سيادة الرئيس إننا عبيدك لا تتركنا في الوحل وتأخذ المروحية

(دعوة عامة لحضور ميثاق الحراطين يوم 29-4-2014)
رجاء لا تتركنا في الوحل إننا عبيدك وأبناء عبيدك، كل رجال الأعمال والموظفين عبيد للنظام والنظام نظامك، أي أن كل البيظان بدون استثناء عبيدك.
رجاء لا تأخذ المروحية وتتركنا في الوحل.
نحن عبيدك وأنت تعلم أننا ننام على بركان، وفي أية لحظة يمكن للبركان أن يستيقظ….نحن الأقوياء بلا منازع، نمتلك السيارات الفاخرة والبنوك والمؤسسات وجل الأحياء الراقية، لكن هذا لن يصمد أمام البركان، وليست لدينا مروحية،.
إن الحراطين عبيدك لأن هؤلاء جزء من مجتمع البيظان، وجميع البيظان عبيد للنظام مما يعني أننا عبيدك جميعا، وإن فرضنا جدلا أن البركان لن يستيقظ، فمهما يكن ستظل أملاكنا في خطر، بمجرد أن العبد عندما يعبق أو يجوع يبدأ عادة بتحطيم أملاك سيده، وهي الأملاك التي يعتبرها شر البلاء عليه.
وقد يلجأ إن لم يستطع على التدمير بمفرده، إلى التحالف مع الزنجي على أساس اللون، وعندما يدمرا معا كلما نملك، سيتحالف بعضنا مع الحراطين على أساس القومية وسيدمر لا قدر الله ما لدى الزنوج.
وحينها سنبدأ من الصفر جميعا، وبما أن رأس مال الحراطين كان تحت الصفر، ورأس مال الزنوج كان صفر ورأس مال البيظان كان فوق الصفر بقليل ودمر الكل، فلن يبقى إلا ما هرب وما هرب لن يعود،…. رجاء لا تتركنا في الوحل وتأخذ المروحية.
سنهاجر جميعا في طلب ما هرب وستكون بالتأكيد رحلة شاقة، لأن المال المهرب لن يحمل علامة مميزة، لكنه سيوجه بدون شك إلى دول أبناء “سام”، لأن دول أبناء “حام” لن تكون راضية آنذاك.
وخلال هجرتنا تلك سنتوجه إلى دول المغرب العربي، لأن لنا فيها جذور بينما سيتوجه الزنوج كلهم إلى إفريقيا الغربية، وسيبقى الحراطين في الوحل، حيث لا جذور لهؤلاء إلا في موريتانيا.
رجاء دلنا على ذلك المال وسنكون عبيدا مرة ثانية لمسيريه وخارج الوطن، ثم عد أنت بمفردك وأحكم للمرة الثالثة.
لا تكونوا فطنين يا سيادة الرئيس في بلدنا، قد تظهر ضحايا المجاعة على الأرصفة وعلى صفحات المجلات، لكن معظم هؤلاء يذهب دون أن يلاحظه أحد أو دون أن تعرف الأسباب، وإن عرفت فلا يهم.
لن يقتل الجوع أكثر من الثلث، والباقي سيصوت، كن مطمئنا ولا تتركنا في الوحل وتأخذ المروحية. لا تخف، فأنت حاصل على الثلثين من الأحياء: ثلث ستشتريه وثلث سيكتفي بصورتك القديمة، كثرها وعلقها فقط على أعمدة الكهرباء.
قد لا يخفى عليكم يا سيادة الرئيس أن الحصول على ما يكفي من الغذاء هو حق أساسي من حقوق الإنسان، ويشكل الجوع اليوم عائقا كبيرا وخطيرا، وواقع لم تعرف له البلاد مثيلا، إلا خلال الأربعينيات من القرن الماضي، عندما اضطر سكان ولاية آدرار إلى أكل الجراد، وهي المادة التي لم تعد متوفرة للأسف، نظرا لرشها بالمبيدات السامة. رجاء لا تتركنا جياع وتأخذ المروحية، سنصوت ولم لا، ونحن وأنتم الذين نمتلك دون غيرنا أغلبية واجهات الشوارع والجياع متربصون كغيرهم من المهمشين والمستضعفين.
