استسمحك سي عبدالاله بنكيران… فقد أكلت غيبتك …. واستبحت خصوصياتك …. وجلدتك حتى العظم ….وقلت فيك ما لم يقله مالك في الخمر ….
عندما تم تعيينك سنة 2011 هللت لك و غردت وزغردت…. علقت عليك امالا كبيرة في وضع سكة الديموقراطية في المغرب على السكة الصحيحة …. دبجت عدة مقالات سانشرها في كتابي قريبا حملتها امالا كبيرة في نجاح حكومة الاسلاميين في المغرب …. تمنيت من كل قلبي ان نعطي مثالا للعالم كله ان هناك إسلاما يمكن أن ينجح ديموقراطيا كما نجح الغرب في تجربته الديموقراطية….لكن لا اخفيك سرا أن امالي تبخرت بعد سنة بالتمام والكمال …. تبين لي أنكم تدفعون حزب العدالة إلى الانتحار السياسي كما وقع لحزب الاتحاد الاشتراكي…. قلت هذا صراحة في مقال أغضب كل اصدقائي في الحزب ولا زلت اذكر ان المرحوم عبدالله بها ثار في وجهي في آخر لقاء لي معه بسفارة إندونيسيا و أحسست يومه أن سي عبدالله بها يتصرف تصرفا غير عادي قد يقوده إلى ما لا تحمد عقباه … إنني لا احمل اي حقد شخصي لأي مسؤول في حزب العدالة والتمنية خاصة سي عبدالاله بنكيران فأنا ضد تصرفات وسياسة رئيس الحكومة أما سي عبدالاله بنكيران فليس بيني وبينه إلا الخير والإحسان والخلاف لا يفسد للود قضية ….
منحكم الله والشعب والملك ما لم يمنحه لأحزاب الأخرى في العالم…. تربعتم على كرسي رئاسة الحكومة ديموقراطيا رغم أن قاعدة الانتخاب في المغرب كانت ضعيفة…. صوتت عليكم فئة قليلة من المغاربة بينما الأغلبية قاطعت ولا زالت تقاطع لأن حصولكم على مليون ونصف صوت من بين حوالي عشرين مليون مسجل لا يعطيكم الحق بالتكلم عن كل المغاربة …. فلماذا لم تصوت لكم الأغلبية…. ؟؟ ؟ ولماذا يقاطع المغاربة الانتخابات ؟ ؟ ؟
لقد قضيت سي بنكيران ازيد من خمس سنوات في القيل والقال ….في ضرب اخماس باسداس… في النكت الحامضة… في الخصام مرة مع مزوار الفعفاع …. و شباط الأحمق… واخنوش اغراس اغراس….لم تترك صديقا قريبا أو بعيدا إلا قرعته وبينت له انك انت الأمر الناهي وانك الزعيم الذي لا يشق له غبار ….حتى جلالة الملك لم يسلم من ترهاتك …. فأنت عندما تقول انك لست عبدالاله بنكيران اذا دخل الاتحاد الاشتراكي إلى الحكومة فإنك في الحقيقة تتحدى السدة العالية بالله …. وعندما تقول ان على جلالة الملك أن يحترم إرادة الشعب واحترامه لإرادة الشعب هي الايام حالته الى اتخاذ قرار أعفائك بعد خمسة أشهر من فشلك من الحصول على أغلبية تمكنك من تكوين حكومتك …. كان عليك أن تبحث عن أغلبية لحكومتك بدون لغط ولا زيادة ولا نقصان ….مهمتك محددة دستوريا كان عليك احترامها …. حزب الاستقلال أو شباط كان عدوا خرج من حكومتك في منتصف الطريق وبين عشية وضحاها أصبح صديقا حميما تخطب وده بشباطه وقضه وقضيضه…. مزوار الفعفاع الذي كان غير مرغوب فيه انقلب بقدرة قادر إلى منقد لسفينة حكومتك التي تتلاطمهاالأمواج العاتية ….. كان همك الوحيد ان تحافظ على كرسي رئاسة الحكومة … مرروا بك وبحكومتك ما لم يستطيعوا تمريره لا في حكومة اليوسفي ولا الفاسي ولا جطو …. كنت شجاعا في ضرب القدرة الشرائية للمواطن الضعيف بحذف جزء من صندوق المقاصة…. وضربت مكتسبات الموظفين الضعاف بالزيادة في الاقتطاع من مرتباتهم من اجل انقاد لا اصلاح منظومة التقاعد …. بذل أن ترغم