تخليد الذكرى التسعين لاستشهاد أحد أبطال المقاومة الوطنية الموريتانية (تفاصيل)

في ذكرى استشهاد البطل المجاهد الشيخ ولد لجرب الرحالي نظمت الرابطة الوطنية لتخليد بطولات المقاومة ليلة الثلاثاء في فضاء شهرزاد بانواكشوط أمسية ثقافية تخليدا لهذه الذكرى التي توافق يوم 03 يوليو حيث استشهد القائد الشيخ في معركة بئر آكليل حوالي 80 كلم شمال انواكشوط يوم 03 يوليو1927 صحبة رفيق دربه المجاهد محمد المامون ولد محمد تقي الله الذي حل محل شقيقه وجاهة رحمهم الله ..
وشهدت هذه التظاهرة أكبر حضور جماهري لمثل هذه التظاهرات من سكان العاصمة انواكشوط حتى أدى إلى اختناق مروري على شارع صكوك المحاذي لمنتزه شهرزاد ، كانت ليلة مقمرة وفي مربع جميل شنفت مسامع الحاضرين محاضرات ومداخلات تحكي سطورا ذهبية من ملحمة البطل المجاهد الشيخ ولد لجرب الذي تقاذفته مجاهيل الصحراء عابرا الوهاد والأنجاد بنفس جسورة وقلب أبيٍّ ليذيق بني الأصفر ومواليهم صنوف الخسف ويرفع هامته ليصوب الموت الزؤام على أعناق الطغاة المحتلين .
بدأت الأمسية بآيات من الذكر الحكيم مع القارئ المهندس أحمدو فال ولد سيد عبد الله ليقدم بعد ذلك الأديب الشاب أحمدو ولد الننيه فقرات الأمسية ، وينطلق العنان لأعضاء الرابطة الوطنية لتخليد بطولات المقاومة في سرد وتعداد مآثر القائد الشيخ ولد لجرب الرحالي، وما يتمتع به من شجاعة وإقدام .
تم الافتتاح رسميا من طرف مستشار وزير الثقافة المكلف بالتراث السيد محمد المختار ولد سيد أحمد حيث ثمن دور رئيس الجمهورية في تخليد بطولات المقاومة ، أما رئيس الرابطة الأستاذ سعدبوه ولد المصطفى فقد بعث باسم الحضور التحية والعرفان لفخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز على نفضه الغبار عن حقبة المقاومة الوطنية وأشاد بالدور التاريخي للمجموعة التي ينحدر منها القائد الشيخ ولد لجرب في المقاومة وصد الغزاة المستعمرين ….
وفي كلمته قال الوجيه الشيخ ولد أحمدو بأن البطل الشيخ ولد لجرب واحد من بين قادة من بني جلدته لم يجد التاريخ بمثلهم وضعوا أرواحهم على أكفهم للذود عن بلد الجدود والتصدي للهجمة الاستعمارية وأشاد بالدور العسكري للمجموعة قبل وإبان الحقبة الاستعمارية ، وشكر رئيس الجمهورية على اهتمامه بالمقاومة و طالبه بشيء من لفت الانتباه إلى المجموعة التي شكلت مصدر القوة في الماضي والحاضر للذود عن البلد .
وحانت مداخلة المحاضر الباحث محفوظ ولد الفتى ليتحف الحاضرين بمعلومات مستوحاة من عديد المصادر عن حياة المجاهد القائد الشيخ ولد لجرب وسيرة حياته الطويلة في المقاومة منذ وجوده في الجنوب وحتى استشهاده يوم 3 يوليو 1927 في معركة بئر آكليل ..

ثم جاء الدور لحفيد المقاوم القائد الأستاذ أحمد ولد لجرب الملقب أحمدامو والذي سلط الضوء على جوانب من حياة الشهيد الشيخ ولد لجرب منذ مولده في الترارزة حيث بدأ حمل السلاح في وجه الفرنسيين قبل أن يلتحق بكتائب المقاومة في شمال البلاد.

التظاهرة كانت مناسبة للإعلان عن الدعم والمساندة للإصلاحات الدستورية التي سيتم التصويت الشعبي عليها يوم05 / 08/ 2017.. حيث أعرب أغلب المتدخلين عن مساندتهم لهذه التعديلات لما يرون فيها من خدمة للمقاومة وذلك بوضع خطين أحمرين على العلم الوطني يرمزان لهذه الحقبة ، وكانت المتدخلة باسم النساء السيدة الزهرة منت السباكي دعت الحضور إلى المشاركة في مهرجان روصو الذي سينعقد يوم 08 يوليو لدعم التعديلات الدستورية ، وكما أشادت بدور المرأة في المقاومة، وفي كلمة باسم مبادرة شباب الغد المشرق قال د. محمد يحي ولد احمد لكويري بأنه على كامل الارتياح لاحتضان الرابطة للشباب وتعاونها معهم لإنجاح هذه التظاهرة الكبيرة والتي تخلد ذكرى بطل لا يجوز إلا أن يكتب اسمه بماء الذهب ، وقال بأنه هو وكتلته الشبابية ينوون إنشاء خلية للبحث التاريخي من أجل نفض الغبار عن فترات منسية من الماضي ..
وعبر الأستاذ محمدو ولد سيد عبد الله عن شكره وتقديره لجهود الرابطة وقال بأن المقاومة بدأت منذ منتصف القرن التاسع عشر في الجنوب الموريتاني قبل التوغل ،وذلك في المواجهات بين إمارتي لبراكنة واترارزة ضد الحملات الفرنسية بقيادة فّيدَربْ ، وأثنى على دور المجموعة التي ينتمي إليها القائد الشيخ ولد لجرب في فترة المقاومة ونوه بالدور الريادي لخيول السبعيات الأصيلة ..
وعلى المنصة تعاقب الشعراء أحمدو ولد أجريفين ومحمد يحي ولد الديماني وأحمدو ولد حمدي واحمدو ولد الداه والتراد ولد الشيعة مشيدين بالقائد الشيخ ولد لجرب ومنوهين بألادوار البطولية لأبناء المجموعة ، كما تعاقب على المنصة عديد الأساتذة والباحثين مثل د. بتار ولد العربي رئيس قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة نواكشوط الذي قال إن أبطال المقاومة هم مفخرة للشعب الموريتاني ودعا إلى تعاون مختلف الجهات لتجسيد نداء فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز لكتابة تاريخ المقاومة الوطنية .. والباحث محمد سالم ولد اعليه ود.محمدن ولد عبد الصمد..
وقد حضر التظاهرة العديد من الأطر والمنتخبين والباحثين والأساتذة ، وطبع التظاهرة نوع من الحماس والهدوء في ذات الوقت حيث امتزج سرد مآثر الشهيد وبطولاته بدموع التأبين والحسرة على غدر الطغاة المستعمرين ..

Exit mobile version