لقد أسأنا قراءة ظاهرة السيد محسن ولد الحاج (تدوينة)

ما أرانا كموريتانيين إلا أسأنا قراءة ظاهرة السيد محسن ولد الحاج؛ فكتب الكثير عن ظهور الرجل المفاجئ على المسرح السياسي حليفا ونصيرا للرئيس عزيز.
لم تكن أغلب الكتابات دقيقة في وصفه؛ هجاء وسبا ونعوتا ولا حتى ترقيصا؛ وظلت الشخصية تعتمل بهدوء في أغلبية تشكلت ب”قيصرية” بالغة التعقيد منذ مابعد الرئيس معاوية.
ومرت الأيام والرجل لا يظهر في الإعلام إلا من وراء حجاب؛ ولما اشتد عوده أسس لما يمكن أن نصطلح عليه بمعارضة الأغلبية، فحول مجلس الشيوخ إلى عرين له.
شيوخ المعارضة وشيوخ الأغلبية ينافحون عنه معا؛ وبنفس الحماس وكأنه زعيم ولد في صمت.
لقيته على هامش اجتماع البرلمان الإفريقي والبرلمان العربي أكتوبر 2016 في شرم الشيخ بمصر؛ ولمست فيه ذكاء وقدرة على التواصل نادرين في المشرعين.
انتخب باقتراع عام غير مباشر شيخا عن مقاطعة روصو؛ وصنع وزراء وسفراء ومدراء وبسطاء ونوابا وشيوخا في وقت قياسي.
صحيح أن الرئيس عزيز هو من جاء بالرئيس محسن إلى الشأن العام؛ وصحيح أنه كان مغمورا قبل انتخابه لكنه أزال الغمر بهندسته للفعل السياسي في الأغلبية التي كان ريشتها وحبرها من حزب عادل إلى الاتحاد.
محسن ببرودة أعصابه وهدوءه حول مجلس الشيوخ الموريتاني من هيئة غير مرغوب فيها يجدد ثلث أعضائها كل سنتين ويستسهلها كل متدخل في السياسة والاقتصاد، إلى عنوان للرفض والعنفوان غير المألوف.
يبدو لي أن الرجل صار رقما في ميزان القوى الذي طبع ويطبع ماتبقى من مأمورية الرئيس عزيز.

من صفحة الكاتب : اسماعيل يعقوب الشيخ سيديا على الفيسبوك

Exit mobile version