أعلن رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز أن الحكومة جادة في رغبتها التشاور مع المعارضة من أجل تهيئة الانتخابات الرئاسية المقبلة في الآجال المحددة لها دستوريا.
وقال في رده على الصحفيين خلال مؤتمر صحفي عقده الليلة البارحة في العاصمة الاقتصادية نواذيبو أنه يجب أن يعرف الجميع “إننا مستعدون لكل ما من شأنه التوافق كما يجب أن يعرف الجميع أيضا ضرورة احترام القانون والآجال الدستورية بخصوص تنظيم الاستحقاقات الرئاسية المقبلة”.
وأضاف رئيس الجمهورية خلال ردوده في اللقاء الصحفي الذي تميز بحرية كاملة وبالانفتاح والمسؤولية بخصوص التشاور مع المعارضة إن الحكومة جادة في سعيها للوصول إلى توافق مع استبعاد تشكيل حكومة موسعة.
وأشار في هذا الصدد إلى أن المعارضة تعمل على تأجيل التشاور وهذا يعتبر تضييعا للوقت ومطالبتها بحكومة موسعة أمر مرفوض.
وفي رده على سؤال حول تقييمه لفترة مأموريته أوضح رئيس الجمهورية أن هناك الكثير من الانجازات التي تحققت في شتى المجالات خاصة على المستوى الاقتصادي حيث ارتفع مؤشر النمو وزاد التوسع في البنى التحتية .
وفي رده على سؤال خاص بعمل مفتشية الدولة أكد رئيس الجمهورية أنه لا توجد إدارة محمية من وهذا عمل المفتشية العامة للدولة وهي التي تبرمج هذا العمل .محصنة ضد الرقابة والتفتيش وأن المؤسسات التي لم يطلها التفتيش سيطالها إذاما دعت الضرورة إلى ذلك بما فيها رئاسة الجمهورية والوزارة الأولى.
أما بخصوص سؤال يتعلق بقطاعي التعليم والصحة أوضح رئيس الجمهورية “أن هذين القطاعين لم يصلا بعد إلى المستوى الذي نطمح إليه، ونحن في طريق تحسين خدماتهما رغم التحسن البين فيهما من حيث التجهيزات والتدريب والتكوين وتحسين الخبرات.
وردا على سؤال يتعلق بما دار في القمة المصغرة التي حضرها في بروكسل حول وسط إفريقيا قال السيد الرئيس إن هذا الموضوع تمت مناقشته واتفق المجتمعون على وضع حد للوضع الراهن فيها..
وأشار رئيس الجمهورية بخصوص تقييد المواطنين في الخارج إلى أن المشكل في طريق الحل.
وبخصوص الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي قال رئيس الجمهورية إن الاتفاق كان في صالح البلاد وأن المفوضات التي سبقته طال أمدها بسبب تشبثنا بموقفنا خاصة بالنسبة لمردوديته وبما يخدم السيد التقليدي.
وعن التقري العشوائي وتأثيراته السلبية على الخدمات العمومية ذكر السيد الرئيس بالمشروع الخاص بهذا الموضوع والذي يعتبر تجربة مهمة خاصة إنشاء “الشامي وترمسه وامبيكت لحواش و بورات …
فهذا المشروع ، يضيف السيد الرئيس، مكن من تحسين الخدمات بالنسبة لسكان الكثير من القرى والقريات..
وبخصوص الطرق أوضح أن هناك فعلا تأخرا في تنفيذ بعض هذه المشاريع نتيجة حجم العمل مما استدعى اللجوء للهندسة العسكرية التي أثبتت نجاعتها
واحترامها للآجال.
وبخصوص الأمن الغذائي ذكر السيد الرئيس أن أي دولة ليست محصنة ضد الأزمات الغذائية.
ونحن نبذل باستمرار جهودا للوقاية من مثل هذه الأزمات وفي هذا الصدد تم تنفيذ مشاريع مع إعادة هيكلة قطاع الزراعة لتحسين أدائه.
فالتمويلات الزراعية في الماضي لم تستثمر في القطاع كما تم القيام بإجراءات في نفس السياق من أهمها إلغاء 14 مليار أوقية ديون المزارعين تشجيعا لهم. .
وأوضح رئيس الجمهورية بخصوص لقاء الشباب أنه كان مهما وناجحا ومثمرا رغم ما قيل عنه من تسييس.
ولذلك فقد كلف الوزراء بتجميع الأفكار التي وردت فيه واقتراح ما يلزم وتقديم حصيلة عن هذه المقترحات خلال مجلس الوزراء المقبل.
وبخصوص العلماء أكد الرئيس دورهم الكبير ومسؤوليتهم ورسالة لابد يضطلعوا بها والدولة ملتزمة بتقديم الدعم لهم.
وعن سؤال يتعلق بمشروع زراعي سعودي في الضفة قال السيد الرئيس إن هذه الأراضي من أملاك الدولة وغير مستصلحة أولا وأن الجانب السعودي يؤجرها ولا يملكها.
وعن سؤال حول بعض الفئات التي يطالب البعض بحقوقها تساءل رئيس الجمهورية عن ما إذا كان الذين يطالبون بهذه الحقوق يمثلون بالفعل هذه الفئات أو الشرائح.
وأكد رئيس الجمهورية على صعيد آخر أنه لا صحة لما تتدول بعض الأوساط الصحفية من وجود أزمة في العلاقات الموريتانية المغربية.
وأبرز رئيس الجمهورية أنه لا رجعة في حرية الصحافة، ولكن لابد من احترام الثوابت والمقدسات.
وأكد السيد الرئيس أن من جهة أخرى أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية ولكن تعلم اللغات أمر ضروري للتواصل مع الآخرين وضمان مصالحنا، ولكن لا مجال للتعصب في مجال اللغات.
وفي مجال مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، قال رئيس الجمهورية إن وضعية الأمن تحسنت ولكن لاتزال مشكلة الإرهاب مطروحة لوجود مجموعات إرهابية تغذيها تجارة المخدرات وعمليات الاختطاف والفدية التي تدفع لتحرير الرهائن.
وردا على سؤال حول مشكل المنمين الموريتانيين في السينغال، أكد رئيس الجمهورية أن العلاقات الجيدة بين البلدين توفر المناخ الملائم لحل هذا المشكل.
وبخصوص النشاط الذي تعرفه الديبلوماسية الموريتانية في الآونة الأخيرة، قال السيد الرئيس: “نحن نعمل جادين من أجل تحسين علاقاتنا مع الآخرين وبالتالي فتحن اليوم على علاقة جيدة مع الجميع. المهم فنحن حاضرون على الساحة الإقليمية والدولية”.
وأوضح رئيس الجمهورية أن مشكل ارتفاع الأسعار لا يمكن التحكم فيه، ولكن هناك عدة زيادات وإجراءات للتخفيف من وقعها على المواطنين.
وشكر رئيس الجمهورية الصحفيين في ختام اللقاء، مبرزا أهمية دورهم في تنوير المواطنين وتوعيتهم، و راجيا أن يكون هذا اللقاء وفق في بلوغ هذا الهدف.