السباعي: هذه تخوفات انضمام المغرب للاتحاد الافريقي (مقابلة)

في هذا الحوار مع عبد الله الحافيظي السباعي، الباحث في الشؤون الافريقية، يتحدث عن مكاسب وتخوفات انضمام المغرب للاتحاد الافريقي، مؤكدا في لقاء مع “أنفاس بريس”، أن على المغرب أن يتسلح بكل الوسائل الديبلوماسية، عند مواجهة البوليساريو وداعميها في الاتحاد الافريقي، داعيا في ذات الوقت، لإيلاء العلاقات بين الرباط ونواكشوط، الأهمية الكبرى.
مع قرب انعقاد القمة الافريقية؛ ما هي مكاسب انضمام المغرب للاتحاد الإفريقي؟
لن تكون عودة المغرب إلى الاتحاد الافريقي بعد غياب أزيد من ثلاثة عقود، عودة الفاتح والفارس المغوار.. فبعد قرار المغرب المفاجئ بالخروج من منظمة الوحدة الافزيقية أيام ترؤس حزب الاستقلال للدبلوماسية المغربية في شخص الزعيم امحمد بوستة قلت في حينه ومن بين القلائل الذين قالوا وكتبوا أن الكرسي الفارغ لن يخدم سياسة المغرب في قضية صحرائه المغربية، قلت وكل شيء مسجل وموثق في كتابي “الصحراء المغربية بين المطرقة والسندان”، أنه كان يجب على الديبلوماسية المغربية أن تواصل عملها في منظمة الوحدة الافريقية، أن تكون بالمرصاد للوافد الجديد وكلما تكلم أو حاول الظهور تقول له أنه لقيط لا أرض ولا هوية له، وكل الدول الأعضاء ستفهم آنذاك أن الجزائر أقحمت عضوا مشلولا غريبا في جسد المنظمة وأن ذلك سيكون وبالا عليها في المستقبل لأنه ليست هناك دولة افريقية واحدة مستثناة من التهديد بلعنة الانفصال في عقر دارها.. المغرب فضل الهروب إلى الوراء وترك الكرسي الفارغ وترك الانفصاليين يصولون ويجولون في المنظمة بل أصبحوا يقدمون أنفسهم من الدول المؤسسة للاتحاد الافريقي بعدما كان عند المغرب الفضل والسبق في تكوين ونشأة منظمة الوحدة الافريقية، ها هي الدولة الوهمية تفوز بسبق وشرف تكوين الاتحاد الافريقي وتحتل المكانة الكبيرة في أجهزته فسبحان مبدل الأحوال من حال إلى حال..
+لكن البعض يتحدث عن ضرورة اتخاذ كل الاحتياطات من أجل دخول قوي للمغرب للاتحاد الافريقي هل هناك فعلا تخوفات جدية؟
++المغرب، كما قلت لن يدخل دخولا قويا إلى الاتحاد الإفريقي لأنه ملزم أن يسلك طرق الإنضمام إلى الاتحاد بالمصادقة الرسمية على قانون الاتحاد من طرف كل اجهزة الدولة وهو ما قام به بالفعل بعد أن صادق مجلس الوزراء والبرلمان على القانون وسيقدم طلبا مكتوبا إلى الأمانة العامة للاتحاد، وسيعرض طلبه على كل دول الأعضاء بما في ذلك الدولة الوهمية التي ستصوت على الطلب عندما يعرض على التصويت ومن المحتمل أن تصوت بالإيجاب نكاية في المغرب حتى يكتب التاريخ ان “دولة” الانفصاليين الصحراويين ساهمت في دخول المغرب إلى الاتحاد الافريقي..
