موقفي من زيارة ولد حدامين لباركيول

بصفتي مواطنا من مقاطعة باركيول أنتمي لصفوف الأغلبية الداعمة لرئيس الجمهورية لا أفهم دواعي و أسباب زيارة ولد حدامين لمقاطعة باركيول ، إذ لا يمكن الربط بينها اطلاقا و زياراته الاخيرة لافام لخذيرات و جكني لأن الأمور هناك مفهومة في بعدها الاجتماعي و القبلي ، و لا في توقفه في مقاطعة الطينطان التي شكلت محطة استراحة بين هاتين المنطقتين .
و محاولة تبريرها بانجازي الطريق و المياه كاستثمارين للحكومة في باركيول ، لا يعطي تسويغا مقبولا يرشح باركيول للزيارة لأنهما تما في عدة جهات أخرى من موريتانيا فلماذا باركيول وحده من بين كل تلك الجهات ؟ و الانجازان من عبقرية و تأليف حكومة سابقة ، و قد تم في الماضي تدشين بداية الأشغال في كل واحد منهما ، و تم الاحتفال بهما عند النهاية .
باركيول ليست عاصمة ولاية حتى يضيق الخيار ليرفع من نسبة ترشيحها لهكذا زيارة ، و ليست مقاطعة ناشئة في ظل سياسة التجميع و الإنشاء الجديد حتى تكون زيارتها واضحة في ذلك الاطار ، لا منطق يعين على فهم أسرار هذه الزيارة إلا في سياق الشحن الحالي على المستوى الوطني ، و مساعي و محاولات شخصية يقوم بها ولد حدامين منذ تعيينه وزيرا اول لبناء مشروع سياسي يتعلق به ، الله وحده يعلم بما يريد منه ، يستهدف من خلاله ضرب و تحييد الواجهات و الفاعلين الرافضين للخنوع و التسبيح في فلكه و مراكبه ، كلما وصل لليأس من اكتتابهم و تحويلهم إلى مجرد زمارين و طبالين ضمن زبانية تتورط و تعتدي أو جوق خاص في سيرك التناوب على الموائد و السمر و لعب الورق و اللهو و العبث …. !
لا مشكلة لدي في استقبال حار لرئيس الجمهورية في باركيول ، و لا في استقبال اي وزير آخر لا يستغل دوره و وظيفته خارج مهام الدولة ، لأننا في باركيول رضعنا الوفاء من اثداء الأمهات و تعلمنا من الآباء سداد الديون ، و المعروف عندنا محفوظ لما تحقق من إنجازات ملموسة صنعها فخامة الرئيس مشكورا بعد أن جردها بالطلب و رفعها اليه ساسة المقاطعة ، إذ لا جزاء عندنا للاحسان إلا بالإحسان ، أما ولد حدامين فإن زيارته الملتبسة بالإبهام و الحنق و الكيد ، لا تتجاوز كونها كرنفال شخصي لإشباع غرور ذاتي و الامعان في تمريغ هامات شامخة لا تسجد إلا لله ، و لا تنحاز إلا للموالين للوطن .
لقد انشغل ولد حدامين عن مواصلة البناء و التنمية و ادارة البلد ، و انخرط في معارك وهمية يخوضها في كل جهات موريتانيا و في باركيول تحديدا لتصفية حسابات شخصية خاصة به بعيدا عن اسلوب الدولة و سمو أدواتها المسؤولة التي يرفعها الواجب و يتعالى بها الالتزام عن هذه المستنقعات ، و التهى في الخصومات و المشادات عن المسار الذي يسكله عادة رجال الدولة سبيلا لانتعاش الشعوب و تطويرها و الانسجام بينها ، و حشر نفسه و اختزلها في أدوار و مستويات واطئة ، دفعته الى تعطيل مشاريع تنموية خاصة بالمنطقة (طريق السواطة باركيول مثلا ) ، و الى مضايقة الاطر ، و استهداف بعض الرموز السياسيين .
لقد شط و تعسف في الاساءات و التقول و الإيقاع ، و في استخدام و سائل الدولة و مخابراتها و بعض مرتزقة الصحافة و بلطجيي السياسة للتحامل على قامات من اهل المقاطعة عصية على التشهير و التشويه ، و جعل من هذه الحملات دوره الأوحد ، و برنامجه الذي ظل ينفق وقت الدولة و أموالها لتنفيذه ، عوضا عن التخطيط لكبريات الامور و عن العمل الاستيراتيجي لتطوير البلد و الألفة بين أبنائه .
قال تعالى ( و أما الزبد فيذهب جفاءا و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض )

عالي بن محمد

Exit mobile version