إن الجوع يقتل لكنه لا ينقص من ذكاء المرء الشيء الكثير، إنهم يراقبون المدينة وهي تمتد في كافة الإتجاهات ولا توجد بناية فاخرة، وإلا وحارسها من المهمشين.
إنها الطفرة وإنهم الجياع إنه باختصار وقود البركان.
لا تأخذ المروحية رجاء وتتركنا في الوحل،
نحن عبيدك يا سيادة الرئيس ومستعدون للتخابر من أجلك وبما أنك لم تسمع بخبر الإنتخابات التشريعية والبلدية الأخيرة، إلا بواسطة المذياع، نحيطكم علما أن هناك فائض ضخم من الغذاء في الغرب الغني، إلى درجة أنه يتلف أحيانا من أجل الحفاظ على تثبيت الأسعار، تماما كالفائض من السيولة المكدس لدى البنك المركزي، والذي يقدر بمئات المليارات حسب تصريح فخامتكم، ولم يتلف لكنه حبس ربما من أجل تثبيت الجوع.
رجاء لا تحرم عبيدك من لقمة العيش، نحن طائعون ومستعدون للتصويت.
قل للملإ رجاء أن تلك المبالغ قد تم إيداعها لدى البنك الدولي.
لا تتركنا نموت فبمقدرونا أن نعيش على الأمل وحتى إن كان كذب.
إن حوانيت التضامن بلغت الألف، وستضمن الحياة للجياع إلى غاية الاستحقاقات، وهي فكرة جهنمية لأنها تهدئ نسبة لا يستهان بها من عبيدك، ووكالة التضامن ولدت السنة الماضية، وزينت بشعارها وهي الآن تلقي دروسا في السلوك ليستفيد منها عبيدك السود في “آدوابه”، وسيروج لها عبيدك البيض في المدن.
لن تكون هناك ثورة جياع، ما دامت سيادتكم تضمن وجبة في اليوم.
نحن جياع وسنصوت جميعا مقابل القوت اليومي، إننا مستعدون للإقتيات على فضلات البحر وعلى الأغذية المنتهية الصلاحية.
وقد أبليتم بلاء حسنا يا سيادة الرئيس، عندما وفرتم ذلك السمك المصطاد في مياهنا ومن طرف أجانب كانوا يرمونه على الشاطئ لقلة قيمته التجارية، وبعبقريتكم صنعتم منه غذاء وفي ذات الوقت سلاح كريه الرائحة وفتاك بالمهرجانات.
نحن مستعدون يا سيادة الرئيس لأكل ذلك السمك، وحتى دون شق بطنه، لأننا عبيد ومن الشائع أن العبد إذا إمتلأ بطنه نام.
سيادة الرئيس نحن شركاء في الوطن وقد سمعنا أصواتا، كالتي نقل لكم الصحفي في نواذيبو، وهي أصوات مبهمة ومخيفة، لكنكم أطربتمونا لما أجبتم بأن لا هؤلاء ولا أولئك يمتلكون حق التمثيل حتى يتحدثوا عن حقوق الحراطين، أو إنفصال الزنوج.
لقد أصبتم مع أن أطباء عبيدكم قد أكدوا أن المخدر أعطى مفعوله لما إكتفى المبعدون ببقرات والحراطين بقوانين على الورق. لكن من المفترض للأسف أن تكون جهات أجنبية، قد نصحت الزنوج بالتكيف والتفرج وسلمت للحراطين كشفا يبين أن:
-90% من الحراطين أميين
-90% من الحراطين فقراء
-90% من نزلاء الزنوج حراطين
0% من الحراطين رجال أعمال
-0% من الحراطين ملاك بنوك
-0% من الحراطين مدراء مؤسسات
-0% من الحراطين تجار كبار
0،05% موظفين

— 0،005% من الحراطين ضباط كبار
قد لا يكون هذا الكشف دقيقا، لأن مصدره المفترض عدو، لكنه دليل كافي على هشاشة وحدتنا الوطنية.
