وقف الرئيس بأول محطة ليدعو ولاية اترارزة بقلاعها العلمية، وبمنارات مقاومتها الوطنية، وبما أنجزته لها سنوات المصالحة والثورة الزراعية، والاستثمارات العديدة في البنى التحتية، إلى التصويت بنعم لموريتانيا الجديدة.
أكد الرئيس بأن تأريخ البعض بقوانين ومجالس ودساتير المستعمر قد أفل وكبكب، وأن الإصلاحات التي صنعها الموريتانيون بمدادهم ودمائهم، وجنبتنا ربيع المآتم والمآثم، سترسم قوانيننا ودستورنا وعلمنا وهويتنا ، بلا تلعثم، وبلا كذب ونفاق.،لاحادي لها، الا مصلحة الوطن العليا.
أكد مرة أخرى أن لا هدف من الإصلاحات المقترحة، إلا المصلحة العامة، فليست هناك مصلحة شخصية لرئيس أو حكومة فيها ، وليست هناك نية في تغيير الأوراق المدنية، فالأمن والحالة المدنية البيومترية، جزء من رؤية مقاصدية، أثمرتا ثمارا يانعة جسدت قيادتنا للاتحاد الإفريقي وللجامعة العربية ، ويزكي ذلك حضور موريتانيا اليوم في المحافل الدولية، وفي استتباب الأمن والسلم في العديد من الدول الإفريقية، كملمح قيمي، و كنهج أخلاقي.
كان الرئيس يتكلم بثقة وتؤدة أمام شعبه وحقوله الخضراء، في وقت بحت فيه أصوات المخالفين ، وانكفأت قداحهم، وتقوست رماحهم ، وتهاوت تجارب ربيعهم وضمرت سراديب مددهم ، وأصبحت مقارباتهم التي راهن عليها كبير المرابين ، وكبير الحانثين، وكبير الهاربين، وكبير العلمانيين، وقدماء الشيوعيين،وشيوخ بالوكالة،كاسدة، وفي قاعدة ( المتخالفين) في تباب.
ليس من أخلاق شعبنا إلا نشر العلم، و احترام المقاومة، ليس من أخلاق شعبنا شراء الذمم، وعدم التحدث بالنعم.
إن كان يسركم تصدير الإرهاب والفوضى إلى بلدنا ، ونشر الكراهية والتطرف بين أبناء شعبنا،والترويج للكذب الفاضح، والحقد الأعمى، الذي مارستموه ثمانية سنوات ضد مقدساتنا ووطننا وإصلاحاتنا، فان استفتاء5 أغسطس سيبرهن للأقلام المأجورة ، ولوكلاء الأجنبي، أن بلد العلم والأخلاق، يقدم دائما المصلحة العامة لأنها الأهم ، وقديما قال العلامة الشنقيطي محمد فال بن متالي نضر الله وجهه :
وقدم الأهم إن العلم جم
والعمر ضيف زار أو طيف ألم.
رحم الله شيوخ العلم وتلاميذهم من أفراد المقاومة، فلهم الفضل أولا وأخيرا ـ في هذا الاسم الذي يجمعنا : الجمهورية الإسلامية الموريتانية، نعتهم أحدهم بقوله :
تلاميذ شتى ألف الدهر بينهم
لهم همم عليا أجل من الدهر
يبيتون لا ستر لديهم سوى الهوا
ولا من سرير غير أعمدة غبر
وجزم العلامة الشنقيطي المختار ولد بونه الجكني المتوفي سنة 1220هـ بأنهم أجل عصرهم فقال :
ونحن ركب من الأشراف منتظم
أجل ذا العصر قدرا دون أدنانا
قد اتخذنا ظهور العيس مدرسة
بها نبين دين الله تبيانا
بقلم: محمد الشيخ ولد سيد محمد/ أستاذ وكاتب صحفي