+ما هي رهانات هذه الخطوة ومكاسبها الديبلوماسية والاقتصادية؟
++ليست هناك أية رهانات لا سياسية ولا اقتصادية فالدول الأعضاء في منظمة الاتحاد الافريقي تربطها علاقات دبلوماسية مع المغرب ودول قلائل التي لا تربطها علاقات دبلوماسية حتى التي تعترف بدولة الانفصاليين لا زلنا لم نقطع معها علاقاتنا الديبلوماسية.. ولهذا فأنا اتعجب من هذه الهرولة للدخول إلى منظمة سنجلس فيها صاغرين مع أعداء وحدتنا الترابية.. لقد راجعت كل قوانين المنظمة ولم أجد بين بنوده أي بند يشير إلى تجميد أو طرد دولة عضو في الاتحاد، أما العلاقات الاقتصادية فعلاقاتنا مع الدول الافريقية ناجحة بفضل مبادرات جلالة الملك محمد السادس نصره الله، جولاته الناجحة واستثمارات المغرب مهمة في الدول الافريقية، والعلاقات الاقتصادية أهم في نظري من العلاقات الديبلوماسية التي تصبح مكملة في كل الأحوال وعندما تكون العلاقات الاقتصادية ناجحة تفرض نفسها على العلاقات السياسية فالدول الأوربية مثلا عندما أرادت أن تتوحد بدأت بالعلاقات الاقتصادية وخففت من الجمارك ونزعت التأشيرات ووقع الاندماج وهو السبيل الذي أتمنى أن تسلكه دول المغرب العربي التي بدأت بوحدة الرؤساء الذين تتقلب أمزجتهم مع تقلب أحوال الطقس، وبقية دول المغرب العربي تعيش مشاكل كبيرة ٓوعويصة نتيجة انعدام الديمقراطية والتعاون الاقتصادي بين الدول..
+في خضم النقاش حول انضمام أثير النقلش حول العلاقات المغربية الموريتانية، بحكم تتبعك
للشأن الموريتاتي، ما هو تصورك لعلاقة استراتيجية مع الجارة الجنوبية للمغرب؟
++أحببنا أو كرهنا، موريتانيا هي بلد جار وشقيق وكل شيء يختاره الإنسان إلا موقعه الجغرافي فهو مفروض. موريتانيا سلكنا معها نفس ما نسلكه الآن مع الانفصاليين، كر وفر، أخذ ورد، ونفس الدور الذي تلعبه الآن الجزائر مع الانفصاليين لعبته تونس مع الموريتانيين، يجب أن لا تكون ذاكرتنا قصيرة، إلى سنة 1969 عندم قرر المغفور له الملك الحسن الثاني الاعتراف بالجمهورية الاسلامية الموريتانية قبل المؤتمر الاسلامي وضعنا حدا لهذا الصراع وتم ربط علاقات دبلوماسية مع الجارة موريتاتيا ومنحناها سفارة في قلب العاصمة الرباط، ترفرف فوق بنايتها علمها الوطني، وبقيت العلاقات بين البلدين بين مد وجزر، إلا اننا مع الأسف الشديد بدل توثيق علاقاتنا بموريتانيا كنا في زمن أوفقير والدليمي والبصري، ننهج العكس، فوقعت أحداث يندى لها الجبين كأحداث 16 مارس على سبيل المثال لا الحصر، أما في زمن الملك محمد السادس فإن العلاقات أضحت مستقرة رغم ما يشوبها من برودة يرجع السبب فيها الى اهتمام المغرب بالدول المجاورة على حساب العلاقات مع موريتانيا، باستثناء شركة الهاتف “موريتيل” فإن استثمارات المغرب محدودة في موريتانيا، بينما ما يستثمره المغرب في مختلف الدول الافريقية مهم جدا كما وكيفا. الموريتاتنيون يعانون في علاقتهم مع المغرب على كل الأصعدة من صعوبة الحصول على التأشيرة إلى صعوبة تسجيل الطلبة الذين لا يبغون على المغرب بديلا، إلى صعوبة المواصلات والمرور عبر بوابة الكركرات المنفذ البري الوحيد للمغرب نحو افريقيا، ومنفذ موريتانيا الوحيد نحو المغرب وأوربا،موريتانيا أزالت كل الصعوبات بالنسبة للتأشيرة وأخذت تمنحها في الحدود وفي المطارات وبسهولة بينما المغرب يعقد الحصول عليها في نقطتين يتيمين سفارة نواكشوط و قنصلية نواذيبو، مئات الطلبة الحاصلين على الموافقة من الكليات المغربية لمتابعة دراستهم تمتنع وكالة التعاون الدولي عن إرسال ملفاتهم إلى تلك الكليات والمعاهد وجلهم يعيش ظروفا غير مستقرة لا نفسيا ولا اقتصاديا، هذا إلى جانب مشاكل أخرى لا مجال لذكرها، وكل الآمال معقودة على زيارة رسمية يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى القطر الموريتاني الشقيق، هذه الزيارة التي ستبدد الغيوم وتضع سكة العلاقات مع موريتانيا في اتجاهه الصحيح المبني على التفاهم والاحترام المتبادل..
أنفاس بريس : حاوره: منير الكتاوي

Exit mobile version