حكومتك على تأدية ما بدمتها من مستحقات لصندوق التقاعد أبقيت على الإسراف في توزيع أموال التقاعد على من لا يستحقها ولا تستطيع أن تقول اللهم ان هذا منكر فانكرناه…. أوصلت المديونية الداخلية والخارجية إلى حد لم تصله مند استقلال المغرب إلى يومنا هذا …. ومع كل هذه الموبقات تتمسك بكرسي رئاسة الحكومة….. ومن أجل الحفاظ على هذا الكرسي الذي لم يجلب إليك إلا الويل والتبور وسوء السعد أضعت من وقت وطننا ازيد من خمسة أشهر في البحث عن أغلبية تعرف في قرارة نفسك مند أول يوم انها غير متوفرة اصلا …. أبعدت شباط ونافقت اخنوش والعنصر وعاديت لشكر ولم يبق لك الا بنعبدالله المغلوب على أمره…. ومع ذلك كنت تتمسك بخيط دخان …. كان عليك أن تفهم رأسك مند انتخاب المالكي رئيسا لمجلس النواب لأن الأغلبية أصبحت واضحة وضوح الشمس في كبد السماء …. في المغرب يقولون الحر بالغمزة والعبد بالدبزة …. مع كل هذا تشبتتث بكرسي الرئاسة كرئيس معين ازيد من خمسة أشهر…أضعت فيها الزرع والضرع … أضعت مصالح الشعب والوطن والمواطنين ….دفعت آلاف المقاولات إلى الإفلاس المحقق …. كل هذا من أجل أن تصل إلى الباب المسدود…فشلت ولا تريد أن تعترف بفشلك لكن جلالة الملك وضع حدا لنزواتك وترهاتك ووضعت في المكان الذي تستحقه …. فالمغرب غني عنك وعن امثالك….
كنت تأمل أن جلالة الملك بمجرد رجوعه من جولته الموفقة من أفريقيا سيخلصك من لشكر فإذا به يطردك انت في واضحة النهار ….فمساء يوم الأربعاء 15 مارس 2017 وضع جلالة الملك نهاية لملحمة بنكيرانية دامت خمس سنوات وخمسة أشهر بالتمام والكمال …..لقد تعبنا ومللنا من متابعة هرطقات بنكرانية في الحكومة وفي البرلمان وفي الشارع وفي الصحف وفي وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة…نصبح ونمسي على نكت بنكيران الحامضة…. حتى وزراء حكومته لم يسلموا من مصائبه….. من وزير الشكلاط إلى وزير الكراطة إلى وزير ووزيرة الكوبل…. إلى وزيرة الزباله ….. ولو قدر الله وبقيت جاثما على انفاسنا لرأينا ما لا يصدقه العقل ولا يستسيغ المنطق لكن إرادة الله وحكمة أمير المؤمنين كانت فوق كل شيء ….
لقد اعفاك جلالة الملك وحسنا فعل …. ولا اخفيك سرا أن هذا القرار الشجاع ادخل السرور على الاغلبية الساحقة من الشعب المغربي….فقد فشلت على كل الاصعدة ووقعت في مصيدة الأحزاب لأنك كنت تطالب بإبعاد احزاب وطنية لا يحق لك أبعادها لأنها هي التي علمتك الوطنية الصادقة ….لأنك اختزلت حزب عريق في شخص رجل نكرة يسمى لشكر …. كان عليك أن تبحث عن الأغلبية لا البحث عن الاختيار بين زعماء الاحزاب….. الاحزاب باقية أما زعمائها فهم إلى زوال كما وقع لك انت حاليا ….. لقد تجبرت وتكبرت وركبت رأسك …. خيبت آمالنا في اعطاء نموذج لحكومة إسلامية ناجحة …. لقد فشلت فشلا ذريعا في تسيير الشأن العام …. لن يذكرك المغاربة بخير ففي زمانك تضاعفت الاثمان واشترى المغاربة لتر البنزين بازيد من عشرة دراهم …. في زمانك تم التنكيل بالمعطلين العاملين لأعلى الشهادات الجامعية …. حتى المكفوفين لم يسلم من عصاك الغليظة أمام منزل زوجتك بحي الليمون ….في زمانك نكل بالصحفيين والقضاة واخد المغاربة يوظفون بالعقدة …. في زمانك بقي الريع في كل المجالات وتضاعفت نسبة الجريمة تناسلت دور القمار والحانات وشرب المغاربة من الخمر ما لم يشر بوه في كل الفترات السابقة …. في زمانك تضاعفت الرشوة وأصبحت هدية….