رجاء لا تأخذ المروحية وتتركنا في الوحل، ولا تنس أبدا أنه مجرد مخدر قد يبطل مفعوله في أية لحظة. وسنبقى نحن أمام الأمر الواقع.
رجاء خذنا معك في المروحية، لم نعد نرغب في البقاء.
مرحى لكم سيادة الرئيس، إن موريتانيا اليوم دولة الحريات، ولا ينبغي أن تكون دولة الأحرار ولذلك السبب فإن عددا متزايدا من سكانها سلبوا حريتهم بفعل التجويع، حيث تضاعف عدد نزلاء السجون ثلاث مرات، خلال السنوات الخمس الأخيرة، و90% تقريبا من النزلاء حراطين وغالبيتهم سجنت بسبب أشياء تافهة مثل قنينة غاز أو مبلغ زهيد…إلخ.
ومن المؤسف أننا ندرك أن خطأ ما يحدث وأنت لا تبالي، رجاء لا تتركنا في الوحل وتأخذ المروحية.
لقد إقتبستم يا سيادة الرئيس من القانون الأمريكي الشهير، والمعروف بـ: ” ثلاث ضربات وتنتهي”، حيث يعطي هذا القانون عقوبات بالسجن لمدة تتراوح ما بين 25 سنة والسجن المؤبد لأي فرد مدان بجناية ثالثة. ومن المعروف أن الفقر أساس الجريمة والجوع سلاحها والجياع اليوم مصنفون، رجاء لا تتركنا في الوحل وتأخذ المروحية.
فإن استمرت سياسة التجويع هذه ربما تتفاجأ تلك الشريحة وغيرها عندما يدركون الجانب الغير مرئي والذي سيؤدي في أقل تقدير إلى حرمان الكثيرين من حقوقهم المدنية، إضافة إلى توابع السجن النفسية والعقلية، رجاء لا تخلق مشكلة لعبيدك وتتركنا في الوحل ثم تأخذ المروحية.
لقد مارس المستعمر من قبلكم كافة أساليب الحرمان وفي فترة من الفترات قرر أن يملأ السجون بالسود، بواسطة الجنايات المترتبة على العنف وتعاطي المخدرات، ثم سن قوانين تمنع غير المتعلم من حق الإنتخاب، لتحرم أجيال بكاملها من ذلك الحق، بسبب حرمانها من التمدرس خلال فتراتها بالسجون.
ثم جاء قانون 1965 لينهي شروط الإستبداد المفروضة على الناخبين ويتمسك بالإدانات التي تفقد المرء حقوقه المدنية أبديا. رجاء لا تحرم بيرام ولد الداه ولد اعبيدي من الترشح وتتركنا في الوحل وتأخذ المروحية.
فالعبد هو كل إنسان ولدته أمه حرا، ثم سلب حريته بالملك، أو الإستغلال أو التبعية القهرية أو ما شابه، وحسب اعتقادي فإن أشنع أنواع العبودية في عصرنا هذا، هو التحكم في لقمة العيش، أي التحكم في حياة الناس ومصائرها.
إن العبودية المعروفة والمعرفة ظاهرة تستشري يجرمها القانون وتمنعها حقوق الإنسان وهي ممارسة بغيضة لكنها مصنفة ويكافحها العالم الحر، في مشارق الأرض ومغاربها. ولا محالة ستختفي.
لكن الأدهى والأمر هو ممارسة التجويع من أجل التركيع والتبعية وهي العبودية التي تمارسها الأنظمة والأفراد والطبقات الغنية على تلك الفقيرة.
وقد لا تميز تلك الممارسة بين أبيض أو أسود أو أحمر، لأنها محسوسة وليست ملموسة، وهي في الواقع نواة العبودية الأم، لأنها ترتكز على استغلال الإنسان للإنسان، وهو النهج الذي يبدو أن النظام إختاره كأداة للبقاء في الحكم.
كما نود إلتنبيه إلى أن “الحراطين” هم الشريان الإقتصادي للبلد، وانتشالهم من وضعيتهم الحالية واجب ديني وأخلاقي وسياسي، وما سوى ذلك فهو سفه وتهور ومجازفة.

محمد المختار ولد احمين اعمر

Exit mobile version