أنتهز هذه الفرصة لأتقدم إلى رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز بطلب ملح للجالية بعد توارد الأنباء عن نية المملكة فرض ضرائب على المقيمين بمن فيهم العوائل وأطفالهم مما دفعهم إلى التفكير جديا هذه الأيام في مغادرة المملكة والعودة إلى أرض الوطن..ويطالبون الرئيس بمنحهم قطة أرضية على طريق نواذيب أو في أي منطقة استراتيجية من العاصمة نواكشوط ليشيدو عليها مدينة عصرية على نفقتهم وبكامل الخدمات العامة:
1ـ منازل وشقق..
2ـ شوارع معبدة
3ـ الماء والكهرباء
4ـ صرف صحي
6ـ جامع كبير
7ـ سوق
8ـ محطات بنزين
ودراسة مشروع المدينة جاهزة لتقدم إلى رئيس الجمهورية للموافقة عليها والبدء في تنفيذها فورا..وهدف المشروع هو توفير السكن المناسب للعوائل الموريتانية المقيمة في السعودية والتي تفكر في العودة إلى الوطن وأنا على يقين من استجابة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز لمطلبهم لما عهدناه فيه من حب الجالية والحرص على مصالحها..تلك الجالية التي تثمن عاليا الدور الكبير للرئيس محمد ولد عبد العزيز في نقل موريتانيا من دولة فقيرة وضعيفة..إلى دولة غنية وقوية وخاصة في المجال الأمني وبشهادة القاصي والداني..وستبقى انجازاته محفورة في اذهاننا لعقود وعقود ومنها:
ـ تقوية القوات المسلحة فأصبحت قادرة على حماية الوطن وتوفير الأمن للمواطن الموريتاني
ـ انجاز المطار الدولي”أم التونسي” وفقا لأعلى المعايير العالمية في هذا المجال وطاقة استيعابية كبيرة تصل إلى 2 مليون مسافر سنويا.
ـ “مرتنة” الوظائف وخاصة في قطاعي الصيد والمعادن..
ـ الاهتمام بالشاب”إنشاء المجلس الأعلى للشباب”
ـ رد الاعتبار لأبطال المقاومة الوطنية
ـ تقريب الإدارة من المواطن
ـ انشاء المجالس الجهوية الأمر الذي سينعكس ايجابا على مشاريع التنمية في المدن الداخلية
ـ إلغاء مجلس الشيوخ
هذا غيض من فيض من إنجازاته والتي جعلته محل تقدير من الموريتانيين عامة ومن أفراد الجالية الموريتانية المقيمة في المملكة العربية السعودية خاصة.
موفد الشارة الإخباري:هل من كلمة عامة وأخيرة؟
رئيس المنسقية العامة للجالية:من الضروري أن يعرف الموريتاني اينما كان قيمة الوطن ولنا في دول أصبحت اثرا بعد عين كسوريا والعراق وليبيا واليمن عبرة..بعد أن تحولت إلى اشباه دول بسبب النزاعات وغياب الأمن فلا العراق عراق ولا سوريا سوريا ولا اليمن يمن..البحر يأكل والأرض تقتل..فالاعتراف بقيمة الوطن وأمنه..السبيل الوحيد في تجاوز حال تلك الدول ..هذا من جهة ومن جهة أخرى أنتهز الفرصة لأثمن الانجازات الكبيرة في موريتانيا في ظل قيادة الرئيس محمد ولد عبد العزيز ومن تلك الانجازات :
1ـ اقتصاد قوي
2ـ أمن ممتاز
3ـ السمعة الطيبة والمكانة المرموقة لموريتانيا في العالم هذه الأيام
4ـ التطور في مجالات:
ـ الصحة
ـ التعليم
ـ البنى التحتية المتطورة
ونتقدم إلى سيادته بالمطالب التالية:
1ـ فتح الباب أمام شباب الجالية في الانخراط في الجيش الوطني
3ـ ربط الجالية بالوطن من خلال:
ـ الرياضة
ـ الثقافة
وفي الأخير أتقدم بجزل الشكر والامتنان لموقع الشارة مرة أخرى على إتاحة هذه الفرصة وأشكر بصفة خاصة محاوري الكريم والسلام عليكم ورحمة الله .

Exit mobile version