في زمانك كانت حكومة تصريف أعمال أكثر ما هي حكومة منبثقة عن صناديق الاقتراع …. لولا الحضور الوازن لجلالة الملك في مجال المبادرة الوطنية وصندوق الحسن الثاني ومؤسسة محمد السادس لما احسسنا أن هناك مشاريع تحقق في المغرب…..لولا دبلوماسية العاهل المغربي لما احسسنا أن هناك دبلوماسية مغربية تتحرك وبفضل جلالة الملك رجعنا رجوع الأبطال إلى منظمة الاتحاد الأفريقي ….ولما تراجع حجم الاعتراف بالجمهورية الوهمية …..كلها محطات لم يكن لك فيها اي دخل لا من قريب أو من بعيد ….كنت مهمشا ورضيت من الغنيمة بالاياب….. لم يكن يهمك إلا البقاء على كرسي رئاسة الحكومة… لأنك تعرف في قرارة نفسك ان بقاء حزبك في الحكومة يضمن له الفوز في الانتخابات لأن المغاربة يصوتون على الأشخاص والحزب المتواجد في السلطة …. الجميع يشهد أن حزبك حزب منظم متغلغل في المجتمع المغربي لأنه يعمل في المساجد والأحياء والجمعيات المتناسلة في كل مكان المدعومة بأموال الحزب والزكاة ورجال الأعمال عكس الاحزاب الاخرى الموسمية المدعومة من طرف الدولة هذا الدعم الذي اصبح وبالا على هذه الأحزاب…..لو ابتعدت السلطة عن تدخلات الشيوخ والمقدمين لفازلت تلك الأحزاب وحصلت على نصيبها من الوزيعة لكن تدخل السلطة افقدها مصداقيتها وخدم حزب العدالة والتنمية بطريقة غير مباشرة…..استفاد حزبك من اغلاط السلطة التي لا تعرف كيف تنفذ الأوامر ….
رغم اني غير متفائل بنجاح من سيأتي مكانك لأنك ستكون له بالمرصاد بدسائسك فإني اتمنى من كل قلبي ان يستفيذ من اغالطك وتصرفاتك وفلتات لسانك وان يحافظ على رزاته حتى يجد جلالة الملك حكومة توازي طموحاته في الرقي ببلدنا إلى مصاف الدول المتقدمة….
سي عبدالاله بنكيران:
رغم أعفائك فأنا أجزم انك ستحاول أن ترد الصاع صاعين لأنك ثعلب مراوغ …. من سيعينه جلالة الملك مكانك سيصبح عدوك اللذوذ …. ستدفع بيادقك للتشبث بك والتسبيح بحمدك …. فالإخوان المسلمين هذا ديدنهم لا يعيشون إلا في المحن ومعاكسة الدولة وما يقع في مصر وتونس أهم عبرة لمن يريد أن يعتبر …. لكن كل مناوراتكم لن تجدي شيئا في المغرب لأنه بلد عاش ازيد من 15 قرنا في أمن وأمان ولم يعرف لا انقلابات عبد الناصر والقذافي وصدام …. وعلى أرضه الطاهرة اندحر افقير والدليمي والبصري … ذهب الله بنورهم وتركهم في الظلمات إلى يوم البعث ….
فوداعا سي عبدالاله بنكيران…. استسمحك صادقا إذا قلت فيك سوءا ….لو لم تكن رئيسا للحكومة لما ذكرناك بخير …. لكن لكل منصب ضريبته….
اليوم ستنسحب جحافل الحراس بكل أنواعها أمام باب بيت زوجتك بخي الليمون وسيعود حراسك الستة إلى مقر عملهم الأصلي وسنرجع مرغما أسطول سيارات الدولة وسيعود كل معاونيك إلى مقرات عملهم الأصلية أن كانوا فعلا بها ولن يتجرأوا على منعنا من لقائك انت الذي أدخلت نفسك في برجك العاجي وفقدت بذلك كل احترام من طرف الغير ….
فوداعا يا سي بنكيران واتمنى ان تعفينا من متابعة هرطقاتك لأن زمانك ولى واعفاؤك أصبح أمرا مفعولا ولكل زمان رجاله……ولن نذكرك بعد اليوم لا بخير ولا بشر لأنك أصبحت مواطنا عاديا كباقي المواطنين….
بقلم : عبدالله حافيظي السباعي