في واحدة من أعظم حالات الغدر والخيانة التي شهد عليها التاريخ تعرض أخانا وفتانا الشاب المرحوم السالم ولد ابراهيم لرصاصة آثمة ظالمة فاضت بسببها روحه الطاهرة فصعدت إلى آفاق الملكوت حيث احتفت بها أملاك السماوات في تكريم وتعظيم رائع.
من المؤسف أني لم أعرف المرحوم السالم عن قرب مع أني أعيش مع أهله وبين إخوته وأخواته وأمه.. فقد حرمتني غربته في إفريقيا من تحقيق هذه الأمنية الجميلة والفرصة السعيدة وكنت دائما في قمة الشوق والانتظار لقدومه حتى أنهل من معين علومه وآدابه وأخلاقه الفياضة بالنبل والكرم والابتسامة وصفاء القلب وجمال النفس. كما حدثني أهله ومعارفه ولكن قدر الله وما شاء فعل فإنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم أجرني في مصيبتي ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
عرفت أسرة المرحوم أهل ابراهيم وهم بيت من التابعين الصالحين أكرم بصغيرهم وكبيرهم أكرم بهم جميعا أدبا وعلما وتربية صالحة واشتغالا بمعالي الأمور وأمرا بمعروف ونهيا عن منكر.
ما أجمل حياة هذه الأسرة وما أسعدها ويشهد بذلك القاصي والداني ولقد كنت أعرف من نفسي في مرة إقبالا على الطاعة وإحساسا بزيادة الإيمان كلما جئتهم في زيارة أو أقمت عندهم جزاهم الله خيرا وأحسن إليهم وأكرمهم بالحياة الطيبة.
كان أخي السالم أيوقونة هذه الأسرة الكريمة ومثلها الأعلا في الأخلاق الحميدة والتمسك بشريعة الله تماما كما كان قدوة حسنة لكل من يعرفه أو يسمع عنه رحمه الله.
يكفي المرحوم أنه من حملة القرءان الماهرين فيه وأنه بز أقرانه في العلوم وزملاءه في كل امتحان أما أدبه وقريضه ورسوخ قدمه في اللغة العربية وحبه الشديد لها وخدمتها فحدث ولا حرج وأنا أصغر من أن أحاول تقيم بحر لا ساحل له ومدى لا نهاية له.
إن رحيل اخي السالم ولد ابراهيم مصيبة عصيبة وخسارة لا تعوض بثمن قرعت الآذان وجلبت الأحزان ولكن الحمد لله على نعمة الإيمان.
الحمد لله على السراء والضراء رضينا بالقضاء والقدر.
اللهم أنزله منازل الشهداء والاولياء إلى جوار الأنبياء والمرسلين وأكرمه بلذة النظر الدائم إلى وجهك الكريم يا كريم وبارك في ولده واكتب أجر الصابرين لأهله الذين تلقوا فاجعته بصبر جميل.
بقلم : زينب معلوم